الشبيبة - العمانية
تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بتضاؤل الدعم لأوكرانيا في نهاية ٢٠٢٢ والدمار الذي تتعرض له أفريقيا بسبب أزمة المناخ بالإضافة لتبعات انهيار بورصة العملات المشفرة.
فصحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب أفريقية نشرت مقالًا بعنوان: "لماذا قد يتضاءل الدعم لأوكرانيا في الأشهر الأخيرة من عام 2022" بقلم الكاتب: "جون روني".
استهل الكاتب مقاله بالتأكيد على أنه منذ بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا، نجحت القوات المسلحة الأوكرانية في الدفاع عن جزء كبير من بلادها، ولكن بدون المساعدة الأمريكية ربما كان هذا الدفاع سيتعثر من البداية حيث إن الولايات المتحدة قدمت نصيب الأسد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا إلى جانب المساعدات المالية والإنسانية الهائلة.
ووضح أنه مع انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، تخشى كل من إدارة الرئيس جو بايدن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن قنوات الدعم هذه لأوكرانيا سوف تتضاءل بشكل كبير.
وقال إن التبعات الاقتصادية للصراع الروسي الأوكراني مثل ارتفاع أسعار الطاقة أثرت على الناخبين الأمريكيين وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن الدعم الأمريكي للحرب آخذ في التضاؤل خاصة بين الجمهوريين.
وأشار إلى أن وفقًا لمركز بيو للأبحاث، ارتفع الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تقدم الكثير من الدعم لأوكرانيا بين الجمهوريين والمستقلين ذوي الميول الجمهورية من 9٪ في مارس إلى 32٪ في سبتمبر.
ولفت الكاتب إلى أن الجمهوريين استغلوا المخاوف الاقتصادية المحلية لتقويض بايدن والديمقراطيين لأشهر، فعلى الرغم من أن العديد من الجمهوريين المؤثرين مثل السناتور ليندسي جراهام يواصلون التعبير عن دعمهم القوي لأوكرانيا، فإن آخرين متحالفين مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يشكلون "الجناح الانعزالي" للحزب الجمهوري.
ويرى الكاتب أن تأثير هذه المجموعة الشعبوية انعكس في الانقسام المتزايد بين زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وزعيم الأقلية في مجلس النواب كيفين مكارثي، حيث تنازع كلاهما أخيرا حول قضية المساعدات الأوكرانية.
وبين أن مع توقع استطلاعات الرأي بأغلبية الجمهوريين في مجلس النواب، من المرجح أن تواجه حزم المساعدات المستقبلية لأوكرانيا مقاومة أكبر من الحزب الجمهوري.
وقال الكاتب في ختام مقاله: "يبقى أن نرى ما إذا كان الجمهوريون سيفوزون في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ. وإذا تمكنت القوات الأوكرانية من استعادة مساحة كبيرة من الأراضي من روسيا خلال الأشهر القليلة المقبلة، فيمكن الحفاظ على المستويات الحالية للدعم الأمريكي في الغالب حتى لو سيطر الجمهوريون على أي من مجلسي الكونجرس".
من جانبها، قالت الكاتبة: "أمينة محمد" إن قارة أفريقيا تتعرض للدمار بسبب أزمة المناخ التي لم يكن لها أي ضلع فيه حيث إن هناك العديد من الأسر بدأت تنزلق نحو الفقر في العديد من مناطق القارة-بما فيها شمال شرق كينيا- بسبب الجفاف الناتج عن أزمة المناخ.
ووضحت في مقالها الذي نشرت صحيفة "ستاندرد" الكينية أن في جميع أنحاء إفريقيا، من المتوقع أن يؤدي نقص المياه إلى نزوح ما يصل إلى 700 مليون شخص هذا العقد إذ يعاني القرن الأفريقي من أسوأ موجة جفاف منذ 40 عامًا، ويعاني أكثر من 50 مليون شخص من الجوع.
وبينت أنه في الوقت الذي يتعرض بعض أجزاء القارة إلى الجفاف، فإن هناك أماكن مثل جنوب السودان ونيجيريا تشهد فيضانات مفاجئة مدمرة تجتاح المنازل وتقطع سبل العيش والحياة كما أن ما يصل إلى 116 مليون أفريقي سيواجهون مخاطر شديدة بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر هذا العقد.
وترى الكاتبة أنه بينما ينعقد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في مصر، فإننا نعيش في الوقت الضائع إذ وصلت الانبعاثات العالمية إلى مستويات قياسية وهي آخذة في الازدياد، بينما تؤدي الفوضى المناخية المتفاقمة إلى إحداث فوضى أخرى في جميع أنحاء القارة الأفريقية.
