قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الأربعاء ٠٩/نوفمبر/٢٠٢٢ ٠٩:٣٧ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بتقلبات المناخ وتأثيرها على الأمن الغذائي وأهمية أن تكون الخدمات المصرفية صديقة للمسنين بالإضافة إلى مكافحة تغير المناخ عند رئاسة الهند مجموعة العشرين.

فصحيفة "هندوستان تايمز" الهندية نشرت مقالًا في افتتاحيتها بعنوان: "تقلبات المناخ ستشكل الأمن الغذائي" وضحت فيه أن خبراء من المعهد الهندي للأرصاد الجوية المدارية حذروا من أن الظواهر الجوية التي سببتها أزمة المناخ يمكن أن تشكل خطرًا على الأمن الغذائي.

وقالت الصحيفة: "شهد هذا العام تأثير أزمة المناخ على الزراعة وأنماط إنتاج المحاصيل وبالتالي على الأمن الغذائي وعلى سبيل المثال، أدت موجة الحر غير الموسمية في الربيع إلى ذبول محصول القمح في شمال الهند وقلصت المحاصيل مما أدى إلى تداعيات على السياسات الوطنية والجغرافيا السياسية العالمية والتضخم".

وأضافت: أدى التوزيع غير المتكافئ للرياح الموسمية وسط وشرق الهند إلى الإضرار بمحصول الأرز مع فترات طويلة من هطول الأمطار أو عدم هطولها، تلتها زخات قصيرة من الأمطار مما أدى إلى إحداث تغير في أنماط البذر والحصاد.

ووضحت أنه في الوقت الذي تواصل فيه بعض الحكومات دعم المواطنين بإمدادات مضمونة من الحبوب، لا تزال سلاسل التوريد مضطربة بسبب الحرب في أوكرانيا، لذا فإن مثل هذه الاضطرابات تشكل تهديدًا ليس فقط على الأمن الغذائي ولكن أيضًا على الأمن القومي.

وأشارت الصحيفة في تقرير سياسة الغذاء العالمي لعام 2022 الصادر عن المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية إلى أن أزمة المناخ قد تدفع العديد من الهنود إلى المجاعة بحلول عام 2030 من خلال تقليص إنتاجية المزارع وتعطيل سلسلة التوريد الغذائي.

وترى الصحيفة أن كل هذا يعزز الحقيقة التي تشير إلى أن المشاكل التي تطرحها أزمة المناخ تحتاج إلى معالجة على الصعيدين الوطني والدولي.

وأكدت في ختام المقال على أن آليات تمويل المناخ ستحتاج إلى مراعاة التأثير على إنتاج الأغذية والمحاصيل والاستجابة بالأموال والتكنولوجيا.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" مقالًا في افتتاحيتها بعنوان: "يجب أن تكون البنوك صديقة للمسنين" وضحت فيه أن الخدمات المصرفية التي يصعب لكبار السن الوصول إليها تعد نوعًا من أشكال التمييز العُمري.

وقالت الصحيفة إن التفرقة العمرية هي آخر معقل للتمييز يبدو أن المجتمع غير راغب في مهاجمته في الوقت الذي بدأت فيه تتزايد إشكالية عدم قدرة كبار السن على إدارة مواردهم المالية في العديد من الدول.

وبينت أن منظمة "جين أنتايد" غير الحكومية القائمة على المجتمع المحلي قد أدرجت بعض المشاكل التي يواجهها كبار السن عند محاولة الوصول إلى الخدمات المصرفية الحديثة - من الاعتماد على عمليات السحب من أجهزة الصراف الآلي إلى قوائم الانتظار الطويلة للغاية في فروع البنوك الفعلية.

وتقول المؤسسة إن "العديد من كبار السن يختارون عدم إيداع الأموال في البنك" وهذه الممارسة تعرضهم لمخاطر، من الإساءة المالية إلى السرقة".

