بقلم : علي المطاعني
التحذيرات المتتالية من الجهات المختصة على إختلافها الصحية والأمنية تأتي من محبين لهذا الوطن ولمواطنيه وقاطنيه وتهدف إلى إبعاد كل أذى عن أي إنسان يعيش على ثرى هذه الأرض الطيبة، هم بالقطع ليست لهم مصلحة شخصية أو دنيوية اللهم إلا السلامة للجميع وكما يحب ربنا ويرضى.
على ذلك يتعين المضي قدما في إحترام الإحترازات الصحية الخاصة بفيروس كورونا وضرورة الإلتزام بإجراءات التباعد وإرتداء الكمامة وغيرها من إجراءات الوقائية فهي تعليمات تهدف لسلامتنا في نهاية المطاف والحد من تداعيات هذا الفيروس الذي أتعب البشرية بنحو غير مسبوق في التاريخ المعاصر، وخلف رمادا وركاما وثغرات وفجوات في المنظومة الإجتماعية والإقتصادية وعلى مستوى العالم، إذ يصعب في الوقت الراهن على الأقل حصر الخسائر والكوارث والنوازل التي أحدثها كوفيد.
لذا فإن علينا التعامل مع التعليمات والنصائح في هذا الشأن بإعتبارها فرض عين واجبة التنفيذ حرفيا، إذ لا تزال هناك إصابات تعلن يوميا وهناك منومين بالمستشفيات في تأكيد واضح بان حرب كوفيد لم تضع أوزارها بعد، وستبقى الوقاية خير من العلاج هي الشعار الأولى بالإتباع حرفيا ليس من كوفيد لوحده بل من كل الأمراض والأوبئة حتى لو كانت طفيفة، فما بالنا بهذا العنيد الشرس، ومع الإلتزام بالمحاذير فإن الضراعة لله عز وجل يجب أن تتواصل تماما كما هو في خواتيم سورة البقرة (رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا) سيما ونحن في الشهر الفضيل بأن يرفع عنا هذا البلاء الذي لاطاقة لنا به حقا وصدقا بل هو واقع يؤكد على ضعفنا وقلة حيلتنا كبشر مستضعفين في الأرض ولاحيلة لنا أمام كوفيد العنيد.
وبالتالي لابد وأن نكون على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا وأن نتجنب الضغط على المنظومة الصحية التي تنؤ أصلا بحمل ثقيل لم تر مثيلا له طيلة ال 50 عاما الماضية، فكوادرنا الطبية منهكة هذه حقيقة، فقد بذلوا أضعاف أضعاف الجهد، ومن الطبيعي أن نراهم هكذا أعانهم الله، فهل يسرنا أن نعود جميعا لنقطة الصفر تلك المخيفة والتي لاتُنسى.
فمع تقديرنا لتعاون الجميع وتحملهم تبعات الإجراءات الصحية طوال العامين الماضيين، إلا أن هناك تراخي كبير لمسناه في كل مناحي الحياة سواء في الجهات الحكومية والخاصة والأسواق والمجمعات التجارية والمساجد وفي الإلتزام بالتباعد الجسدي وإرتداء الكمامة، حدث ماحدث رغم أن التحذيرات الصحية والأمنية ما برحت قائمة وفاعله ولم تهدأ وتيرتها كتأكيد على أن الضيف الكوفيدي لايزال بين ظهرانينا، ثم هانحن نرى الجهات المختصة في سباق مع الزمن لتوفير اللقاحات والأدوية وإجراء الفحوصات ومعالجة المصابين، وإذا كنا نراهم يسعون لأجلنا بغير كلل، فهل ياترى دورنا ينحصر على السباحة ضد تيار جهودهم تلك الخارقة أم بمساعدتهم فقط بالإلتزام، فهل هذا أمر صعب ومستحيل؟.
في الحقيقة هناك تناقض غريب رصدناه في الكثير من الممارسات التي أصبحت تعصف بكل الإجراءات الوقائية وتتجاوز التعليما ت وتمضي كأنها فوق القانون ومحصنة فطريا ضد الأمراض والفيروسات، وهذا إعتقاد كارثي في الواقع، فاليوم لا زلنا نسمع الكثير من التحذيرات من اللجنة العليا ومن وزارة الصحة والأوقاف والشؤون الدينية وشرطة عُمان السلطانية كلها تحض الجميع على عدم التراخي أو المهادنة في هذا الأمر الخطر، حتى في الصلوات في الجوامع والمساجد وفي التراويح الرمضانية، فهل نستقبل مثل هذه التحذيرات الصادرة من جهات مختصة لديها البيانات والمعلومات والأرقام بلا مبالاه أم العكس هو الذي ينبغي أن يكون.
فكما يقال الحرب خدعة، فإن الأمر ينسحب على كوفيد بالتأكيد، فهو خداع وماكر ومراوغ، هذا ما نعرفه عنه، لذلك يجب علينا عدم تصديقه عندما يوهمنا بأنه غادر وسافر، لقد صدقناه ذات مرة فإرتفعت الإصابات والمؤمن لايلدغ من جحر مرتين، سيما وأننا مؤمنون ولله الحمد.
بالطبع نتفهم تأثيرات الإجراءات وحالة الملل التي إنتابت الجميع وملت منها النفوس وتعبت منها الأجساد وضجرت، ومعها تراجعت الإيرادات المالية في كافة الأعمال صغيرها وكبيرها، وهذا الوضع ينسحب على كل دول العالم بغير إستثناء كما نعرف، وبالتالي لاحيلة لنا غير الإلتزام الأليم.. نأمل من الجميع رفع وتيرة الوعي ومن ثم الإلتزام، فالقضية ببساطة مسألة أن نكون أو لانكون، نقولها بأسف وبمرارة أيضا، فلو أن هناك كلمات أخف وزنا وألطف وقعا لقلناها، ولكن لاتوجد أخرى نقولها في هذا المقام وفي هذا المقال، القضية الآن وطنية صرفة وتمس حاضرنا ومستقبلنا فهل ندرك جسامة القضية، اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد.