بقلم : علي المطاعني
التوفيق بين ضبط الإنفاق وانعكاساته على مكانة الدولة المالية والحد من الإنكماش الإقتصادي وانعكاساته على الإقتصاد الوطني مسألة دقيقة للغاية، إذ يصعب التوفيق بين متناقضين إلى حد ما كأمر بديهي، وهو ما تحرص عليه حكومة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله - إزاء كيفية الموائمة بين الأمرين بما يحقق التوازن المنشود بينهما بدون تأثيرات على كل منهما بدرجة كبيرة، بحيث لا تؤثر على مسار الخطط الموضوعة الماضية نحو تحقيق هذا الهدف، و في ذات الوقت تتلافي الركود الإقتصادي وتداعياته على الإقتصاد ومن ثم على المجتمع، فمن هذا المنطلق جاء برنامج التحفيز الإقتصادي كحل وسط يحافظ على كفتي الميزان بدون أن يطغى أحدهما على الآخر، ومن خلال إيجاد حلول بديلة قد تقلل من الإيرادات من زاوية لكنها تحفز الزخم الإقتصادي من زاوية أخرى، ويما يعود أثره على زيادة الإيرادات وتنامي المردود الإقتصادي، الأمر الذي يبعث على الإرتياح لهذه الخطوات التي تعمل لتحقيق التوافق بين رغبة الحكومة في الخروج من مأزق التازم المالي والعجوزات المتتالية وتراكم الديون، وبين تقليل إنعكاساته على الأنشطة الاقتصادية.
بلاشك أن الوضع الإقتصادي الذي يعيشه العالم ونحن جزء لا يتجزأ منه، وتعاني دول العالم مخاضات صعبة جراء هذا الوضع وإنعكاسات الوضع الصحي الناتج عن تأثيرات فيروس كورونا اسهما في تفاقم الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية ووجدت الحكومة نفسها في حال لا تُحسد عليه، وكان عليها البحث الدؤوب عن حلولا عملية وسط ركام الأزمات المالية والإقتصادية، فمن الطبيعي أن نشهد تأثيرات وترتفع تبعا لذلك الأصوات المنادية بتخفيف الأعباء والإلتزامات وإيجاد الحلول للخروج من الوضع بأقل الخسائر الممكنة، في المقابل السعي للمحافظة على المكانة المالية للدولة، فكلا الأمرين أحلاهما مر كما يقال، ومع هذا لا مفر من التعامل الإيجابي مع هذا الوضع المأزوم.
وفي خضم كل ذلك يأتي برنامج التحفيز الإقتصادي بمحاوره الخمسة كعلاج لإلتزامات الدولة المالية وكدواء مر مذاقه غير إنه ناجع للأزمات الاقتصادية المتتالية، ليخرج الجميع من الأزمة منتصرين بإذن الله وبتوافق الجميع وتضافر الجهود وتضحيات من كل الأطراف ونكران للذات محمود ومشكور من الكل إلى أن يأذن الله بإنفراج الأزمة.
فالأوضاع الإقتصادية والمالية واضحة ومسموع أنينها، ولكل وجه نظر في كيفية التعاطي مع المشهد، وقد تختلف وجهات النظر ما بين هذا وذاك، ولكن في مطلق الأحوال يبقى الهدف واحد ومحدد ومعروف شكلة ووزنه وحجمه.
بالطبع التحديات في كلا الجانبين نراها ماثلة وتبقى المهارة والذكاء يتمحور في وحول كيفية الخلط والمزج بين المتناقضين لنوجد بعد ذلك مسار واحد قادر على إيصالنا لبر الأمان بعد رحلة إبحار وسط أمواج عاتية وقادرة على إبتلاع كل شيء يطفو على سطحها، وهذا هو عينه ما يحدث الآن على أرض الواقع عبر برامج التحفيز الاقتصادي المشار إليه.
نأمل أن يعمل البرنامجين بتوافق يهدف إلى نجاحهما معهما وليحققا أهدافها معا، ولما فيه مصلح الوطن والمواطن معا.