ونوهت الصحيفة على أهمية تسهيل الأمر على كبار السن لإجراء المعاملات المصرفية فعندما يصبح كبار السن أكثر ضعفًا، فإنهم لا يتمتعون بصوت عالٍ بما يكفي للضغط على الشركات والحكومات لحماية حقوقهم.

وأكدت على أنه نظرًا لأن المال أمر أساسي للمعيشة والممتلكات، يمكن القول إن كبار السن لهم الحق في الحصول على خدمات مصرفية صديقة لكبار السن.

ووضحت أن العديد من دراسات البحث الاجتماعي تؤكد على أن هناك ثلاثة عناصر رئيسة تمنع الاستفادة من الخدمات عبر الإنترنت مما يؤدي إلى الاستبعاد الرقمي وهي الافتقار إلى الأجهزة المناسبة، ونقص الاتصال ونقص المهارات والثقة في التنقل في عالم الإنترنت.

وأكدت الصحيفة في ختام المقال على أهمية أن تقوم البنوك بتنفيذ استراتيجيات أكثر فعالية لضمان عدم تهميش كبار السن على هامش المجتمع حيث لن تكون استراتيجيات الشيخوخة النشطة ذات مصداقية إلا إذا اتخذت الحكومات والبنوك إجراءات لضمان خدمات مصرفية مراعية لكبار السن للجميع.

من جانبه، أكد الكاتب "ناندا كومار" وهو مدير أبحاث المناخ والطاقة والمنسق الإقليمي لجنوب آسيا في معهد الاستراتيجيات البيئية العالمية في هاياما باليابان، أن مكافحة تغير المناخ ستكون محورية في رئاسة الهند لمجموعة العشرين.

ووضح في مقاله الذي نشرته صحيفة "نيكاي أسيا" اليابانية أنه بينما تستعد الهند لتولي رئاسة مجموعة العشرين بعد قمة القادة القادمة في بالي الأندونيسية ومؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في مصر، تواجه الهند العديد من الأسئلة حول التزاماتها ونواياها البيئية.

وقال: "في قمة المناخ الماضية في جلاسكو، أعلنت الهند هدفها المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2070 ،وفي أغسطس الماضي، قامت بتحديث التزاماتها المعروفة باسم المساهمات المحددة وطنيًّا، من أجل تلبية أهداف اتفاقية باريس لعام 2015 بشأن الحد من تغير المناخ من خلال رفع أهدافها لعام 2030."

وبين الكاتب أن أحد الاهتمامات الرئيسة التي يتم التعبير عنها في كثير من الأحيان هو أن السنة المستهدفة لصافي الصفر في الهند متأخرة عن العام الغربي.

ويرى الخبراء الهنود أن الوصول إلى ذروة الانبعاثات وتحويل القطاعات الاستهلاكية الرئيسة إلى وقود أنظف هي مهام صعبة، وإذا تمكنت الهند من الوصول إلى ذروتها في الانبعاثات بحلول عام 2045، فإن تحقيق صافي الصفر بحلول عام 2070 سيكون ممكنًا.

وأشار الكاتب إلى أن الهند كرئيس قادم لمجموعة العشرين، يمكن توقع أن تركز بشكل أكبر على القضايا المتعلقة بالمناخ والطاقة حيث تحدث المسؤولون عن التركيز على مجالات مثل مبادرة نيودلهي لايف ستايل من أجل البيئة للتخفيف من حدة تغير المناخ، والبنية الأساسية الرقمية، وتمويل المناخ، وأمن الطاقة، والهيدروجين الأخضر.

وأكد الكاتب في ختام مقاله على أنه خلال المؤتمر السابع والعشرين للأطراف المنعقد حاليًّا في شرم الشيخ بمصر، سوف تجعل الهند التزاماتها المناخية أكثر وضوحًا بينما تعد جدول أعمالها لمجموعة العشرين وتسعى إلى إحداث تأثير طويل الأمد على الكفاح ضد تغير المناخ.