مسقط –
خمسة حوادث مرورية مرة واحدة شغلت غرفة طوارئ مستشفى خولة صبيحة يوم عيد الفطر السعيد الذي لم تصل سعادته للجميع على ما يبدو، إصابات وعائلات مكلومة توزعت في أروقة المشفى تندب حظاً حرمها من فرحة العيد وحولها لحزن بعضه سيبقى لسنوات طويلة مقبلة. آباء وأمهات وأخوة وأخوات بدأن عيدهن بذرف الدموع بدلاً من توزيع الحلوى واستقبال المهنئين، مشاهد من الصعب أن تزول من الذاكرة بسهولة، ولكن السؤال هنا، هل من تسبب في هذه الحوادث يعرف حجم الحزن الذي كان سبباً فيه لهذه العائلات المفجوعة بفلذات أكبادها أو أرباب أُسرها؟ هل كان يعي أن تهوره وقيادته الطائشة جعلت من هؤلاء الأبرياء ضحايا ترقد في أروقة المشافي بدلاً من أن تتزين للعيد.
اختبار الأمر عملياً ليس بالأمر الهين حقيقة، وربما علينا أن نرسل هؤلاء المستهترين بحياة الآخرين ليقفوا وجهاً لوجه أمام نتائج أعمالهم وسلوكياتهم غير المسؤولة، ربما على المحاكم المعنية بقضايا المخالفات المرورية أن تضيف إلى قائمة عقوباتها الرادعة لمثل هذه الحالات نوعاً من الخدمة الاجتماعية في مراكز الطوارئ، نعتقد جازمين أن 24 ساعة في أحد هذه المراكز لهؤلاء الذين ما زالوا يستخدمون هواتفهم أثناء القيادة أو يتجاوزون حدود السرعة المسموحة، قد يكون كفيلاً بإيقاظ حس المسؤولية في دواخلهم عندما يرون وجهاً لوجه ما قد يكونون سبباً فيه في يوم من الأيام، لأنفسهم أو للآخرين، تجربة جديرة بالتطبيق والمتابعة لقياس نتائجها التي نعتقد أنها ستكون إيجابية، فنحن بذلك نعطي فرصة لهؤلاء لاختبار ما قد يحصل فيما لو استمروا في تهورهم وقيادتهم بذات الطريقة التي سيتعرفون في غرف الطوارئ على نتائجها الحتمية إن لم يكن اليوم فغداً من كل بد.