خاص - الشبيبة
قالت الدكتورة أميرة بنت عبد المحسن الرعيدان؛ مشرفة قسم التوعية والتدريب بالمكتب التنفيذي للجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية، في لقاء عبر برنامج "مع الشبيبة" بإذاعة الشبيبة، إن الأدوار التي تقوم بها مختلف الجهات في علاج ظاهرة الإدمان ما هي إلا حلقات مترابطة وبالتالي فإن التكامل في هذه الحلقات ضروري جدّا خصوصًا في المرحلة الأولى كونها تحتاج زخمًا أكبر من الاهتمام والجوانب الوقائية والتوعوية.
وأكدت أن نشر الوعي المجتمعي وترقية وعي المواطنين بأضرار المخدرات وحثّهم على اتباع السلوكيات الصحية والابتعاد عن الممارسات غير الصحية والخاطئة والتي قد تؤدي للوصول إلى المخدرات إنما تعتبر مطلبًا أساسيًا، ومن ثم في حال حدوث خلل أو ظهور ثغرات في هذه الحلقة فتأتي المؤسسة الطبية في تقديم الخدمة المناسبة بحيث يتم احتضان الشخص الذي تقدم بطلب الخدمة وهي خدمة مجانية تقوم على مراحل.
وأوضحت أنه يمكن للشخص أن يتوجه بنفسه إلى مستشفى المسرة بعيادة الإدمان ويطلب الخدمة أو في حال استصعاب الأمر فمن الممكن طلب المساعدة من شخص قريب لعمل موعد في مستشفى المسرة وهذا يعتبر تسهيل ومن ثم يتم عمل الاجراءات والفحوصات اللازمة لمعرفة المواد التي قام الشخص بتعاطيها إلى جانب عمل فحوصات للدم لمعرفة الوضع الصحي للشخص من ناحية عدد كريات الدم الحمراء والبيضاء وفحص السكر والكبد والكلى والالتهابات المعدية خصوصًا التهاب الكبد الوبائي ج والتهاب الكبد الوبائي ب والإيدز وغيرها من الفحوصات الطبية ذات الصلة خصوصًا المتعلقة بالكحول.
وأضافت تأتي بعد هذه المرحلة مرحلة التقييم والتي تتسم بالسرية والخصوصية لمنح المريض الطمأنينة عند طلب الخدمة بحيث يتم عمل مقابلة فردية مع المدمن وعمل فحص وتقصّي كامل للمواد التي تم استخدامها وفترة وتاريخ التعاطي، ومن ثم يتم وضع الخطة العلاجية، كما توجد كذلك المقابلة الأسرية وذلك لتلقي أي ملاحظات أو استفسارات فيما يتعلق بخطة العلاج بحيث يتم توضيحها، والمدمن يُعطى الخيار حيث يتم مراعاة جوانب كثيرة منها العمل ولهذا تم توفير خدمة العلاج والمراجعة عن طريق العيادة الخارجية وهي ميزة للأشخاص الذين لديهم صعوبة في أخذ إجازات العمل بحيث يتم تقديم الخدمة بمرونة.
وقالت إنه في الجانب الآخر إذا كان الشخص لديه استعداد وإجازة وتفرّغ من جهة العمل فإنه يعتمد خطة التنويم في العلاج والتي تتم على عدة مراحل أولها مرحلة التخلص من السموم بحيث يتم إعطاء المدمن أدوية لمدة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام وذلك لمنح المريض شعور ببعض الأريحية بعد التخلص من بعض السموم والآلام المتعبة والتي تعرف بالأعراض الانسحابية، ومن ثم تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة التأهيل حيث يكون لدى الشخص الوعي والإدراك بحجم المشكلة من حيث خسارته لبعض العلاقات أو العمل أو وجود قضايا وجنايات وغيرها، وبعدها تأتي المرحلة والحلقة المجتمعية وهنا يلعب المجتمع دورًا مهمًا بحيث يكونون حاضرين في مسؤولية اتخاذ القرار وتقبّل الشخص بالصورة الجديدة كونه إنسان يحاول تصحيح خطأه والإندماج في المجتمع ويجب أن يتسم المجتمع برحابة الصدر لتقبل هذا الشخص للحصول على المهارات المتعلقة بالمهارات الحياتية والاندماج في المجتمع وهذا من شأنه أن يحقق الاستقرار الصحي والنفسي كذلك.
وأشارت إلى أنه يوجد مركز مختص في هذا المجال داخل مستشفى المسرة وتوجد مساعي للتوسعة في الخدمات المقدمة بحيث يكون هناك نوع من التطور والتحسين في العمليات العلاجية والتأهيلية، وهذا في الوقت الحالي قائم عن طريق الرعاية اللاحقة، وهذا المركز يقدم خدمات لمدة قد تصل بين 6 شهور إلى سنة وهذا يمنح الأحقية للشخص بحيث يتمتع بامتيازات وخصوصية أكثر في مراكز التأهيل، وهناك كذلك توسعة عن طريق مركز مسقط للتعافي ومن المؤمّل خلال قادم الوقت أن نشهد صدى تشغيل هذا المركز، وهو يعد توسعة كبيرة ليضم حوالي 125 سريرًا من ضمنها 45 سريرًا للتخلص من السموم في فئة الذكور والإناث وقسم التعافي يحوي على حوالي 60 سريرًا ينقسم إلى 40 سريرًا للذكور و20 سرير للإناث.