مول عُمان

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٦/سبتمبر/٢٠٢١ ٠٨:٣٦ ص
مول عُمان

بقلم: علي المطاعني

‏الحديث عن تطوير تجارة التجزئة وإنشاء المجمعات التجارية (المولات) في السلطنة إرتبطت باستثمارات ماجد الفطيم الذي غير مفاهيم التسوق وثقافته من الأسواق المفتوحة المشتتة إلى الأسواق المغلقة المتكاملة التي تتوفر فيها كل متطلبات الإنسان من مواد أساسية وكماليات تحت مظلة واحدة ومكيفة ومريحة، فضلا عن كونها مزارات سياحية تقدم تجربة جيدة في سياحة التسوق في البلاد.

ولعل إفتتاح (مول عُمان) كواحد من أكبر إستثمارات الفطيم في السلطنة لإثراء الحركة التجارية وتوفير متنفسا جديدا تستريح له الأنفس يعد أمرا مهما للغاية ويجب أن يشكر عليه في مطلق الأحوال، الأمر الذي يبعث على الدهشة إزاء أي إنتقاد يهدف للتقليل من شأن هذه الإستثمارات الكبيرة في البلاد بنعتها باوصاف غير لائقة أو التركيز على جزيئات لا تمت للموضوع بصلة.

إن إستثمارات ماجد الفطيم في السلطنة بلغت نحو 800 مليون ريال عُماني، تتمثل في العديد من المراكز التجارية ومحلات التجزئة والمولات ليس في العاصمة مسقط فحسب، وإنما إمتدت حتى الولايات لإثراء تجارب التسوق وإدخال منتجات فريدة لأسواق السلطنة بل هي في الواقع بعض علامات عالمية جديدة إرتبطت بمجموعة ماجد الفطيم مثل غيرها من الأسواق الإقليمية والعالمية.

فاليوم قلما نجد علامة تجارية عالمية في كل المنتجات ليست موجودة في السلطنة، حدث ذلك بفضل إرتباط هذه العلامات بمجموعة الفطيم ‏، الأمر الذي سهل على المتسوقين الكثير من العناء في طلب بعض الماركات من كل المنتجات من الخارج، فضلا عن إيجاد مساحات واسعة للترفيه في كل مولاته لقضاء العوائل لحظات سعيدة تجمع بين التسوق والترفيه حتى السينما إضافة لتناول الوجبات خاصة في عطل نهاية الأسبوع.

ولعل تكريم المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- لماجد الفطيم كأول مستثمر يحظى بالتكريم السامي لدليل على التقدير العالي لاسهاماته في الإستثمار في السلطنة ‏.

فمول عُمان الحاصل على شهادة ليد (Leed) البلاتينية المعتمدة دوليا لمعايير الإستدامة والكفاءة والصحة يضم 350 متجر تجزئة، و50 خيارا من المطاعم والمقاهي على إختلاف المذاقات والنكهات، وحديقة ثلجية بمساجة 800 متر مربع، ومغامرات عالم دينو وايفنت بوكس وغيرها من وسائل الترفيه و15 شاشة سينما وكلها اضافات وفرت خيارات واسعة للمتسوقين ومحبي الترفيه والتسلية في البلاد.

فهذه التحفة المعمارية تشكل إضافة كبيرة لقطاع التسوق الحديث والسياحة والترفيه يضاف إلى إستثمارات ماجد الفطيم بالعاصمة مسقط، وهي مركز مسقط ستي سنتر، والقرم ستي سنتر، بالإضافة إلى استثماراته في مجال المجمعات السياحية المتكاملة مثل الموج ومدينة العرفان وغيرها، فهذه كلها إضافات أسهمت في نقل مسقط إلى مدينة حديثة.

إن الإستثمار في أي دولة ولأي مستثمر لابد من أن تتوفر له مزايا وتسهيلات تهيئ له المجال للإستثمار الآمن، كما أن المستثمر بإمكانه أن يملي على الحكومات ما يجب أن توفره له باعتباره هو الذي سوف يضخ أمواله في تلك الدولة، فمول عُمان وحده بلغت تكلفته 275 مليون ريال.

نأمل أن تكلل هذه الإستثمارات بالتوفيق والنجاح وأن تفتح آفاقا أوسع أمام المستثمرين الجدد عبر رسالة واضحة موجهة لهم تقول بأن هناك المزيد من مجالات الإستثمار في البلاد تتنظرهم، وهناك المزيد من المكاسب سيحصلون عليها عبر باقات رائعة من التسهيلات والإمتيازات من كافة الجهات ذات العلاقة.