العمانية - الشبيبة
يُعد أطفال ذوي "اضطراب طيف التوحد" كباقي الأطفال وما يمرّون به ما هو إلا اضطراب نمائي عصبي يظهر خلال مرحلة مبكرة ويستمر طول حياة الشخص، يؤدي إلى قصور في مهارات التواصل الاجتماعي مع وجود اهتمامات مقيّدة وسلوكيات نمطية تكرارية، والكثير من الدراسات والبحوث العالمية والمحلية أثبتت أن السبب الحقيقي لاضطراب طيف التوحد: بيئي وراثي اجتماعي ونفسي.
وقالت شنونة بنت سالم الحبسية المديرة المساعدة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم: "سلطنة عُمان تولي اهتماماً بالغاً وتسعى إلى توفير رعاية ودعم بشتّى الوسائل المتاحة لتشخيص حالات الطلبة من ذوي اضطراب طيف التوحد، ويتجلّى ذلك في إطار التعاون القائم بين وزارتي التربية والتعليم والتنمية الاجتماعية، حيث يتم التشخيص عن طريق تقديم رسالة من ولي الأمر بطلب التشخيص موضحًا الحالة، مع ضرورة إرفاق تقرير طبي، وبعدها يتم دراسة الطلب من قبل المختصين بقسم التشخيص، وبخطاب رسمي يتم تحويل الحالة إلى مركز "أمان" التابع لوزارة التنمية الاجتماعية، ثم يقوم المركز بالتواصل هاتفيّاً مع أولياء الأمور؛ لتحديد موعد التشخيص، ويتم التقييم من قبل فريق مشترك من الوزارتين ويتكون من خمسة أخصائيين مختصين في المجالات التالية: ( تربية خاصة، تشخيص، العلاج الوظيفي، العلاج الطبيعي، النطق والتخاطب ) ".
وأضافت لوكالة الأنباء العُمانية: "إن آلية التعامل مع الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد تكمن في دمجهم مع أقرانهم العاديين مع وجود مختص بينهم؛ للوقوف وتقييم مدى تناسب قدراتهم واستفادتهم من الخدمات والبرامج التعليمية المقدمة من قبل وزارة التربية والتعليم، وبالأخص المديرية العامة للتربية الخاصة والتعليم المستمر ".
وأشارت إلى أن التعليم حقٌّ أساسي من حقوق الإنسان، ولبنة أساسية في مسار تحقيق التنمية المستدامة في سلطنة عُمان؛ لذلك تم استحداث مديرية متخصصة لتجويد الخدمات التعليمية للأطفال ذوي الإعاقة والموهوبين والتعلم المستمر في وزارة التربية والتعليم باسم "المديرية العامة للتربية الخاصة والتعلم المستمر"، التي تقوم بإعداد برامج وأنشطة لكل فئات التربية الخاصة وفق احتياجات كل فئة من هذه الفئات.
وأكدت الحبسية بأن وزارة التربية والتعليم سعت لدمج طلبة ذوي اضطراب طيف التوحد في مدارس التعليم الأساسي لتقديم الخدمة التعليمية التي تتضمن آليات تطبيق برنامج "الدمج الكلي"، بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية والجمعية العُمانية للتوحد.
وذكرت بأن آخر الإحصائيات للمصابين باضطراب طيف التوحد تبيّن -بحسب تحديث شهر أكتوبر الجاري- أنه بلغ عددهم (666) طالبًا وطالبة، متوزعين على جميع محافظات سلطنة عُمان، حيث بلغ عددهم في محافظة مسقط (205)، ومحافظة ظفار (39)، ومحافظة مسندم (3)، ومحافظة البريمي (8)، ومحافظة الداخلية (49)، ومحافظة شمال الباطنة (171)، ومحافظة جنوب الباطنة (84)، ومحافظة جنوب الشرقية (36)، ومحافظة شمال الشرقية (25)، ومحافظة الظاهرة (45)، ومحافظة الوسطى (1).
وبيّنت الحبسية أن المجتمع العُماني أصبح يعي الكثير بمنظومة اضطراب طيف التوحد، والوزارة تبذل دوراً كبيراً، متمثلة بتقديم البرامج والإشراف التربوي، والعناية الخاصة والتقويم التربوي، وأيضاً دائرة التشخيص ورعاية الموهوبين التي تقوم بإعداد برامج التربية الخاصة والاحتياجات والإرشاد لذوي النطق والتخاطب، والأنشطة المتعلقة بذوي اضطراب طيف التوحد.
كما تقوم وزارة التربية والتعليم بتوظيف الذكاء الاصطناعي في تعليم فئات ذوي الإعاقة ضمن المشروعات المقترحة، وتجهيز قاعة تكامل حسّي للطلبة ضمن المشاريع المقترحة للدعم من القطاع الخاص، ومقترح لبرنامج تدريبي لمعلمي التربية الخاصة القائمين على تدريس ذوي اضطراب طيف التوحد في مدارس التعليم الأساسي بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية، ربط الملف الإلكتروني لذوي الإعاقة التابع لوزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم، الذي ينص على إيجاد ملف شامل لكل فرد من ذوي الإعاقة.