محمد الرواس يكتب:نحو تربية صالحة

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٥/يناير/٢٠٢٣ ٠٩:٢٥ ص
محمد الرواس يكتب:نحو تربية صالحة
محمد الرواس

بقلم :محمد الرواس 

لنتفق في بداية حديثنا أن في حياة المجتمعات البشرية منذ أن أوجدها الله على الأرض ثوابت غير قابلة للتنازل على رأسها الدين والقيم والمبادئ والأخلاق ، فموازين الأخلاق متى ما كانت ثابتة في المجتمعات ولا تفاوض فيها ظل المجتمع متماسكاً وظلت الأسرة التي هي عمود المجتمع راسخة صلبة، ففي الحياة هناك قانون القيم والأخلاق والمبادئ ثابت بالمجتمعات الأصيلة لا يرضى له الدين والمنطق أن يختل ، ومتى ما اختل خسر المجتمع ثوابته وبدأ بالتنازل تدريجياً عن عقيدته وتقاليده.

ومن هذا المنطلق أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه - خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء الموقر بالثالث من يناير ٢٠٢٣م في احد اهم محاور توجيهاته السامية على أهمية ترسيخ المبادئ والقيم العُمانية الأصيلة المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف ، ولقد جاء ذلك حرصاً من الأب المعلم ليضع العنوان الأكبر للأسرة كي تأخذ بأيدي أبنائها نحو تربية صالحة في خضم التطورات الحاصلة على الساحة الدولية الحاصلة بها تقلبات وتذبذبات تعاني منها المجتمعات والشعوب بشكل غير مسبوق ، ولقد كان لتخصيصه -حفظه الله- لمحور التمسك بالمبادئ والقيم والأسرة والمجتمع خلال توجيهاته انما جاء ذلك سيراً على نهج ودأب أولياء الأمور الصالحين الذين يركزون على تنمية مجتمعاتهم ويتعهدونها بالنصح والتوجيه مما يسهم في بناء قدراتها و توعية أبنائها لكي يؤدون اعمالهم بفاعلية واتقان ويدعوهم الى اكتسابهم الالتزام بالثوابت قبل المهارات التي بدورها تنعكس على نجاحهم ونجاح مؤسسات الدولة، مما يعود على المجتمع بمظاهر الانضباط الفردي والجماعي فيسعى المجتمع الى محاسن الاعمال وينعكس ذلك بلا شك بنتائجه على استقرار الوطن والمواطن.

جميعنا يدرك مدى أهمية غرس القيم والمبادئ والعناية بالمجتمع وما أوصى به ديننا الإسلامي الحنيف وحث عليه المولى - عز وجل - بالذكر الحكيم وما جاءت به سنة نبينا الرسول الكريم - عليه افضل الصلاة والسلام - من تعظيم ذلك والحرص على عدم الانحراف عن جادة الصواب ، واليوم أصبحت الحاجة ملحة أكثر من اي وقت مضى للعناية بهذه القيم الأخلاقية والمبادي العُمانية الأصيلة وبما يكمن فيها من خصائص ومميزات تساعد على إيجاد توازن لتنظم حياتنا، فهي تحفظ الأمن بالمجتمع، وتدفع عنه الشرور ، هذا بالإضافة الى انها أعظم تأثيراً من القوانين والعقوبات، فالقيم المتأصلة بالمجتمع تمتلك القدرة لمنع كل ما يخالف الشرع والدين اللذين هما أساس قيام المجتمعات ومن اجلهما قامت الحياة.

ختاماً إن أهمية ترسيخ القيم والمبادئ تكمن في جعل المجتمع متواصلا متآلفا، ومحفزا لبيئة العمل الصالح، وتربط المجتمع وتوجهه الاتجاه الصحيح مما يزيد التفاعل الإيجابي بين أبناء الوطن الواحد.