الشبيبة - العمانية
تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بكيفية التعامل مع التكيف المناخي وتأثير أزمة المناخ على الأنهار الجليدية بالإضافة لمستقبل حلّ الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
فصحيفة "جاكرتا بوست" الاندونيسية نشرت مقالًا بعنوان "حان الوقت للتعامل بجدية مع التكيف المناخي" للكاتب "نيو جيم هواي" أشار فيه إلى أن التحذيرات المتعلقة بتغير المناخ تتبع نمطًا مشابهًا يتركز على أهمية التحرك فورًا لمنع العواقب الوخيمة في المستقبل.
وأكد الكاتب على أنه بينما الأنظار موجهة نحو قمة المناخ في شرم الشيخ، يجب على العالم أن يعي أن التركيز على العواقب المستقبلية وحدها أمر غير كاف، بل أيضًا ينبغي التركيز على حماية أنفسنا وكوكبنا اليوم.
ووضح أن التغير المناخي لم يعد تهديدًا بعيد المدى فحسب بل أصبح أمرًا يؤثر على حياة البشر وعلى البيئة حيث ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار 1.1 درجة فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.
وأضاف أن الكوارث المرتبطة بالمناخ والطقس زادت بنسبة 35 بالمائة منذ التسعينات من القرن المنصرم، وقد أصبح من الملحوظ الزيادة الحاصلة في أعداد الفيضانات المدمرة التي حصلت في أماكن مختلفة من العالم أخيرا.
وشدّد الكاتب على أهمية بذل الجهود لمنع المزيد من الزيادات في درجات الحرارة من خلال التقليل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتجديد أنظمة الغذاء والماء.
ويرى الكاتب أن على العالم أن يتعامل بشكل أكثر جدّية في مسألة التعاون المشترك للتكيف مع الحقائق المناخية التي نواجهها اليوم.
وقال: "يجب أن يكون التكيف المناخي جزءًا من استراتيجية شاملة تتعلق بالتغير المناخي وهو ما يعني إحداث تعديلات في مختلف السياسات وفي استحداث التكنولوجيا الضرورية وتوفير الموارد المالية اللازمة وزيادة كفاءة الاستعداد والاستجابة للتغيرات البيئية".
وأشار إلى أهمية بذل المزيد من الجهود لمساعدة الأشخاص الأكثر عرضة للخطر نتيجة للتأثير المباشر التي تتسبب فيه الأحداث المناخية المتطرفة على هذه الفئة من الناس بسبب تزايد حالات الجفاف وحرائق الغابات والكوارث الطبيعية الأخرى التي تؤدي لخسائر في الأرواح والممتلكات.
وفي سياق متصل، أشار الكاتب "مانويل بلانيليس" إلى أن ٤٦٠ نهرًا جليديًّا من قائمة التراث العالمي ستمحى من خرائط الأرض بحلول عام 2050 بفعل تغير المناخ.
وبين في مقاله الذي نشرته صحيفة "إل باييس" الإسبانية أن اليونسكو قد حذرت من أن هذه الكتل الجليدية ستختفي تمامًا من الأماكن الرمزية مثل الموجودة في جبال كليمنجارو في كينيا والعديد من الأماكن الأخرى في أوروبا وأمريكا الشمالية بما في ذلك الدولوميت في إيطاليا، وجبال البرانس- مونت بيردو بين فرنسا وإسبانيا والمتنزهات الوطنية الأمريكية في يلوستون ويوسمايت.
ووضح أنه بعد عقود من تجاهل التحذيرات العلمية، تسببت الكمية الهائلة من غازات الدفيئة التي ضخها البشر في الغلاف الجوي في ارتفاع درجات الحرارة الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في آثار لا رجعة فيها لمئات أو آلاف السنين.
وقال إن قائمة هذه الأضرار يتصدرها فقدان الأنهار الجليدية في العالم والكتل الهائلة من الجليد والثلوج التي تتراكم في المناطق الجبلية والمناطق القطبية.
وأشار إلى أن اليونسكو أجرت دراسة لتقييم تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على 50 موقعًا للتراث العالمي تحتوي على أنهار جليدية. وخلصت إلى أنه في 17 من هذه المناطق، لن تكون هذه التكوينات موجودة بحلول عام 2050 بغض النظر عن مستوى الاحترار الذي تم الوصول إليه بحلول ذلك الوقت أو الإجراءات التي تم وضعها لإبطاء مسيرة تغير المناخ.
ويستند تقرير اليونسكو في توقعاته إلى المستوى الحالي للاحترار والذي يتفق معظم العلماء على أنه يبلغ حوالي 1.1 درجة مئوية مقارنة بأوقات ما قبل العصر الصناعي.
وأكد الكاتب على أنه على الرغم من أن الاتجاه في خفض حجم الجليد والثلج سلبي للغاية، فإن ما يحدث للأنهار الجليدية الموجودة في 33 موقعًا للتراث العالمي يمكن إنقاذه إذا يتم تخفيض انبعاثات الغازات بشكل كبير للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
من جانب آخر، طرحت الكاتبة نجلاء شهوان تساؤلًا في مقالها الذي نشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية مفاده: ما هو نوع "حل الدولتين" الذي يتحدث عنه رئيس وزراء إسرائيل؟ بينت فيه أن في كلمته أمام الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.
وقال لابيد: "الاتفاق مع الفلسطينيين، على أساس دولتين لشعبين، هو الشيء الصحيح لأمن إسرائيل واقتصادها ومستقبل شعبها. وبالرغم من كل العراقيل، لا تزال حتى اليوم غالبية كبيرة من الإسرائيليين تؤيد رؤية حل الدولتين. أنا واحد منهم" مضيفا أن أي اتفاق سيكون على أساس دولة فلسطينية مسالمة لا تهدد إسرائيل.
في المقابل، أشارت الكاتبة إلى أن بعد يوم واحد فقط من إلقاء لابيد خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أظهر استطلاع جديد أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن غالبية اليهود الإسرائيليين يعارضون دفع حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، على الأقل على المدى القريب.
وترى الكاتبة أنه منذ مؤتمر مدريد للسلام في عام 1991 وتوقيع اتفاقيات أوسلو في عام 1993، كان الافتراض الأساسي لجهود صنع السلام الفلسطيني الإسرائيلي هو ضرورة فصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى دولتين مستقلتين.
وقالت: " من ناحية أخرى، فإن الإجماع الدولي على حل الدولتين يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وديمقراطية ومتصلة وقابلة للحياة على أساس خطوط هدنة عام 1949 التي سادت حتى حرب عام 1967 وهذا من شأنه أن يجعل الفلسطينيين يعيشون بجوار دولة إسرائيلية بسلام وأمن - مع القدس الشرقية عاصمة لفلسطين والقدس الغربية عاصمة لإسرائيل".
ووضحت الكاتبة أنه في السنوات الأخيرة، تعمقت عقبات تحقيق حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وانتشرت وقد تضاعف أولئك الذين أعلنوا انتهاءها، واعتبروا نموذج "دولتين لشعبين" فكرة عفا عليها الزمن.
وبينت أنه على الرغم من أن إحياء هدف "حل الدولتين" أمر حيوي، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أعاد المصطلح إلى جدول الأعمال الدولي دون أي خطة جادة.