مسقط - الشبيبة
بقلم : علي المطاعني
أكثر ما يخيفني في شوارع مسقط الدراجات النارية وإذ هم يقودونها برعونة وطيش وعدم مسؤولية ، هم بذلك يشكلون رعبا للمارة ومستخدمي الطريق ، ليس هذا فحسب بل يضيفون بعدا آخر لهذه الفوضى عندما يبرزون مواهبهم إن جاز التعبير بإستعراضات بهلوانية مخيفة بين المركبات المسرعة وما بين مسارات الطرق فتراهم برهة يمينا وتارة يسارا وتارة مابين اليمين واليسار في لمح البصر وبقدر يخيل للمرء إنه في حلبة سيرك بعرض الشارع وبطوله أيضا .
وما هو مؤكد جزما أن هذه الإستعراضات الخطرة ليس مكانها الطرقات العامة بأي حال من الأحوال بل مكانها الحلبات المخصصة لهذا الضرب من المغامرات أو ساحات الراليات المصممة للدراجات النارية الجامحة .
ان هذه الظاهرة باتت خطيرة بكل المقاييس ، وبدون وجود أي تنظيم يلزم هؤلاء المراهقين الكبار بالإبتعاد عن الشوارع أكبر مسافة ممكنة ، فهي ليست لهم بادي الرأي ، ثم إنهم لا يلتزمون بأبسط معايير السلامة واجبة الإتباع لمرتادي الطرق ، فأبجديات إستخدام الطرق والتي يعرفها الجميع تنص على الإلتزام بالسرعة المحددة ، وعدم الخروج من المسارات بذلك النحو المفاجئ والمرعب ، وعدم القيام بإستعراضات بهلوانية آمنة أو غير آمنة وهي تصرفات تشتت تركيز قائدي المركبات ما في ذلك شك والنتيجة معروفة للجميع ، ونحن أصلا في غنى عن هذه النتيجة المعروفة فلدينا ماهو أهم من ذلك العبث لنوليه إهتمامنا .
وبالقطع فإن أولويات التعاطي مع هذه الممارسات المرفوضة هي التعاون التام والسريع من قبل المواطنين بالتبليغ الفوري عن بداية بث هذا المسلسل في أي شارع من الشوارع ، فإرواح الناس وممتلكاتهم ليست في موضع المساومة أبدا هذا مفروغ منه .
كما أن الأمانة تقتضي حماية المجتمع من كل الظواهر السالبة والمستجدة والمستفحلة كالتي بين أيادينا الآن ، ولابد من إيضاح خطرها على مستخدمي الطريق ، فهي إضافة لذلك فإنها تشنف آذان الأبرياء بأصوات تشخب ألما على طبلة الأذن ، وتخلف ندوبا غير مريحة الملمس في النفوس البشرية التي تتطلع كأمر مشروع للسكينة والدعة ، ليأت هؤلاء بدراجاتهم الضخمة ليسرقوا بغير وجه حق كل التطلعات المشروعة من الناس عنوة وإقتدارا .
وإذا كان بعض الشباب ينظرون لهذه الممارسات كهوايات لهم فهذا حقهم ولا نرغب في أن نسلبهم أياه ، فلكل أمرئ الحق في إن يمارس الهواية التي يحبها ، ولكن هذه الهوايات لاينبغي أن تكون خصما من سلامة الآخرين وحقهم في الوصول لمبتغاهم سالمين بغير منغصات أو آهات وأوجاع ، ذلك يعني أن عليهم الإبتعاد عن الشوارع تماما والبحث عن مكان آخر مخصص لممارسة هذه الهوايات أن كانت كذلك .
فعليا وواقعيا فإن الكثير من قائدي المركبات خصوصا الجدد منهم يذهبون للإعتقاد والجزم بأن هذه الدراجات البخارية هي السبب الرئيس في وقوع الحوادث بالطرقات ، وقد تكون الدراجة طرفا في الحادث والأغلب إنه مميت ، أو بين سيارات أخرى نتيجة لإنخفاض مستويات ومعدلات الإنتباه لدى السائق بسبب الشهيق والزفير المرعب لهذه الدراجات المخيفة شكلا ومضونا .
إذن الأهمية تقتضي سن التشريعات والقوانين لردع هذه الفئة غير المسؤولة ، كما أن الظاهرة تلقى بمسؤولية كبيرة على الإدارة العامة للمرور بشرطة عُمان السلطانية لتقوم بواجبها في إيقاف أصحاب هذه الدراجات والحد من الفوضى التي يخلفونها في الشوارع .
ونضيف بعدا لايقل خطرا لهذه الممارسات وهي أن هذه الدراجات تبث أدخنة ضارة بالبيئة وبرئة الإنسان عندما يمارس حقه الطبيعي في إستنشاق عبق أكسجين نقي فإذا به مترع بذرات ثاني أكسيد الكربون المقدم كهدية غير مرحب بها من عوادم الدراجات الفوضوية ، وجميعنا نعلم بأن سلامة البيئة هي خط إجتماعي أحمر لاينبغي تجاوزه بأي حال من الأحوال ، كما أن الدراجات لها أضواء باهرة وكاشفة إمتدادا لسلسلة الغي كفيلة بحجب الرؤية عن العين وهذا أحد أهم عوامل وقوع الحوادث فالبصر وسلامته هو الأساس كما نعرف لدى كل قائد مركبة .. والملفت للإنتباه بأن أصحاب الدراجات ينطلقون في جماعات وأسراب ، كأسراب الطيور.
غير أن الأخيرة لا تضر أحدا من سكان الأرض لذلك هي في السماء بديعة ، أما أسراب الأرض من الدراجات البخارية فهي الخطر كله ، فالطريق لا يحتمل اسراب من هذا النوع المؤذي والمضر بسلامة البشر والناقض لحقهم في إستتاب أمن الطريق حتى وصولهم إلى حيث يرغبون .
نأمل كما أشرنا من الإدارة العامة للمرور بشرطة عُمان السلطانية تنظيم هذا الجانب بشكل جذري وبما يكفل إعادة الهدؤ والسكينة لشوارعنا.
كما أن على الجهات المختصة تخصيص أماكن مناسبة بعيدة من الشوارع لمن يرغب في ممارسة هذا الشئ إن كان يسمى هواية أو رياضة وبما يكفل سلامتهم هم أنفسهم .