بقلم: علي المطاعني
هذه حقيقة مثلى ، فإذا ألقينا نظرة عامة ولتكن حيادية صرفة في حول الذين صنعوا الأمجاد لأوطانهم ثم لأنفسهم من المخترعين والمبدعين والمجيدين حول العالم ومنذ أن كان الإنسان على ظهر الأرض ، نجد أنهم أناس عاديون هكذا نراهم من الوهلة الأولى ، غير أنهم وفي الحقيقة ليسوا كذلك ، ثمة اختلاف في جيناتهم الوراثية بينهم والآخرين ، إنهم مهمومون ومشغولون بمرض عضال اسمه (الإبداع) لذلك لاينامون إلا قليلا ولا يتحدثون إلا قليلا ، ولا يأكلون ويشربون إلا قليلا .
المواطن العُماني خالد بن محمد بن أحمد آل خليفين هو من أولئك القليل المبدع ، كان في إمكانه وبعد تخرجه في الجامعة أن يكتفي بوظيفته كما يفعل الجميع ، وأن يركن للأجر الذي يتلقاه آخر الشهر ثم تمضي به سفينة الحياة لمنتهاها ومبتغاها في هدوء وسكينة ، غير إنه وفي نهاية المطاف لن يتذكره أحد لأنه لم يترك شيئا ذا بال ليقال كان هنا مبدع أبدع كنيوتن مثلا ، أو مخترع أفلح وترك للناس ماهو مفيد يتذكرونه به عبر الحقب والأزمان والدهور .
خالد يحمل بكالوريوس في إدارة الأعمال وكان يعمل بداية في وظيفة (عامل فني تصنيع) في إحدى الشركات التي كانت تعمل في مجال تصنيع الأبواب والنوافذ ودواليب الالمنيوم لمدة اربع سنوات ، خلالها إكتسب خبرة كافية في صناعة هذه المستلزمات المنزلية ، غير إنه وبما أن نزعة الإبداع ما برحت تقض مضاجعه اتخذ القرار الصحيح وفي الوقت الصحيح ، حدث هذا في العام 1999 عندما قرر إنشاء مشروعه الخاص ، عبر فكره الخاص ، منطلقا من نوازع التجديد والإبتكار المشتعلة أصلا في دواخله.
فكر مليا ، بحث في في روية وتؤدة عن شيء جديد ، فكر جديد ، يحقق له التفرد ويجلب الإنبهار إليه مصفدا بالأغلال ، ويلامس به وعبره سماء المجد ذاك البعيد الشاهق .
وأخيرا توصل للشجرة المذكورة في القرآن ليجد فيها ضالته ومبتغاه ، شجرة النخيل صديقة مريم البتول عليها السلام عندما هزتها بأمر الله فتساقط عليها رطبا جنيا ، نعم من هذه الشجرة المباركة ستكون البداية والمبتغى والهدف .
أخطر المزارعين بأن لا يتخلصوا من مخلفاتها بالحرق كما كانوا يفعلون قبلا ، هو سيشترى منهم كل مخلفات الشجرة القديمة قدم الإنسان على وجه الأرض ، هنا أفاد وإستفاد ، ثم أخضع هذه المخلفات لأبحاثه العلمية والتحليلية فتوصل إلى المادة السحرية بعد خلطها بمواد أخرى ، هذا هو السر الصناعي الفريد الذي طار بخالد لسماوات المجد ليعانقها وحده ، ومن خلال المادة الجديدة توصل لصناعة الابواب والألواح الخشبية والبراويز والأرضيات الباركية وبعض الديكورات ، وعبر المنتج الجديد الفريد أرخت له الأقدار الرخية أعنتها هذه المرة وأقرت له بالريادة والقيادة والفلاح عبر منتجه الجديد الفريد .
فمنتجاته وبعد الإختبارات العلمية القاسية من قبل الجهات العُمانية المختصة أثبتت أنها الأقوى والأمتن والأصلح للبيئة العُمانية ، كما أنها صديقة أيضا لذات البيئة ، ثم أنها عازلة للصوت ، مقاومة للحرارة والرطوبة ، مقاومة للحريق ، لا تحتاج لصيانة أو إعادة الطلاء ، وتأتي بألوان مختلفة لتلبي كل الأذواق والأمزجة ، وبذلك نالت الدرجة المئوية الكاملة .
ما نعرفه بالتأكيد أن كل الشركات العالمية كالبيبسي والكوكا كولا والشركات التكنولوجية الأخرى تحتفظ بسر التركيبة الخاصة بمنتجاتها ، وكذلك مبدعنا خالد ، فالتركيبة الرهيبة سرها لدى خالد وحده ، غير أن المهم بالنسبة للمستهلكين هو جودة المنتج وتفوقه على كل ماهو موجود في السوق حتى المستورد ، وهنا رفعت الأقلام وجفت الصحف .
كل هذا الإبداع الصناعي العُماني غير المسبوق تننتجه المؤسسة الخاصة بخالد وهي مشاريع العاقل الأهلية والتي تتبختر وتمشى كالطواويس في السوق الآن تحت علامتها التجارية (Oman pvc) .
نامل أن تغدو تجربة خالد ملهمة لشبابنا العُماني وأن يحاولوا جهد طاقتهم السير في هذه الطريق المفضي للمجد ويحقق الفائدة في نهاية المطاف للوطن ولإقتصادنا الوطني ، فهذا الطريق المترع بالأشواك والحفر سلكه قبلا كل المخترعين والمبدعين الذي أفادوا البشرية في كل صنوف العلم والإبداع والتجويد والإبتكار فأفادوا وإستفادوا ، وكان التاريخ حاضرا فسجل وختم ووقع.