كلينتون.. طموح راسخ للوصول إلى الرئاسة

الحدث الأحد ٢٤/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٤٧ م

واشنطن – ش – وكالات
تذكر هيلاري كلينتون احيانا مقولة شهيرة لايليونور روزفلت زوجة الرئيس الديموقراطي الاسبق فرانكلين روزفلت "اذا ارادت النساء ممارسة السياسة لا بد ان يكون جلدهن سميكا كوحيد القرن".
وفي الكنائس والمقاهي او في اللقاءات الانتخابية، في جعبة كلينتون الاف النوادر حول التجارب التي مرت بها وتجاوزتها في العقود الاربعة التي امضتها في الحياة العامة وهي تقول غالبا "لدي الندوب التي تثبت ذلك".
ولا يمكن احصاء الانتقادات بالكذب والاحتيال والمحسوبية وحتى بالقتل التي وجهها اليها الجمهوريون. وترى غالبية من الاميركيين انها غير صادقة.
لكن كلينتون (68 عاما) باتت اليوم على مشارف البيت الابيض. والاسبوع المقبل سيتم تنصيبها رسميا مرشحة الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية خلال المؤتمر الذي يعقده في فيلادلفيا الاثنين لتدخل التاريخ بصفتها اول امرأة تنال ترشيح احد الحزبين الكبيرين في هذا السباق.
قالت هيلاري كلينتون امام مؤيديها خلال تجمع في نيويورك بعد فوزها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي "نعم لا يزال هناك جدران لكسرها للنساء والرجال، ولجميعنا. لكن لا تصدقوا من يقول لكم ان الامور العظيمة لا يمكن ان تحصل في اميركا".
اما الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي قام بحملة انتخابية برفقها هذا الشهر فقال "لم يكن هناك ابدا اي رجل او امرأة يملك مؤهلات اكثر من هيلاري كلينتون لشغل هذا المنصب. وهذه هي الحقيقة".
ولدت هيلاري دايان رودهام في 26 اكتوبر 1947 في شيكاغو ونشأت في ضاحية بارك ريدج البيضاء والهادئة في وسط الغرب الاميركي في كنف عائلة متوسطة.
وهي تحب والدتها دوروثي وتصف والدها هيو رودهام وهو ابن مهاجرين بريطانيين بانه عنيد وقاس. الا انه نقل اليها اخلاقيات العمل والخوف من الفاقة. ومن والدها ورثت ايضا القناعات الجمهورية التي بقيت تلتزم بها حتى سنوات الجامعة. والعائلة من اتباع الكنيسة الميتودية وما زالت هيلاري كلينتون الى اليوم متمسكة بكنيستها.
وفي 1965 قبلت هيلاري كلينتون التي تتصف بالذكاء والطموح في جامعة عريقة للشابات هي ويلسلي كوليدج غير البعيدة عن هارفرد.
وخلال الاضطرابات الاجتماعية التي شهدتها الولايات المتحدة في ستينات القرن الماضي، فتحت سنواتها الدراسية الاربع في الجامعة عينيها على حقوق السود والنضال من اجل الحقوق المدنية وحرب فيتنام والمساواة بين الرجل والمرأة.
وانتخبت الطالبة ذات النظارات السميكة والتي تتمتع بقدرات قيادية وشخصية قوية من قبل زميلاتها لتمثيلهن في الادارة. وفي 1969 التحقت بكلية الحقوق في ييل حيث التقت بيل كلينتون.
وكتب بيل كلينتون لاحقا "كان لديها تصميم وقدرة على ضبط النفس نادرا ما لاحظتها لدى رجال او نساء". وفي هذه الفترة، بدا نشاط هيلاري للدفاع عن حقوق الانسان والنساء، وعند انتهاء دراستها، اختارت العمل مع صندوق الدفاع عن الاطفال بينما استقر بيل في اركنسو لبدء مسيرته السياسية.
وبعد اقامة في واشنطن في 1974 حيث وظفتها لجنة التحقيق في فضيحة ووترغيت، تبعت بيل كلينتون الى اركنسو (جنوب) حيث انتخب هو نائبا عاما ثم حاكما للولاية بينما التحقت هيلاري بمكتب كبير للمحاماة. وفي 1980 ولدت ابنتهما تشيلسي.
وتحت الضغوط، تخلت كلينتون عن اسم عائلتها مكتفية بكنية كلينتون واصبحت السيدة الاولى لاركنسو ثم للولايات المتحدة بعد انتخاب بيل في العام 1992. الا ان صورة "الشريكة في الرئاسة" في الظل الذي يغذيها الجمهوريون تتناقض مع الصورة التقليدية للسيدة الاولى التي تهتم بالاعمال الخيرية. وبعد فشل مشروعها لاصلاح النظام الصحي بشكل كارثي في العام 1994، انسحبت السيدة الاولى من الملفات السياسة للتركيز في المقابل على قضايا النساء خصوصا في الخارج.
في الكواليس، هيلاري هي من يشرف على الفريق القضائي المكلف فضيحة "وايت ووتر" العقارية. ورغم الاهانة التي شعرت بها من خيانة زوجها الا انها دافعت عنه بقوة لتفادي اقالته في العام 2008 مع انهما كانا يقصدان خبيرا نفسيا لانقاذ زواجهما. موقفها سيكسبها تعاطف الاميركيين اذ اظهر استطلاع لمعهد غالوب في كانون الاول/ديسمبر 1998 ان 67% من السكان مؤيدون لها.