لوى للصناعات البلاستيكية.. تحول في البتروكيماويات

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٤/ديسمبر/٢٠٢١ ٠٨:٢٧ ص
لوى للصناعات البلاستيكية.. تحول في البتروكيماويات

بقلم : علي المطاعني

يشكل إعلان جهاز الاستثمار العماني عن افتتاح 13 مشروعاً استثمارياً بمناسبة احتفالات البلاد بالعيد الوطني الحادي والخمسين المجيد بقيمة استثمارية‏ تقارب نحو 3.5 بليون ريال عماني، يشكل خطوة نوعية لتعزيز سياسات التنويع الاقتصادي، وجذب الاستثمارات، والنهوض بدور القطاع الخاص من خلال الشراكات مع نظيره الأجنبي، وتبادل الخبرات، إلا أن افتتاح مجمع لوى للصناعات البلاستيكية يشكل أكبر هذه المشروعات على الإطلاق باستثمارات تقدر بحوالي 2.7 بليون ريال عماني، ونقلة نوعية في الصناعات التحويلية في السلطنة في مجال البتروكيماويات، الأمر الذي يشكل نقطة تحول في الصناعات التحويلية. فبلاشك أن افتتاح مجمع لوى للصناعات البلاستيكية في العشرين من شهر ديسمبر الجاري والذي يوظف أحدث التقنيات الصناعية، يعمل على تعظيم القيمة المضافة من خلال ضخ 578 مليون ريال عماني استثمرت في مراحل المشروع على السلع، والخدمات، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بل إن المجمع يعزز من قطاع الصناعات التحويلية من خلال إنتاج 838 ألف طن من مادة البولي إيثيلين و215 ألف طن من مادة البولي بروبيلين. وتضطلع مجموعة أوكيو بإدارة مجمع لوى لصناعات البلاستيك كأحد أكبر الاستثمارات التي تديرها في مجالات البتروكيماويات والصناعات البترولية الهادفة إلى تعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية التي تملكها البلاد، وإضفاء قيمة مضافة محلية عالية عليها من خلال إقامة صناعات مشتقة من النفط الخام والغاز، بما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الصناعات البلاستيكية، وكذلك تصدير الفائض منها للأسواق العالمية، وتعزيز دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

ولعل إسهام المشروع في مراحل إنشائه بإنفاق أكثر من 578 مليون ريال في الأسواق المحلية لدليل على السياسات الموضوعة من أوكيو لتعظيم القيمة المضافة للمشروعات الاستثمارية، ودوران رؤوس الأموال داخل البلاد بهدف تحريك الأنشطة الاقتصادية الأخرى. إن مثل هذه المشروعات الكبيرة من شأنها أن تعزز الثقة بالاقتصاد العماني لدى المؤسسات المالية والاستثمارية في العالم، وثقة المستثمرين في نجاحها سيضاعف من الثقة في الالتزامات الحكومية بتوظيف التمويل الدولي بشكل صحيح في إنشاء كيانات اقتصادية منتجة، وذات جدوى اقتصادية، ويسهم بذلك في زيادة الاستثمارات والدعم المادي والمعنوي للاستثمارات المطروحة في هذا القطاع وغيره من القطاعات الاقتصادية. بالطبع إن إنجاز مجمع لوى للصناعات البلاستيكية سيفتح آفاقا أوسع أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لاستثمار منتجات المجمع في إقامة صناعات تقوم على منتجات المصنع وبالتالي سوف تزيد الاستثمارات في الأنشطة الاقتصادية. نأمل أن تكلل هذه المشروعات بالنجاح، لما سوف تسهم به من إحداث نقلة في الاقتصاد الوطني، وتفتح آفاقا أوسع للاستثمار في القطاعات الإنتاجية والخدمية الهادفة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز ميزان المدفوعات من خلال زيادة التصدير والتبادل التجاري مع دول العالم.