خاص – اللشبيبة
تحدث الدكتور جلال بن يوسف المخيني؛ مدير دائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية، في لقاء عبر برنامج "مع الشبيبة" بإذاعة الشبيبة، حول أسباب عودة المتعافي من الإدمان من المخدرات للتعاطي مرة أخرى.
وقال المخيني إن الإدمان يصنف الآن كأحد الأمراض المزمنة حسب القواميس الطبية أو النفسية، فالمدمن في مرحلة التعافي يسير لحوالي 4 إلى 5 مراحل تكون أولها التخلص من السموم والمرحلة الثانية هي التعامل مع الأعراض الانسحابية والمرحلة الثالثة هي مرحلة التأهيل النفسي وهي مرحلة طويلة فحسب الدراسات قد تصل مدة هذه المرحلة إلى حوالي 8 أشهر إلى سنتين في كثير من الأحيان .
وتشير الدراسات كذلك إلى اختلاف هذا الأمر بين الجنسين، ومن ثم تأتي مرحلة موانع الانتكاس والدراسات العلمية حول العالم تشير إلى نسب مرتفعة جدًا من انتكاس المتعافين من الإدمان حيث يشير الرقم إلى حوالي 92% من المدمنين على المخدرات يعودون من جديد للإدمان بعد التعافي.
وقال المخيني إنه في السلطنة يندر من تعرض لبرنامج التعافي واستمر على تعافيه ولربما أن السمات الشخصية والإصرار والإرادة والصلابة النفسية للشخص المتعافي وقوة القرار وعوامل الحماية الأسرية وغيرها جميعها تدفع لسنوات من التعافي، وبرنامج جميل للمدمنين على التعافي في زمالة المدمن المجهول يحتفلون بكل فترة زمنية تشحيعًا لذلك المتعافي على الاستمرار في تعافيه.
وأضاف بأن عوامل الانتكاس متنوعة ولهذا فإنه من المهم أن يتم تعافي الشخص داخل البلد الذي أدمن فيه وهذا في الحقيقة تدعمه الكثير من الدراسات العلمية، فالذي يتعافى من الإدمان خارج البلد التي أدمن فيها قد يواجه الكثير من العوامل التي تؤدي إلى انتكاسه منها الأماكن التي أدمن فيها والأشخاص الذين تعامل معهم والمواد التي استخدمها للإدمان وطرق الإدما.
وأوضح أن جميع هذه الجوانب تعتبر مؤشرات إذا ما تم التعامل معها في مرحلة التعافي وتغيير الأفكار والاتحاهات غير العقلانية لدى المدمن حول هذه الأشياء فإنه سينتكس أثناء خروجه من المصحة، والحالات التي تشير إلى هذا كثيرة جدًا، ولهذا فإنه من الضروري تطوير وتطبيق استراتيجية لمكافحة هذه الآفة، كما أنه من الضروري تطوير كوادر طبية متخصصة في مجال الإدمان والتعاطي، والأرقام التي تم تسجيلها منذ عام 2004م وحتى هذا العام في تصاعد ونحن أمام ملف كبير يحتاج لإعداد العدة وتجهيز الكوادر وإعداد البرامج الفاعلة وبرامج مساندة ودعم، ووزارة التنمية الاجتماعية تدرس بقوة إيجاد مركز للتأهيل الاجتماعي ما بعد المرحلة الطبية، وذلك لعلاج الملفات الأخرى الخفية لدى المتعافي.
وأضاف المخيني أن المخدرات هي آفة وكارثة وهي ترتبط في كثير من الأحيان وتعتبر بداية الكثير من الجرائم الشنيعة، وهذا هو الواقع الفعلي في الكثير من الحالات، وهناك حالات غير طبيعية قد تؤدي لقتل أسرته أو سرقة ممتلكات شخصية وغيرها، وعامل الإدمان هو دافع للكثير من الجرائم الأخرى الشنيعة.