بقلم : محمد الرواس
«إن العمل الخيري والتطوعي يعتبران مظلة وطنية تزرع تحتها قيم التكافل والتآزر والتلاحم والرحمة والتعاون والاخاء».
في الإرث الإنساني يأتي العمل التطوعي من أهم المعاني الحميدة الصادرة من أصول الاخلاق الحميدة التي يبذلها الفرد سواء منفرداً او من خلال مجموعة ليقدم عطاء لمجتمعه ، بينما يأتي العمل الخيري ليضيف على ذلك اتصافه بأنه ذو دوافع دينية لما له من علاقة بطلب الأجر والثواب من الله عز وجل و كسب رضا المولى ومرضاته ، وكلاهما عطاء وبذل طوعي ذو دوافع تعود بالنفع على الفرد والمجتمع ويمكن ان تكون فردية او جماعية ، وبالخلاصة اتفق علماء الاجتماع ان العمل التطوعي او الطوعي هو: « كل عمل يقوم به الفرد تجاه مجتمعه دون انتظار مقابل أو أجر لتحقيق الخير والنفع العام «
العمل الخيري والعمل التطوعي يشتركان ويلتقيان في كثير من المفاهيم منها: انهما ذوي غايات واحدة الا وهي تزكية النفس وخدمة وتنمية المجتمع ودعم الفئات أكثر حاجة ومعاناة ، الا انهما يختلفان في ان العمل الخيري يكون على شكل مؤسسي مثل الجمعيات والفرق الخيرية التي تقوم بتنظيم هذا العمل ، بينما العمل التطوعي او الطوعي وان كان يعتبر جزء من العمل الخيري الا انه غير مرتبط بمشاريع مؤسسية وبرامج محددة ، كما ان القاسم المشترك بينهما ان المتطوع هو العنصر الأساسي الفعال في كلا الطرفين.
انطلاقاً مما سبق تقديمه لقد قامت بالسلطنة العديد من الجمعيات الخيرية والفرق واللجان التطوعية كانت خلال نصف القرن الفائت ولا تزال تقوم بمهامها على اكمل وجه وبشكل أثبت جدارة فائقة في تقديم خدماتها للمجتمع صغيرة كانت او كبيرة كان اعظمها شاناً وقت الازمات والمحن ، وما بذلته هذه الفرق والجمعيات من عطاء لا محدود وما إعصار شاهين عنا ببعيد.
إن تشجيع الجمعيات والفرق واللجان الخيرية والتطوعية بالسلطنة وتقديم الدعم المناسب لها يساهم بلا شك ويساند دورها المجتمعي الفعال لتصبح الذراع الميداني لوزارة التنمية الاجتماعية وللجان التنمية الاجتماعية بالولايات ، ولقد جاءت الأوامر السامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لاعتماد مبلغ مالي يتجاوز تسعة ملايين ريال عُماني لدعم ثلاثة وستون فريق خيري وخمسة عشر جمعية خيرية بالسلطنة تأكيدا وتأصيلا لهذا الدور المجتمعي الحيوي الهام ، هذا بجانب توجيهاته السامية -حفظه الله- بتكريم المتطوعين والعاملين في هذا المجال تثميناً للدور الذي بذلوه في هذا المجال ، وهو ما يؤكد رؤية جلالته المنيرة - حفظه الله - من خلال قيادته الحكيمة لتلمس حاجة المجتمع وتأكيداً لما تقوم به هذه الجمعيات واللجان والفرق التطوعية التي تلامس أعمالها حاجة الأسر العُمانية مباشرة وتعمل على رفع المعاناة عن كاهل هذه الأسر المعسرة من أجل تيسير سُبل العيش الكريم لها.
ختاماً لقد آن الأوان وحانت الفرصة المواتية للجمعيات واللجان والفرق الخيرية التطوعية بالسلطنة ان تضع لنفسها من خلال ما تفضل به حضرة صاحب الجلالة السلطان - حفظه الله - الخطط المستدامة ، وتهتم بالتدريب داخل هذه الفرق الخيرية والتطوعية، وإيجاد حلول ذات ديمومة مستمرة للأسر عبر تدريبها على برامج سواء كانت حرفية او صناعات تقليدية وغيرها .. لإيجاد دخل ثابت او شبه مستمر لها.
حفظ الله جلالة السلطان هيثم المعظم وسدد خطاه ووفقه لترسيخ رؤيته المنيرة وفكره الثاقب في ربوع عُماننا الحبيبة من خلال مسيرة الخير نحو النماء والبناء والعطاء.