تنفيذ رؤية 2040..جهود تحتاج لتكاتف الجميع

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٣/يوليو/٢٠٢٢ ٠٨:٤٤ ص
تنفيذ رؤية 2040..جهود تحتاج لتكاتف الجميع

بقلم : علي المطاعني

الجهود التي تبذلها وحدة متابعة تنفيد رؤية عمان 2040م في متابعة مؤشرات الرؤية مع كافة الجهات الحكومية ومدى التزامها وفاعليتها؛ يعد أحد أهم عوامل نجاح الرؤية المستقبلية على خلاف رؤية 2020م التي لم تكن هناك قيادة لمتابعة تنفيذها، فهذه الوحدة وعبر الآليات المتبعة في عملية التقييم سوف ترسم المسار الصحيح للنهضة المتجددة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- في البلاد والنهوض بها إلى ما نتطلع إليه جميعا.

ولعل من فاعلية الرؤى والاستراتيجيات هي متابعة تنفيذها بشكل حازم ومستمر، عبر العديد من الأطر والآليات التي تضمن حسن التنفيذ وملاءمتها مع التوجهات المستقبلية للوطن ووفق المستجدات الوطنية والمتغيرات الدولية، التي تشهد تسارعا كبيرا يتطلب أن نواكبه بالمزيد من العمل والمثابرة والعمل الدؤوب؛ ليس من وحدة متابعة رؤية عمان فحسب وإنما من كافة أجهزة الدولة ومؤسساتها، باعتبار أن الرؤية لا تهم وحدة تنفيذ فقط بقدر ما هي تهم كل مواطن ومواطنة في هذه البلاد، وتنفيذها من عدمه مرتبط بكل جهة ومسؤول وموظف؛ على أساس أن العمل المتكامل والجهود المتضافرة هي بوصلة العمل التي توجهنا إلى ما نتطلع إليه؛ الأمر الذي يبعث على الارتياح للجهود المبذولة، ومسؤولية المتابعة المثمرة التي من شأنها أن تحقق المزيد من الإنجازات، وتفتح آفاقا أوسع لتحقيق مرتكزات الرؤية ومكوناتها وبرنامجها ومستهدفاتها بنسب متنامية؛ وتؤشر لتطورات إيجابية تمضي في الطريق الصحيح.

فلاشك أن المتابعة والتقييم للعمل أيا كان هو الضمان لتنفيذه سواء من حيث الاستراتيجيات والرؤى أو الخطط والبرامج؛ وهو ما تعمل عليه وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 التي تعلق عليها سلطنة عمان حكومة وشعبا آمالا كبيرة في الانتقال بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، و‏كغيرها من الدول التي تسعى إلى النهوض بمقدراتها. ولعل منهجية الوحدة في التعامل مع كافة الجهود الحكومية وفق برامجها ومتابعة خططها وتسهيل التحديات عليها هو ما يساعد على أن تمضي الرؤية وخططها إلى مسارها الصحيح، وقد تم تحقيق بعض من مؤشرات ‏الرؤية وبدء العديد من البرامج المسرعة لبيئة الأعمال والتحول الإلكتروني والتشغيل وغيرها من الخطط الهادفة إلى تسريع وتيرة العمل في مستهدفات الرؤية. لكن يجب أن نعرف بأن رؤية عمان ليست فقط مشاريع في البنية الأساسية لكي تكون ملموسة من عامة الناس، وإنما هي تحول كامل في مسار العمل في كل أجهزة الدولة وخططها وبرامجها؛ فهي مزيج من الأطر والتشريعات والبرامج والمبادرات التي تستهدف الوصول إلى التنمية الشاملة بتحقيق العديد من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تنعكس على الوطن والمواطن في صور عدة من خلال الخدمات والتسهيلات والمزايا التي من شأنها أن تحقق الرخاء والازدهار في كل جوانب حياة المواطنين.

فالتطورات التي تشهدها السلطنة سواء من ناحية المراسيم والقوانين أو البرامج والمبادرات من كافة أجهزة الدولة أغلبها منبثقة من وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان ‏بالتعاون مع الجهات الحكومية؛ لكن القصور الواضح في توضيح هذه الجوانب للناس بأن التطورات هي جزء من تنفيذ رؤية عمان 2040م، فالناس بطبيعتها لن تعرف أن هذه المستجدات جزء من رؤية عمان ما لم يتم تعريفهم بذلك من جانب الوحدة بالتعاون مع أجهزة الدولة الأخرى، وهنا مربط الفرس الذي يجعل كل هذه الجهود غير منظورة من العامة. من الطبيعي أن تظهر موجات من الإحباطات في ظل عدم بعث الأمل والتفاؤل المقرون بالأعمال والتنفيذ في الواقع؛ إلا أن إعلام الناس بما يجري سيجعلهم أكثر قربا من هذه التطعات وجزءا لا يتجزأ منها.

بالطبع وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040م لديها صلاحيات منها رفع تقاريرها إلى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وكذلك تبعيتها إلى مجلس الوزراء ولديها مكاتب في أغلب الوزارات لاسيما الرئيسة منها، ولديها منهجية واضحة في متابعة المؤشرات مع الجهات المختصة، وتقييم ما يتحقق، وكذلك التحديات ومعالجتها؛ لذا فهي في المسار الصحيح الذي يساعد على تنفيذ الرؤية بشكل ملائم، يلامس المستهدفات منها على أقل تقدير في ظل هذه المتغيرات؛ التي بالطبع تؤثر على أي توجه ورؤية.

نأمل أن تكلل أعمال الوحدة بالنجاح وأن يعمل الجميع على التنفيذ بدون متابع التنفيذ، وأن تبادر الجهات الحكومية من تلقاء نفسها إلى العمل بعيدا عن المراقبة، وأن تعمل على تقييم الذات قبل كل شيء؛ لأن ذلك هو أساس النجاح الذي نطمح إليه، ‏وهو الوصول إلى مرحلة نجد فيها الجميع يتسابق لتحقيق أهدافه من أجل هذا الوطن ومواطنينه تحت القيادة الحكيمة لجلالــــة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه - الذي يعمل على إحداث نقلــــــة نوعية في نهضة البلاد ترتقي بها إلى مصاف الدول الكبرى. وهو ما نتطلـــــع إليه جميعا؛ جهات ومسؤولين وأفرادا لتحقيـــــــق كل هذه الأماني والتطلعـــــات من خـــلال العمل الدؤوب المثمر، ونكران الذات، فالأوطان لا تبنى على الأماني والأحلام فقط.