لهذه الأسباب جاء تكريم جلالته لراؤول

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٤/أبريل/٢٠٢١ ٠٨:٢٦ ص
لهذه الأسباب جاء تكريم جلالته لراؤول

بقلم : علي المطاعني

يُعد منح حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله - راؤول رستوشي مدير عام شركة تنمية نفط عُمان ‏وسام التكرم على ما قدمه من أعمال في إدارة شركة تنمية نفط عُمان ، يُعد خطوة مهمة وتقديرا للجهود التي بذلها في إدارة الشركة طوال سنوات عمله ، وما قدمه من خدمات جليلة عبر تبنيه الكثير من المبادرات ذات القيمة المضافة والأعمال التي تخدم المجتمع وإظهار مسؤوليات الشركة الإجتماعية ودورها في تعزيز البناء الداخلي من خلال الحفاظ على حقوق الموظفين والدفاع عنها قدر المستطاع وبناء منظومة للإتصال الداخلي مباشرة مع الموظفين أسهمت في تجسير الفجوة بين الإدارة والعاملين ‏، فمثل هذه الشخصيات و إسهاماتها الملموسة وغير الملموسة لابد أن تُحظى بالتكريم تقديرا لها وتحفيزا لغيرها للسير على ذات طريق العمل الوطني .

بلاشك أن التكريم السلطاني لايحظي به إلا من ترك بصمات واضحة في مجالات العمل الوطني ، وأسهم في رفعة البلاد في مجال عمله وفق أسس دقيقة وواضحة من أعلى المستويات ، فالشكر والتقدير لمثل هذه القيادات التي عملت أكثر من المواطنين أنفسهم وأسهمت بلا كلل أو ملل في الإرتقاء بالعمل في مجال مازال من أهم المجالات التنموية و الاقتصادية ويشكل الدخل الاساسي للدولة ، لذلك فإن تقدير هذا الجهد نراه واجبا مستحقا على كل الاصعدة و المستويات .

وعلى الرغم أنني أعرف عنه القليل إلا أنه من الإنصاف أن نخط بعض الكلمات عنه كنموذج للقيادات التي يسبق عملها قولها ، بل أن له رصيدا كبيرا في الشركة سيفتقده العاملون بها عبر دماثة خلقة وحسن أسلوبه وتواضعه الذي يخجل الآخرين ، كما أن سماته الشخصية تجبر كل من تعامل معه للإنحناء له تقديرا ، وميزة إصغائه للآخرين جعلت البعض يعتقد بأنه ربما لايسمع ، العكس هو الصحيح بالطبع كل ما هناك هو إنه لايقاطع من يتحدث إليه ، مضافا لذلك صوته الخافت يشير إلى عظيم أخلاقة التي جعلت الجميع يلتف حوله حبا وتقديرا له ..لقد حققت الشركة تحت قيادته في عقد من الزمن إنجازات تفوق تلك التي حققتها طوال خمسة عقود ، لقد إنتبه المجتمع لبصمات الشركة في هذا العقد من خلال تجسيده الرائع لبرامج المسؤولية الإجتماعية وخدمة المجتمع التي كانت على ما يبدو شغله الشاغل في رفد كل الجهود الوطنية لتعزيز الخدمات العامة وبناء منظومة القيمة المضافة ليس في الشركة فحسب وإنما في السلطنة من خلال ترسيخها كأداة ومفهوم في البلاد تقيم على ضوءها الدور الإجتماعي للشركات والجهات ، ووظف قدرات وإمكانيات الشركة ‏في خدمة الوطن والمواطن ، فلا يكاد نجد جهة من الجهات الحكومية أو جمعية من مؤسسات المجتمع المدني ولا محافظة من محافطات السلطنة لم تستفد من برامج الإستثمار الإجتماعي لهذه الشركة ، و لم يدخر جهدا للوصول إلى كل شبر بالسلطنة ليطلع بنفسه على هذا المشروع أو ذاك في سبيل خدمة شريحة من المواطنين المستهدفين من خدمات الشركة الإجتماعية ، كما أسهمت شخصيته في بناء سمعة وصورة ذهنية طيبة إرتبطت بها الشركة في بلورة إسهاماتها في كل الميادين ..كما لم يبخل في تسخير طاقات الشركة وإمكاناتها وكوادرها المؤهلة في تقديم خدمات للحكومة في إطار برامج التغيير والتحديث التي تشهدها بعض أجهزة الدولة كبرنامج (تنفيذ)سابقا، والمبادرات الوطنية من خلال إنتداب الموظفين لمدد غير محدودة وتتحمل الشركة مرتباتهم كاملة إيمانا منه بأن تسخير إمكانيات وخبرات الشركه للارتقاء بهذا الوطن من أجل مهامه الوظيفية ، وإيمانا منه بأهمية رفد الجهود الحكومية وتمكينها من آداء دورها و الإسهام بدفع بحركة التغيير والتطوير..لقد تبنئ راؤول اسلوب (لين) في إدارته لمواكبت متطلبات التغير و التحسين اداء الشركه؛ الذي صصم لتأهيل جيل عماني قادر على مواكبت التغيرات وتحديات والتكيف معها في كل المجالات والميادين وكذلك تبنى برامج الإحلال في الشركة أو إلزام المقاولين بنسب التعمين والإحلال أو من خلال مبادرات توطين فرص العمل التي تتوفر لها كوادر وطنية ، أو دعم مبادرات الإحلال في مجالات ‏أخرى غير قطاعي النفط والغاز ، فكان قلبه وفكره ويده مبسوطة للجميع في كل ما من شانه خدمة الوطن والمواطن .

