خاص - الشبيبة
قالت الدكتورة أميرة بنت عبد المحسن الرعيدان؛ مشرفة قسم التوعية والتدريب بالمكتب التنفيذي للجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية، في لقاء عبر برنامج "مع الشبيبة" بإذاعة الشبيبة، إن أشكال الإدمان وتأثيراته وأعراضه تختلف بسبب عدة عوامل منها نوع المادة المخدرة، ومدة استخدامها وهو ما يحدد آلية ومدة العلاج لاحقًا.
وأضافت: : هذا بالإضافةً إلى تداخل المواد المخدرة في التركيبات الكيميائية ومنها أنواع مخلّقة، إلى جانب البدائل المتمثلة في المؤثرات العقلية مثل شرب الكحول والحبوب المهلوسة والحبوب المنومة".
وقالت الرعيدان، إنه إذا كان الشخص يتعاطى كمية من المواد المختلفة فإن تأثيرها سيكون كبيرًا وعلى مستويات عدة، في جانب بما يتعلق بمراكز المخ وبهذا تكون أول مشكلة أساسية هي صعوبة النوم كون أن مركز النوم تأثر بفعل هذه المواد ولهذا يعاني الشخص كثيرًا لدرجةٍ قد تصل إلى فقدانه الإحساس بالمكان أو الزمان، وأحيانًا قد يتهيأ للشخص سماعه لأصوات أو رؤيته لأشياء غير موجودة، إضافةً إلى تأثر مركز الشهية في الدماغ يفقد فيها الشخص شهيته ووزنه، إلى جانب تأثر مراكز أخرى في المخ مثل مركز الإدراك بحيث لا يكون الشخص مسؤولاً عن أفعاله ويميل إلى العنف والعدوانية والشكوك في نفسه ومن حوله وغيرها.
ةقالت أن مشاكل نفسية جمة تصاحب هذه التغيرات كذلك نظرًا لتأثر مراكز المخ وتأثيراتها على الهرمونات وما تسببه من ازدياد الشعور بالقلق غير الصحي وتفاوت الهرمونات المتعلقة بالاكتئاب وغيرها، إلى جانب وجود أفكار غير سوية وانتحاريه وغيرها، بالإضافة إلى تنقل السموم في الجسم وتأثيرها السلبي على الأعضاء مثل الكبد مما يؤدي إلى أمراض مثل التهاب الكبد وتأثر أنزيمات الكبد والبنكرياس بحيث يؤثر على إفراز الإنسولين مما يعني وجود احتمالية للإصابة بمرض السكري، إلى جانب وجود احتمالية الإصابة بأمراض نظرًا للأساليب المتبعة في التعاطي وغيرها مثل الزهري والإيدز وتناقل الإبر الملوثة وهذا يزيد من نسبة الالتهابات.
وأضافت بأن البعض يدمن المواد دون أن يغرر بهم وإنما رغبة في أنفسهم لتجربة هذه المواد المخدرة جرّاء أسباب واهية مثل الشعور بالملل وغيرها، ولهذا يجب العمل على نشر الوعي وزيادة الوعي المجتمعي بمخاطر هذا الجانب وتأثيراته على كافة المستويات والمجالات لتعزيز ثقافة المجتمع وابتعاده عن مثل هذه الجوانب لكي يحصلوا على الاستقرار النفسي والصحي المطلوب.
وقالت إنه عند زيادة وعي الإنسان بالمخاطر والتبعات جراء التعاطي سواءً كانت دينية أو قضائية أو صحية أو اجتماعية وغيرها فإن البعض يقرر العدول عن قرار التعاطي والتوجّه نحو التعافي والتأهيل، ونشر الوعي يتم عن طريق وسائل الإعلام المختلفة إلى جانب الفعاليات والأنشطة المختلفة التي تملأ وقت الشباب وغيرها من الفئات.
وعن الجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية قال الرعيدان ، إنها أنشئت بالمرسوم السلطاني رقم 17/99 الصادر بتاريخ 6 مارس 1999م والخاص بإصدار قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، وتم إعادة تشكيل اللجنة الوطنية حسب القرار الوزاري رقم 4/22 الصادر بتاريخ 3 يناير 2022م ليكون برعاية معالي وزير الصحة وعضوية عدد من أصحاب السعادة الوكلاء في بعض الوزارات والجهات المعنية، وتم توكيل هذه اللجنة بعددٍ من المهام أبرزها مراجعة وتحديث قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية والذي صدر بموجب المرسوم السلطاني رقم 17/99 ومن ثم إعادة مراجعته في عام 2019م ليكون متماشيًا مع القوانين والأنظمة في هذا المجال.
وأضافت أن اللجنة الوطنية قامت بإنجاز وهو اعتماد اللائحة التنظيمية للمؤسسات الصحية الخاصة التي تُعنى بعلاج مدمني المخدرات وتقديم التأهيل المناسب لهم، إلى جانب وضع وصياغة السياسة والاستراتيجية الوطنية بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية بهذا المجال حيث أن وثيقة الاستراتيجية كانت فيها شراكة من عدة جهات مثل الجهات الحكومية والمدنية والأمنية والحقوقية وممثلين للمجتمع المدني إضافة للمنظمات الدولية وذلك بهدف أن تكون هذه الاستراتيجية خارطة طريق موحدة وموجّهة لتكامل الجهود بهذا المجال، والمكتب التنفيذي انبثق منه جهاز إداري وفني على مستوى المكتب التنفيذي وهو المعني بمتابعة هذه التوصيات ورصد المشاكل وحجمها ووضع الحلول المناسبة لها، وتعتبر اللجنة كمظلة تضم مختلف الجهات في هذا المجال كون المخدرات والمؤثرات ليست ذات جانب طبي ونفسي فقط وإنما كذلك تضم جهات مختلفة مثل الأسرة والجانب الاحتماعي والديني والقضائي والشرعي والتعليمي، ومن المهم أن يكون هناك تكامل وتعاون بين مختلف هذه الجهات.