مسقط - ش
استضافت الأوبرا السلطانية مسقط - بدار الفنون الموسيقية، خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين، العازف الموسيقى نشأت خان، أحد أشهر الموسيقيين الكلاسيكيين في الهند، حيث تألق على مدى اليومين و أبهر الجمهور بإتقانه العزف على آلة السيتار الوترية التي تشتهر بصوتها المميّز، وقد قدّم معزوفاته في أجواء موسيقية فريدة، مزجت بين التقاليد الكلاسيكية الهندية والأوركسترا الغربية، وكلّ ذلك جاء بسلاسة في الحفل وذلك في الجزء الأول من كل حفل، كما جاء الجزء الثاني من كلا الحفلين أكثر أبداعا و تألقا للعازف الهندي الشهير، حيث أقيم الجزء الثاني من كل حفل بمرافقة الأوركسترا الأوروبية الفيلهارمونية بقيادة الموسيقار فولتر بروست، حيث تألق خان في مزج الآلة الوترية الهندية الشرقية مع الموسيقى الغربية مع الأوركسترا الأوروبية الفيلهارمونية وما تضمه من آلات وترية غربية مثل الكمان والتشيلو وغيرها .
وكان ( بوابة القمر) عنوان كونشيرتو السيتار الأبرز لنشأت خان، وقد جرى تقديمه لأول مرة في مسرح قاعة ألبرت الملكية بلندن خلال حفلات بي بي سي في عام 2013، بالتعاون مع أوركسترا بي بي سي الوطنية في ويلز والقائد ديفيد أثرتون.
تألفت الأمسية من جزءين، شهد الجزء الأول من الحفل عزف الفنان نشأت خان ألحان الراجا التقليدية بمرافقة مجموعة من الفنانين الذين يعرضون الموروثات التقليدية لهذه الآلة الرائعة ، فيما جرى في الجزء الثاني من الحفل تقديم كونشيرتو السيتار "بوابة القمر" بمصاحبة الأوركسترا الأوروبية الفيلهارمونية بقيادة فولتر بروست، فكانت رحلة موسيقية رائعة للجمهور شكّلت تجربة استثنائية، عكست عمق وقوة الإبداع الفني لنشأت خان المعروف في جميع أنحاء العالم بأنه عازف وملحن كبير، يحظى بتقدير واسع النطاق لمساهماته في الموسيقى الكلاسيكية الهندية.
لقد شرّف نشأت خان أماكن كثيرة مرموقة في العالم، قدّم فيها ابداعاته الفنية بما في ذلك قاعة كارنيجي، ومركز لينكولن في نيويورك، وغيرهما الكثير، ومن خلال الموسيقى، ساهم في بناء جسور التعارف والتفاهم والصداقة بين الثقافات العالمية.
أمّا بالنسبة للأوركسترا الأوروبية الفيلهارمونية، فقد تأسّست عام 2013، بهدف تقريب الموسيقى الكلاسيكية من الجمهور بقيادة فولتر بروست. وتمزج الأوركسترا بين موسيقيين ذوي خبرة ومواهب شابّة، وقدّمت عروضها في أماكن مشهورة في جميع أنحاء بلجيكا وهولندا وخارجهما. وتعاونت الفرقة مع عازفين منفردين بارزين، بما في ذلك بوريس بلكين، وخوسيه فان دام، وباربرا هندريكس، مع الحفاظ على الالتزام برعاية المواهب الشابة.
وفي تصريح له عن هذا الحدث، قال أمبرتو فاني، المدير الفني والمدير العام لدار الأوبرا السلطانية مسقط: "إن الترحيب بالفنانين العالميين مثل نشأت خان يعزّز مهمة دار الأوبرا السلطانية مسقط المتمثلة في مدّ جسور التواصل مع ثقافات العالم من خلال لغة الموسيقى. وكانت سيمفونيته "بوابة القمر"، التي رافقتها بشكل جميل الأوركسترا الأوروبية الفيلهارمونية، رحلة موسيقية غير عادية لاقت صدى عميقًا لدى جمهورنا".
وقال نشأت خان عن هذه التجربة "لقد كان شرفًا عظيمًا لي أن أحيي حفلاً في دار الأوبرا السلطانية مسقط، وهو مكان يجسّد حب الشعب العماني وتقديره للفنون والثقافة. وكان عزف كونشيرتو السيتار "بوابة القمر" في هذا الفضاء الرائع تجربة لا تُنسى أبدا ".
وبخصوص الفعاليات القادمة، تواصل دار الأوبرا السلطانية مسقط استضافة المواهب العالمية الاستثنائية. ففي 5 نوفمبر، ستقدّم مغنية الفادو الشهيرة كريستينا برانكو حفل " ولكن أي فادو؟"، في أمسية مليئة بالعاطفة من خلال عزف موسيقى الفادو البرتغالية التقليدية الشجيّة التي تلامس مشاعر الحب والفقد والعواطف العميقة لدى الجمهور.
وبعد فترة وجيزة، تحديدا، في الفترة من 7 إلى 9 نوفمبر، يعود مهرجان "الموسيقى العسكرية: عُمان والعالم" الذي يستمر لمدة ثلاث ليالٍ في ساحة الميدان لدار الأوبرا الرئيسية.
تمّ تهيئة ساحة الميدان كي تتسع لأكثر من 2000 شخص. وسيحيي هذا الحدث الموسيقي الفرق العسكرية ، وشرطة عُمان السلطانية، جنبًا إلى جنب مع فرق دولية من الأردن والنمسا في استعراض حيوي للثقافات ، ومن المتوقع أن تنفد التذاكر سريعا لانه حدث يحظى بشعبية كبيرة ، لذا ننصح بالحجز المبكّر.
تعتبر دار الأوبرا السلطانية مسقط مؤسسة رائدة في مجال الفن والثقافة في سلطنة عُمان، وهي تتخذ من العاصمة مسقط مقرًا لها. وتكمن رؤيتها في أن تكون مركزًا للتميز في التواصل الحضاري والثقافي ومجالات الفنون الراقية مع مختلف دول العالم، بهدف إثراء الحياة ببرامج فنية وثقافية وتعليمية. حيث تحتوي على مكتبة موسيقية تعتبر المكتبة الوحيدة في المنطقة والمعرض الدائم "عمان والعالم: رحلة موسيقية"، إن الأعمال المتنوعة التي تقدمها دار الأوبرا السلطانية مسقط تعرض غنى وتنوع الإبداعات الفنية من عُمان والمنطقة والعالم، وهي توفر مساحة كبيرة للثقافة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وانعكاساتها، كما تلهم جمهورها وتغذي إبداعاتهم من خلال البرامج المبتكرة التي تعزّز الحيوية الثقافية، وتُطلق العنان للمواهب. فضلا عن أنها تعزز السياحة الثقافية، وتؤكد دور الفن كوسيط دبلوماسي من خلال بث روح التقارب بين مختلف شعوب العالم، وتعزيز التواصل والتبادل الثقافي.