كما لم يغب عن بال الرجل مفهوم الحفاظ على البيئة وأهمية تكريسه عمليا عبر الحد من التلوث ليس في برامج الشركة فقط وإنما في السلطنة كلها داعما لكل مبادرات أو برامج تهدف للحفاظ على البيئة المحلية من التلوث والمحافظة على الموارد الطبيعية ، ويضع كل الإشتراطات على إدارته وشركات المقاولة لتتبنى كل المبادرات الداعمة للبيئة إيمانا منه بأن ذلك هو الإستثمار الأكبر والأهم في الحفاظ على التوازن الطبيعي.

وشهدت فترة راوؤل طفرة في الإستثمار المحلي بمناطق الإمتياز النفطية عبر تمكين الشركات من تولي مسؤوليات الخدمات المساندة لقطاع النفط والغاز وأسهم في إنشاء خمس شركات إستثمار محلية كبرى في مناطق الإمتياز زودتها الشركة بالأموال وعززتها بالمناقصات المليونية بهدف إنشاء شركات محلية تسهم في إستيعاب أبناء المناطق كمساهمين فيها وعاملين بها ، وأولى تلك الشركات جل إهتمامه وتابع إنشاءها خطوة بخطوة من خلال عائد القيمة المضافة الذي أسس الشركات المحلية وأضحت اليوم قادرة على خوض غمار المنافسة دوليا.

ومن الصعب حصر ما أنجزته هذه الشخصية للسلطنة وللشركة في هذه العجالة ، لقد كان مرنا والحق يقال في التعاطي مع إنحفاض أسعار النفط إلى مستويات متدنية ومنفذا لخطط الحكومة في إنشاء شركة جديدة لإدارة أصول الدولة في هذا القطاع وتخفيف الضغط على الموازنة العامة للدولة فضلا عن تبنيه للطاقة النظيفة كأسلوب حياة من الممكن ترسيخه في السلطنة من خلال إيجاد وحدات تعمل وتستثمر وتبحث عن مصادر الطاقة المتجددة وتوظفها بنحو أفضل لتغدو رديفا لقطاع النفط والغاز.

نأمل أن نكون قد أوفينا هذه الشخصية حقها وكرمناها كما ينبغي وكما تستحق ، فهو مواطن عُماني حتى النخاع بعد أن عشق تراب هذا الوطن وقدم كل جهده وفكره وطاقته لخدمته ، فهاهو الوطن يبادله حبا بحب وأعزازا بإعزاز ، نتمنى له حياة رغدة وسعيدة وإقامة طيبة في هذا الوطن، وأن يواصل تقديم رحيق فكره النير في هذه الفترة العصيبة والإستثنائية في تاريخ الوطن الحديث .