مسقط - خالد عرابي
افتتحت دار الأوبرا السلطانيّة مسقط موسمها الجديد (2024/2025) بإنتاج مذهل لرائعة جوزيبي فيردي "الحفل التنكّري"، الذي تم تقديمه في سلطنة عُمان للمرة الأولى من قبل المركز الوطني لفنون الأداء في بكين.
أقيمت الحفلات الافتتاحية في الثالث والخامس من أكتوبر الجاري، حيث شهدت دار الأوبرا السلطانية مسقط تجمعًا لفنانين عالميين، دشّنوا على خشبة مسرحها ظهورهم الأوّل بما في ذلك: إيلينا ستيخينا، وبيوتر بيكشافا، ولياو تشانجيانج، وأجنيشكا ريخليس، وإنكلادا كاماني، تحت إدارة العبقري المبدع المعروف، هوجو دي آنا، مع قيادة جيامباولو بيسانتي لفرقة أوركسترا تياترو ليريكو دي كالياري، تم إحياء أوبرا فيردي بعرض استثنائي قدّم تجربة ساحرة لجميع الحاضرين.
شهدت ليلة الافتتاح الرائعة حضور جمهور كبير ومتميز، يمثّل لحظة حاسمة في التقويم الثقافي العماني، حيث تمّ استقبال الضيوف الذين مشوا على سجادة حمراء رائعة، تحت الأضواء الساحرة، فأضفى ذلك جوّاً مميزاً في أمسية استثنائية لا تُنسى.
بالإضافة إلى العرض الأوبرالي، قدّم المركز الوطني لفنون الأداء في بكين (أمسية موسيقية من الصين) يوم الجمعة الماضي في دار الفنون الموسيقية بدار الأوبرا السلطانية، وأُقيمت الحفلة بقيادة لو جيا، المدير الفني للموسيقى والقائد الموسيقى لفرقة أوركسترا المركز الوطني لفنون الأداء، حيث قدّمت أوركسترا المسرح الغنائي في كالياري والمغنون المنفردون عرضًا جميلًا كشف عن مواهب موسيقية تعزّز الروابط الثقافية بين عُمان والصين.
عبّر أمبرتو فاني، المدير العام والمدير الفني لدار الأوبرا السلطانيّة مسقط، عن فخره بإطلاق الموسم: "إنه لشرف كبير أن نقدّم أوبرا جوزيبي فيردي "الحفل التنكّري" في مسقط للمرة الأولى، التي تم إحياؤها من قبل المركز الوطني لفنون الأداء في بكين في افتتاح موسمنا 2024/2025. يُعَدُّ هذا التعاون الرائع بين دار الأوبرا السلطانيّة مسقط والمركز الوطني لفنون الأداء في بكين، شهادة على الدور القوي الذي تلعبه المؤسسات الثقافية في تعزيز التفاهم المتبادل من خلال اللغة العالمية للفنون. وستظل أمسية لا تُنسى وواحدة من أبرز لحظات موسمنا".
أضاف لو جيا، المدير الفني للموسيقى والقائد الموسيقي لأوركسترا المركز الوطني لفنون الأداء: "الموسيقى، رمز عالمي للصداقة، جمعت الجمهور في دار الأوبرا السلطانية بمسقط لتكون شاهدة على التبادل الثقافي الرائع بين بلدينا. كان من دواعي سروري زيارة عُمان للمرة الأولى، وتقديم العرض الذي لا يُنسى "أمسية موسيقية من الصين".
وأعرب نائب رئيس المركز الوطني لفنون الأداء في الصين، جوان جيانبو، عن فخره بالجولة الدولية الجديدة التي يقوم بها برفقه إنتاجه الخاص من الأوبرا وعرضها على مسرح الأوبرا، موضّحا "هذا إنجاز ذو أهمية كبيرة، يُظهر التأثير الواسع لفننا، والتعاون والاتصال الثقافي بين الشعبين الصينى والعماني".
بعد الافتتاح المفعم بالحيوية للموسم، لا تزال الإثارة تتزايد للعروض القادمة. لقد حصل العديد من الجمهور، فعليّا، على تذاكر الاحتفال المرتقب بيوم المرأة العمانية في 17 أكتوبر الجاري، الذي يضمّ المغنية اللبنانية الشهيرة ماجدة الرومي، إلى جانب أوركسترا (النور والأمل) للنساء - الأوركسترا الوحيدة في العالم التي تضم موسيقيات مكفوفات يعزفن الموسيقى الكلاسيكية والعربية. وستشارك عازفات الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية، وعازفة البيانو المغربية نور عيادي عرضًا أيضًا. وستبقى ماجدة الرومي في مسقط لإقامة حفلتين إضافيتين في الثامن عشر والتاسع عشر من أكتوبر الجاري، حيث ستؤدي أشهر أغانيها المحبوبة، التي نالت إعجاب الجمهور الواسع لجمالها الشعري وموضوعاتها المتعلقة بالحب والإنسانية والوطنية.
في وقت لاحق من الشهر، سيشرّف عازف السيتار الشهير نشأت خان المسرح إلى جانب الأوركسترا الأوروبية الفيلهارمونية، بقيادة فولتر بروست، لتقديم عرض أصيل لسمفونية السيتار الخاصة به "بوابة القمر" في 30 و31 أكتوبر الجاري.
بالإضافة إلى ذلك، ستستضيف دار الأوبرا السلطانية مسقط مجموعة من الفعاليات التعليمية والتوعوية، بما في ذلك عرض للفنانة السوبرانو العالمية الشهيرة جويس الخوري، وعازف البيانو سيروج كراجديان، وفرقة لبنانية في 21 أكتوبر، حيث سيتمّ دمج أناقة الأغاني الفرنسية والعربية في تجربة راقية من "موسيقى الآلة".