وأشارت إلى أن الحدث السابق لمؤتمر المناخ في مصر الذي عقد في شهر أكتوبر الماضي في جمهورية الكونغو الديمقراطية قد ركز على نقاط الضعف المناخية المحددة في إفريقيا، كما ركز المندوبون أيضًا على الفرص الهائلة التي يمكن أن يوجدها العمل المناخي المشترك الطموح لدفع التقدم عبر أهداف التنمية المستدامة.
ووضحت الكاتبة أن الكونغو بلد مليء بالإمكانات الهائلة والحلول المناخية المبتكرة فهي موطن لثاني أكبر غابة مطيرة في العالم وتحتوي على رواسب كبيرة من الكوبالت والنحاس والألمنيوم - وهي المعادن المطلوبة للتحولات الرئيسة التي نحتاجها للطاقة المتجددة والاقتصادات الرقمية. كما يتمتع حوض الكونغو بالقدرة على امتصاص حوالي 1.2 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًّا أي 4 في المائة من الانبعاثات العالمية.
ومع ذلك، تعتقد الكاتبة أن الدول الأفريقية لا تستطيع محاربة أزمة المناخ وحماية غاباتها المطيرة الغنية وحماية تنوعها البيولوجي وحدها إذ يجب على المجتمع الدولي أن يتضامن مع أفريقيا وأن يساعد في توفير الموارد المهمة المطلوبة.
وقالت في هذا السياق: "تحتاج أفريقيا إلى 2.8 تريليون دولار بحلول عام 2030 لتقوم بدورها في الحدّ من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية ولمعالجة آثار تغير المناخ. ومع ذلك، تلقت القارة بأكملها 30 مليار دولار فقط من تمويل المناخ العالمي في عام 2020."
وأضافت: "لقد وضح الوزراء في اجتماع الكونغو أن البلدان الأفريقية بحاجة إلى التمويل بشكل عاجل لبناء المرونة والتكيف مع الآثار المدمرة للأزمة التي لم تفعل شيئًا لتسببها. ودعوا الدول المتقدمة إلى الوفاء بوعودها، بدءًا من التعهد الذي تم تقديمه في مؤتمر المناخ العام الماضي في جلاسكو بمضاعفة تمويل التكيف إلى ما لا يقل عن 40 مليار دولار سنويًا".
وفي وجهة نظر الكاتبة، إن فشل البلدان المتقدمة في الوفاء بالتزاماتها ليس مجرد فشل في التضامن العالمي بل إنه سوف يسهم في التوترات والانقسامات الخطيرة التي تمنع العمل العالمي بشأن مجموعة من القضايا الأخرى مثل السلام والأمن وحقوق الإنسان.
وأكدت في ختام مقالها على أن البلدان الأفريقية تحتاج إلى دعم من مصادر التمويل العامة والخاصة لا سيما من بنوك التنمية المتعددة الأطراف، إذ إن البلدان الضعيفة لا تستطيع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة وتوفير الوصول إلى الطاقة للجميع ما لم تقم هذه البنوك بإصلاح نماذجها التشغيلية.
من جانب آخر، يرى الكاتب "دومينيك باويل" أن مستثمري العملات المشفرة يحتاجون إلى إعادة التفكير في المخاطر بعد قرب انهيار بورصة هذه العملات.
وقال في مقاله الذي نشرته صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية أنه خلال الأيام الثلاثة الماضية، دخل عالم العملات المشفرة في حالة من الاضطراب بفضل الانهيار الوشيك غير المتوقع لبورصة العملات المشفرة التي تقدر بمليارات الدولارات مما أدى إلى انخفاض أسعار العملات المشفرة بأكثر من 25 بالمائة.
ويرى الكاتب أنه بالنسبة لأولئك الذين يعملون في مجال الاستثمار في العملات المشفرة، هناك نقص في البطانات الفضية، مشيرًا إلى تصريح ترينت بارنز، وهو كبير مسؤولي الابتكار في شركة استثمار الأصول الرقمية "زيرو كاب" الذي قال إن الكارثة هزت الصناعة "حتى النخاع".
ولكن رغم ذلك، يعتقد بارنز أنه لا يزال هناك الكثير مما يدعو إلى التفاؤل بشأن "الويب ثري" وهو النظام اللامركزية على الإنترنت القائم على تقنية البلوكشين، حيث تشارك شركة زيرو كاب في بعض الابتكارات في الفضاء بما في ذلك أول سك لعملة مستقرة أسترالية مدعومة من البنك وتضع نصب عينيها على أصول العالم الحقيقي "الرمزية" مثل الأسهم والفنون والعقارات.