قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الاثنين ٠٧/نوفمبر/٢٠٢٢ ٠٩:٢٣ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية

 تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلقة بأزمة الطاقة العالمية وإسهامات نظم الزراعة التقليدية في تعزيز الأمن الغذائي بالإضافة إلى أهمية النزاهة على المستوى الشخصي والوطني.

فصحيفة "ديلي صباح" التركية نشرت مقالًا بعنوان: "2023 هو عام أزمة الطاقة الحقيقية" بقلم الكاتب "كريم ألكين" وضح فيه أنه في الوقت الذي سيتم اجتياز خريف عام 2022 بطريقة أو أخرى، فإن أزمات الطاقة الرئيسة ستحدث في خريف عام 2023 وشتاء عام 2024 كما يقول الخبراء.

ويرى الكاتب أن هناك بعض التفاصيل المهمة التي تميز أزمة الطاقة العالمية تمامًا عن أزمات النفط في السبعينات وتجعلها أخطر أزمة طاقة واجهها العالم الحديث.

وقال إن في معادلة أزمة الطاقة العالمية الحالية، كان التعامل ليس فقط مع النفط ولكن أيضًا مع الغاز الطبيعي. وأضاف أن أزمة الطاقة هذه المرة هي أيضًا أزمة تحول الطاقة ويرجع ذلك إلى أن البلدان التي أصرت على حل عملية التضخم المرتفعة الناجمة عن أسعار الطاقة والغذاء العالمية مع ارتفاع معدلات سياسة البنك المركزي قد تسببت أيضًا في حدوث زيادات خطيرة في تكاليف الائتمان. لذلك، أصبحت تكاليف الاستثمارات المهمة في مجال الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة المائية أكثر تكلفة. ومع ذلك، بيّن الكاتب أن أزمة الطاقة العالمية المستمرة تؤكد مرة أخرى على مدى أهمية قيام الاقتصادات الرائدة في العالم بتسريع انتقالها إلى الطاقة المتجددة وتحول الطاقة الخضراء.

وفي وجهة نظر الكاتب ولسوء الحظ فإن كلًّا من انتقال الطاقة الخضراء وأهداف التنمية المستدامة العالمية معرضة للخطر بسبب الاقتصاديين الذين يصرون على السياسات النيوليبرالية، والبنوك المركزية والإدارات الاقتصادية التي تدعمها.

وحول العناصر الأخرى التي تميز أزمة الطاقة الحالية، قال الكاتب: "مع الأخذ في الاعتبار أن أزمة النفط في السبعينات كانت أزمة أسعار، فإن أزمة الطاقة العالمية الحالية هي أزمة إمداد إقليمية وعالمية تتجاوز السعر. وفي الواقع، أدت أزمة الإمداد التي تعمقت بسبب الحرب الروسية الأوكرانية إلى زيادة تعقيد إنتاج وتوزيع النفط والغاز الطبيعي والفحم.

وبين أن هناك مشكلة أخرى محفوفة بالمخاطر بالنسبة لجميع القارات تقريبًا وهي الطاقة المائية حيث شكلت مشكلة الجفاف، التي ازداد تأثيرها بسبب تغير المناخ العالمي، تهديدًا كبيرًا لقدرة الطاقة الكهرومائية في أوروبا حتى إنها أثرت على تبريد محطات الطاقة النووية منذ بداية الصيف الماضي.

من جانبها، ترى الكاتبة "ليليتي جيسور" أن نظم الزراعة التقليدية هي المفتاح لتعزيز الأمن الغذائي". وقالت في مقالها الذي نشرته صحيفة "ستاندرد الكينية" أنه على مر السنين، اعتمدت المجتمعات على التقنيات الزراعية الحديثة مثل استخدام الآلات والكيماويات الزراعية وقد أدى ذلك إلى انخفاض تكاليف الإنتاج وزيادة نتائج الزراعة والكفاءة العامة للأنشطة الزراعية.

وفي وجهة نظر الكاتبة، يكمن التناقض في أنه بينما تعالج الممارسات الزراعية الحديثة قضايا الأمن الغذائي على المدى القصير، يشير الخبراء إلى أن الممارسات قد أسهمت أيضًا بشكل كبير في النتائج غير المقصودة لنظامنا الغذائي الحالي.

ووضحت أن الاستخدام المفرط للكيماويات الزراعية، على سبيل المثال، أدى إلى فقدان الموائل وتآكل التربة وانخفاض خصوبة الأرض والتلوث من الجريان السطحي الكيميائي، من بين أمور أخرى.

وأشارت إلى أنه على الرغم من هذه التحديات، تقدر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أنه بحلول عام 2050، ستحتاج الزراعة إلى إنتاج ما يقرب من 50 بالمائة من الغذاء وعلف الماشية والوقود الحيوي مقارنة بما كانت عليه في عام 2012 لتلبية الطلب العالمي والبقاء على المسار الصحيح لتحقيق القضاء على الجوع بحلول عام 2030.

وبينت أنه في حين أن هناك حاجة إلى المزيد من الغذاء لإطعام السكان الذين يتزايد عددهم باستمرار، إلا أن هناك حاجة ملحة لإحداث نقلة نوعية للحفاظ على التوازن بين الأرض والنظام البيئي.

وقالت إنه وفقًا لتقرير صادر عن المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية "تشاتم هاوس" حول تأثيرات النظام الغذائي على فقدان التنوع البيولوجي، فإن نظام الغذاء العالمي هو المحرك الأساس لفقدان التنوع البيولوجي حيث تشكل الزراعة وحدها تهديدًا لـ 24000 نوع من بين 28000 نوع.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "نيو ستريتز تايمز" مقالًا حول أهمية النزاهة على المستوى الشخصي والوطني بقلم الكاتب: "شنكر سانثيرام"واستهل الكاتب مقاله بالحديث عن وصف كلمة "نزاهة" التي تصف عواطف لا حصر لها حيث تستخدم لجذب الانتباه إلى السلوك الأخلاقي والصدق والجدارة بالثقة، مبينًا أن النزاهة تتعلق بفعل الشيء الصحيح بغض النظر عن الظروف. ويرى الكاتب أن الأشخاص الذين يتصرفون بدون نزاهة يميلون إلى القول إن العالم تنافسي للغاية وبالتالي من أجل المضي قُدمًا، لم يكن لديهم خيار سوى التصرف دون الالتفات إلى أخلاقيات أفعالهم.

وقال في هذا الجانب: "بالطبع، يعد العالم مكانًا قويًّا ويلعب التفكير التكتيكي دورًا حاسمًا في ضمان قدرتك على الحركة الصاعدة، وأنك تحقق النجاح في كل ما تريد. لكن ألا يجب أن تلتزم بمعايير معينة للنزاهة في جميع الأوقات؟ "وشدد الكاتب على ضرورة التزام القادة ورواد الأعمال بمستوى أعلى بكثير من النزاهة من الآخرين إذ يؤدي الافتقار إلى النزاهة إلى عدم الثقة. وأكد أيضًا على ضرورة أن يتصرف الأفراد بنزاهة وأن يطلبوا من الأشخاص المحاطين بهم فعل الشيء نفسه لأن هذا الأمر لن ينعكس على تقدمهم الشخصي فحسب، بل سيسهم في ازدهار مؤسساتهم ومجتمعاتهم وأوطانهم.