مسقط - الشبيبة
بقلم : عيسى المسعودي
للأسف يجب ان نصارح انفسنا ونعترف نحن افراد المجتمع اننا فشلنا في التصدي وكسب الرهان في الحد من انتشار فيروس كورونا بيننا حيث عادت وللاسف وزارة الصحة تسجيل عشرات الوفيات ومئات الاصابات يوميا وفي مختلف المحافظات مما يعني اننا رجعنا الى نقطة الصفر والى الشعور بالخوف من زيادة هذه الاحصائيات بعد ان سمعنا وشاهدنا اقارب لنا واصدقاء واحبابا بعض منهم اصيبوا وبعض منهم فارقوا الحياة بسبب هذا الوباء الخطير لذلك علينا ان نحاسب انفسنا جميعا دون استثناء وان نراجع تصرفاتنا وامورنا واسلوب حياتنا وان نبدي تعاونا اكبر مع المؤسسات المعنية في تنفيذ التعليمات والاشتراطات والتي من اهمها الحرص على تنفيذ التباعد الجسدي ولبس الكمامات وغسل اليدين باستمرار والتوقف عن اي تجمعات او زيارات عائلية او غير ها من هذه الامور حتى نستطيع الحد من انتشار هذا الفيروس في مجتمعنا ويعود الهدوء والاستقرار الى حياتنا فالوضع الحالي مخيف جدا واذا لم نتعاون ونلتزم فالنتيجة معروفة وهي خسارة المزيد من الارواح وفقدان الاحباب وتوقف القطاع الصحي عن العمل وبالتالي فقدان السيطرة على هذا الوباء.
إننا لانبالغ في هذه الفترة اذا تحدثنا بهذا الاسلوب وبهذه الكلمات القاسية فالمشاهد في المستشفيات وفي المقابر وفي البيوت التي فقدت الاحباب والاعزاء تجعلنا نقول ذلك واكثر حتى يعود الناس الي الواقع والى عدم الاستهتار في كيفية التعامل مع هذا الفيروس الخطير فلا يعقل اليوم ونحن نتابع الاحصائيات لازلنا نواصل التجمعات والذهاب الي الشواطئ والي تنظيم اللقاءات الجماعية دون الاخذ بأهمية التباعد او الالتزام بالاشتراطات فالجميع من مواطنين ومقيمين مسؤولين ومطالبين في التعاون مع الجهات المعنية في الحد من انتشار فيروس كورونا ولعلنا اصبحنا نتابع يومياً القصص المؤلمة التي يرويها العاملون في القطاع الصحي كنوع من التوعية بالخطر حيث تذهب العديد من الارواح نتيجة هذا الاستهتار وعدم الالتزام لذلك علينا جميعا تحمل المسؤولية والعودة الى الالتزام بالاشتراطات الصحية فالحكومة والمؤسسات المعنية لن تستطيع الحد من خطورة هذا الفيروس اذا لم يكن هناك تعاون والتزام من المجتمع فالجميع مطالب بالقيام بدوره وبمسؤوليته تجاه نفسه وعائلته ومجتمعه ويكفينا ما شاهدناه خلال الفترة الماضية فهذا الفيروس لايعرف كبيرا ولاصغيرا ولا مسؤولا او شخصية عادية ولايعرف امرأة او رجل ولايعرف شاب في مكتمل العمر او رجل عجوز الجميع في دائرة الخطر ولقد تابعنا خلال الايام الماضية عدد الوفيات والذين لايزالون في المستشفيات وفي العناية المركزة فرفقاً بانفسكم وباحبابكم واحرصوا على تنفيذ الاشتراطات والالتزام بالتباعد الجسدي ولبس الكمامة وغسل اليدين حتى ننجح في التصدي والحد من انتشار هذا الفيروس المرعب.
لقد ذكرت الحكومة متمثلة في اللجنة العليا للحد من انتشار فيروس كورونا اننا كمجتمع علينا التعايش مع هذا الفيروس لانه من المتوقع ان يستمر لفترة طويلة معنا ولقد تم توضيح كافة الامور وشرح مفهوم التعايش وكيف يمكن تطبيقه على ارض الواقع ولكن للاسف مجموعة كبيرة من افراد المجتمع سواء كانوا مواطنين وللاسف هم الاغلبية او مقيمين فهموا وفسروا كلمة التعايش بشكل خطاً وانطلقوا في الحياة بدون مبالاة او حرص وبدون التزام لذلك شاهدنا ارقام الوفيات والاصابات ترتفع فكلمة التعايش لاتعني الاستهتار ولاتعني عدم التقيد وانما اننا علينا العودة الي حياتنا بالتدرج وبشكل مختلف تماماً عن السابق فكما نريد الحياة ان تستمر ونريد الانشطة الاقتصادية وغيرها ان تستمر بشكل صحيح علينا الحرص على الالتزام وتنفيذ الاشتراطات الصحية فالحياة قبل كورونا بالتأكيد ليست كما بعد كورونا فهناك اختلاف في الممارسات والعادات وغيرها من الامور حيث اننا نمر بوقت صعب ومخيف عليناً جميعاً ولقد خسرنا احبابنا واصدقائنا خلال الايام الماضية ويجب ان نتعاون في الحد من هذه الحسائر المؤلمة من خلال التزامنا وعدم استهتارنا في التعامل مع فيروس كورونا فاليوم ليس وقت الترفيه والتجمعات على الشواطئ وفي المزارع او التجمعات الاسرية فالروح امانة ويجب المحافظة عليها وعدم الوقوع في التهلكة فالجميع مسؤول مسؤولية مباشرة عن تصرفاته وعن حماية نفسة وعائلتة والرسالة المهمة هذه الايام اوقفوا التجمعات والزيارات العائلية وفي المقابل علينا التقيد التام بالالتزامات و بالاشترطات الصحية التي اصبحنا نعرفها جميعاً حتى نعبر هذه المرحلة باقل الخسائر أن شاء الله .
وكما هي رسالتنا الي افراد المجتمع بالالتزام بالاشتراطات المطلوبة فالرسالة الثانية موجهة الي المؤسسات الحكومية المعنية بتطبيق قرارات اللجنة العليا فلايعقل مثلا تطبيق منع التجمعات في المقابر اثناء دفن الموتى وفي نفس الوقت ترك الامور بدون رقيب على تجمعات الشواطئ والمزارع وغيرها من المواقع فهذا غير مقبول خاصة في الفترة المقبلة علينا التعاون جميعاً كمؤسسات حكومية وافراد في القيام بكل ماهو ممكن للحد من انتشار هذا الوباء وتحمل المسؤولية واتخاذ الاجراءات والقرارات الصائبة التي تحمي المجتمع وفي نفس الوقت تجعلنا نتعايش في سلام وآمان وهذا لن يتحقق الان من خلال تحمل الجميع مسؤولياته دون استثناء و التعاون بشكل أكبر بين كل الاطراف لعودة الاستقرار والامان في كل ربوع عمان.