بقلم : علي المطاعني
يبدأ العام الدراسي الجديد هذا العام وسط تحديات كبيرة فرضتها الظروف الإقتصادية والصحية والتي تتطلب التعاطي معها بمسؤولية كبيرة في إدارة العمل في مجال التعليم من كافة الجهات والقائمين على هذا القطاع واولياء الامور والطلبة والطالبات ولتجاوز هذه الصعوبات للنهوض بالعملية التعليمية باعتبارها أهم ركائز النهوض بالمجتمعات وقاطرة التطور والتقدم في البلاد، وعبرها تتحقق الغايات والتطلعات لدي الجميع. فالعمل يد بيد في هذا الشأن من كل من لهم صلة بالعمل التربوي هو فرض عين في مطلق الأحوال.
على ذلك فان ترك تبادل الاتهامات وإلقاء اللوم هو الذي سوف يجعلنا نعبر الظروف المادية والصحية التي تعاني منها السلطنة كغيرها من دول العالم، وليس ذلك بالأمر الصعب على ابناء هذا الوطن العزيز وليس مستحيلا علي العمانيين قاهري الصعاب منذ زمن موغل في القدم، الأمر الذي ندعو معه الجميع إلى التكاتف والتعاضد للمضي بالمسيرة التعليمية إلى غاياتها النبيلة لإعداد أجيال المستقبل.. بلاشك أن الأوضاع الاقتصادية والمالية والصحية الراهنة المتمثلة في تداعيات فيروس كورونا تلقى بظلالها على التعليم كغيره من القطاعات رغم الجهود المبذولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والعمل وفق الإمكانيات المتاحة قدر الإمكان بتوزان لا يخل بجوانب العملية التعليمية بشكل عام، فلا نتوقع طبعاالكمال، ولكن بدء العام الدراسي بالحضور الشخصي بعد انقطاع أكثر من عام والدراسة عبر النظام المدمج نجاح يجب استثماره بكل السبل التي تمكننا من استغلال كافة الإمكانيات المتوفرة لإنجاح العملية التعليمية سواء من كادر المعلمين والمعلمات والتربويين أو من الطلبة والطالبات واولياء الامور.
كل هذه الأطراف عليها مسؤوليات كبيرة في تكامل الأدوار والنهوض بالمسؤوليات لتعليم الأجيال وغرس حب العلم والمعرفة في عقولهم.
فالوزارة عليها أن تعمل ما استطاعت للوفاء بمتطلبات العملية التربوية سواء ببناء المدارس أو استكمال توفير المعلمين والمعلمات وسد النقص في المدارس، وشرح الأوضاع للجهات المعنية في الحكومة كوزارة المالية ومجلس الوزراء وعدم العمل كموظفين وإنما أمناء على العملية التعليمية واستحقاقاتها من كافة الجوانب، ذلك يتطلب من الوزارة والمسؤولين فيها الإجتهاد بغير كلل لرفد التعليم بمتطلباته لاستكمال المرافق والخدمات والبرامج التعليمية.
كل ذلك يلقي على الكوادر التربوية مسؤوليات كبيرة في النهوض بالعمل التربوي وتجاوز عقبات نقص المعلمين وما يواكبه من دمج قسري للطلاب في الفصول وما يشكله ذلك من زيادة من كثافة عددية.. وعلى أولياء الأمور مسؤوليات أكبر في تفهم الأوضاع الإقتصادية والصحية وإنعكاساتها على العملية التعليمية بتكامل مع أدوار المدارس والمعلمين والاسهام في متابعة تحصيل أبناءهم وانتظامهم الحضوري.
بالطبع التحديات ستظل ماثلة يوما بعد الاخر في وسط هذه الظروف لكن تجاوزها ليس مستحيلا أو صعبا إذا توفرت الإرادة القوية من كل الأطراف والعمل بمسؤولية وبروح الفريق الواحد.
نأمل أن تكلل العملية التعليمية بالنجاح وان تعمل كافة الأطراف بمسؤولية في أداء المهام الموكله لها في سبيل الارتقاء بالتعليم في السلطنة إلى ما نتطلع ونصبو اليه، وفي ذات الوقت نزجي عاطر التحايا والتقدير والإمتنان والإحترام للكوادر التعليمة من اساتذة اجلاء وغيرهم واذ هم يضطلعون بهذه المسؤلية التاريخية والأخلاقية والوطنية بهذا المستوى الرفيع.