بقلم : علي المطاعني
الجهود التي تبذلها (جمعية دار العطاء) في تحقيق أهدافها الخيرية كبيرة ومتعددة، وتهدف إلى تخفيف الأعباء عن الأسر المستحقة للرعاية والاهتمام، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم، فهذه الجمعية التي تعمل بصمت دورها كبير ورديف للجهود الحكومية التي تقوم بها وزارة التنمية الاجتماعية في الإسهام في رعاية الأسر المستحقة من فئة الضمان الاجتماعي والدخل المحدود، فلها أنظمتها المتطورة وبرامجها النوعية في تقديم العون للأسر المعوزة والمتعففة في المجتمع.
ولعل تدشين مبادرة (مسكني مأمني) بتكلفة أكثر من نصف مليون ريال لبناء 11 منزلا وصيانة 40 منزلا للأسر المحتاجة خلال العام الجاري لتضاف لإنجازها ببناء أكثر من 100 منزل وصيانة أكثر 690 منزلا في مختلف محافظات السلطنة دليل على ما تقوم به هذه الجمعية الرائدة، الأمر الذي يتطلب منا جميعا دعم مثل هذه المبادرات النوعية بالإسهام بالتبرع بالطرق الإلكترونية أو عبر حسابات الجمعية لتسريع ما تهدف إليه الجمعية، ولإسعاد عشرات الأسر التي تنتظر بفارغ الصبر بناء منازل لها أو صيانتها.
بلا شك أن ما تضطلع به جمعية دار العطاء من دور محوري وحيوي في العمل الاجتماعي وعبر برامجها الاجتماعية والإنسانية المختلفة تجعل الجميع يقف مشيدا بدورها وتنظيمها وحوكمتها الدقيقة في إدارة العمل التطوعي في السلطنة، وحصولها على شهادتي الأيزو 9001 الخاصة بالجودة وإدارة العمليات في المؤسسة، وشهادة الأيزو 14001 الخاصة بالمحافظة على البيئة، يجعل منها كأفضل جمعية خيرية تعمل وفق أسس دقيقة وبرامج واضحة تهدف إلى تخفيف المعاناة عن شرائح مهمة في المجتمع بطرق علمية وعبر دراسات اجتماعية بالتنسيق مع جميع الجهات المختصة لحالات الأسر المستحقة وكيفية مساعدتها من خلال برامجها المختلفة.
فالجمعية من خلال برامجها الاجتماعية المختلفة البالغ عددها 6 برامج وهي: برنامج رعاية الأسر، وبرنامج رعاية طلبة المدارس، وبرنامج تمكين، وبرنامج القيم الإسلامية، وبرنامج إدارة الكوارث، وبرنامج هيا نقرأ، وفريقا إشراقة أمل وسوا نبني اللذان يعدان تحت مظلة دار العطاء كلها وجميعها برامج لها أهميتها وجدواها لدى الجميع، وتسعى من خلالها الجمعية لإسعاد قلوب المتعففين من أفراد المجتمع، وكل برنامج له أهدافه وغاياته النبيلة، ولطالما قدمت هذه البرامج تبرعات وأعطيات للفئات المستحقة وفق أسس علمية، وبناءً لدراسات اجتماعية دقيقة.
في الواقع العمل التطوعي الذي تضطلع به الجمعية ودورها الملموس في المجتمع يعكس عمليا وميدانيا رسالتها وأهدافها في بلورة العمل الاجتماعي القائم على أسس واضحة وترسيخ صورة ذهنية بالغة الدقة عن الأعمال التطوعية في السلطنة بنحو راق ومتحضر ينم عن الوعي بكيفية تقديم الأعمال الخيرية بدون إيذاء مشاعر المستحقين أو استخدامهم للأعمال الدعائية التي قد تؤذي نفوساً يحيط بها العفاف من كل مكان، وأعمالها تعكس كل ذلك من خلال الإحصائيات والموثوقية التي تزكيها وزارة التنمية الاجتماعية ويشهد لها المجتمع العُماني بأسره.
بالطبع تطلعات الجمعيات ومنها دار العطاء كبيرة، وآمالها في خدمة المستحقين لا حدود لها ، لكن كل ذلك لا يأتي بشكل فردي، وإنما من خلال مشاركة فاعلة من أطياف المجتمع بالتبرع في حسابات الجمعية أو من خلال الرسائل النصية القصيرة عبر الموبايل لترسل ريالا كل شهر تراه، فهذه الصدقات ثوابها عند رب العزة عظيم وجليل سيما في هذا الشهر الفضيل، وكما قال رب العزة في سورة المنافقون: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) صدق الله العظيم.
فالميت رأى الأجر العظيم للصدقات في الدار الآخرة، فتمنى أن يعود للحياة فقط ليتصدق، ولم يسأل عن أي عمل صالح آخر، فالمرء تحت ظل صدقته يوم القيامة.
نأمل أن نساهم جميعا وبقوة في دعم ومؤازرة مبادرة جمعية دار العطاء لبناء وصيانة منازل من هم في قائمة الانتظار الطويلة خلال شهر رمضان المبارك بالتبرع الإلكتروني لندخل البهجة والمسرة لقلوب إخواننا في الله وفي الدين وفي الوطن.