خاص - الشبيبة
قالت الدكتورة أميرة بنت عبد المحسن الرعيدان؛ مشرفة قسم التوعية والتدريب بالمكتب التنفيذي للجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية، في لقاء عبر برنامج "مع الشبيبة" بإذاعة الشبيبة، ، إن مجمل الحالات التي تقدمت بطلب الرعاية الطبية للعلاج من إدمان المخدرات منذ عام 2004م إلى نهاية عام 2021م وصل إلى حوالي 7666 شخصًا منهم ما نسبته 98% من الذكور و2% من الإناث.
وأوضحت الرعيدان أن هذه الأرقام بحاجة للتحليل ودراسة الوضع من أجل فهم وصياغة التدخلات المناسبة سواءً الوقائية أو التوعوية أو العلاجية أو الحقوقية والقضائية، والأرقام التي تم ذكرها هي أرقام تقديرية ولا تعكس حجم المشكلة نظرًا لوجود أشخاص وحالات لم تصل إلى المستشفى.
وأضافت بأن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية تقوم على 4 أهداف رئيسية، حيث أنه تم صياغة وثيقة الاستراتيجية بالتعاون مع منظمات دولية لتتماشى مع التوجهات العالمية بالإضافة إلى إشراك القطاعات والجهات الحكومية المعنية والمؤسسات الحقوقية والقانونية والأمنية والمجتمع المدني، والأهداف الأربعة التي تقوم عليها الاستراتيجية هي تقوية وتطوير القدوة الوطنية في التوعية والوقاية، والهدف الثاني هو تعزيز القدوة الوطنية في العلاج والتأهيل وإعادة الدمج، والهدف الثالث هو تطوير القدوة الوطنية في المكافحة، والهدف الأخير هو تطوير وتعزيز القدوة والقدرات الوطنية في الرصد والبحوث والدراسات.
وقالت إن فترة مكوث المتعاطي للعلاج تتفاوت وهذا حسب قدرة الشخص، فالبعض يتوقفون عن التعاطي دون الدخول لأي مصحة علاجية وهذا يعتبر إنجاز رغم ندرته نظرًا للرغبة والإرادة القوية للمتعاطي من أجل التعافي ولتوفر الدعم اللازم والمقومات الصحيحة التي تعينه على التعافي، ولكن في حاجة الشخص لدخول المصحة فإن المدة المنصوص عليها هي 21 يومًا في المصحة وذلك بهدف إعادة توجيه الشخص وتعديل سلوكياته ومدركاته حول مخاطر المخدرات، ولكن هذه المدة المنصوص عليها لا تعكس الفترة الزمنية الصحيحة للحصول على التأهيل الكامل وإنما تعتبر كيقظة للشخص، وإذا كان لدى الشخص القدرة للبقاء في المصحة للعلاج في الرعاية اللاحقة لمدة أطول قد تمتد بين 6 شهور إلى سنة ولا يوجد لديه أي موانع أو مسببات لعدم البقاء لمدة طويلة فإنه من الممكن أن يتوجه لمركز التعافي وهذا المركز موجود في ولاية العامرات وتم إفتتاحه في عام 2015م وتخرجت منه الكثير من الدفعات من المتعافين.
وقالت إن مدة التعافي مرهونة بإدارة الشخص والمقومات الصحيحة حوله من أسرة ومجتمع وبيئة عمل ومرهونة كذلك بالمواد التي تم استخدامها، كما تعود كذلك لقدرة الشخص على التعافي سواءً في مدة قصيرة أم متوسطة أم طويلة وهذا يتم عن طريق التقييم وتقدير الشخص ورغبته ومواصلته في العلاج واستجابته في فترة التخلص من السموم وحماسه في فترة التأهيل وهذه العوامل جميعها تحدد فترة علاج الشخص وخروجه بأقل الأضرار بإذن الله.
وأضافت الرعيدان أن مركز التعافي مخصص للذكور حاليًا ويضم سعة استيعابيه تصل إلى 40 سرير ويقدم برامج تأهيلية وسلوكية بهدف تعديل السلوكيات غير الصحيحة وبث وزرع السلوكيات الصحية في الجانب الديني والاجتماعي والأسري والرياضي وغيرها، وفيما يتعلق بالإناث فإنه توجد خدمات وإن كانت متواضعة في مستشفى المسرّة ولكن الوصمة الاجتماعية تحكم في هذا الأمر حيث أن الأسر تشعر بحساسية تجاه الفتاة حيث تكون الأفضلية لديهم للعلاج في الخارج، كون أن الموضوع حساس لمجتمعاتنا العمانية.