محــاولة تنفـــس!

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٣/أبريل/٢٠١٦ ٠١:٠١ ص
محــاولة تنفـــس!

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

سأتجاوز المنكدات، على أنواعها، وأبقي على طاقتي من التفاؤل.. وأثق في مخزونها، السطحي والجوفي، للمزيد من التفاؤل، مدعيا أنني لن أتشاءم أبدا.. أبداا.

لن أفكر في تلك المسألة السطحية جدا، كيف تعيش ولاية بجوار بحيرة مائية كبيرة وتقوم الحكومة بتحلية البحر من أجل سكانها!!

ذلك تفصيل هامشي، مجرد سوء فهم لديّ لخطط الحكومة، ونظرة المسؤولين الثاقبة.. ولن أصدّق نفسي أنهم يسيئون للمنجز الذي أرادت القيادة أن يكون نموذجا تنمويا مميزا، فإذا بالعثرات تتراكم، والفساد يتسلل حتى إلى الطاولات الصغيرة.. مهما بدا صغيرا فإنه سيصبح اعتيادا، تلك مخاوفي، إنما سأجتهد وأتجاوزها.. رغما عن سوء ظنوني.
ولن أكتب عن منتخبنا الوطني، لماذا الضجة أصلا؟! نحن كسبنا منتخبا للمستقبل، ولا بأس أن نكرر ذات الجملة التي من الواجب علينا حفظها جيدا.. وهذا ليس المستقبل الذي عملنا من أجله العقود الماضية، كانت رؤيتنا 2020 وارتفعت الآن إلى 2040.. وإذا كان الجمهور غير راض عن الحالة الكروية والهزائم.. ليتقدم باستقالته ويرحل.. عموما، واضح من مباراة المنتخب مع جوام أن غالبية الجمهور استقالت وبقيت المدرجات شبه فارغة، رسالة قوية إلى اتحاد كروي.. خجلنا من الهزائم.. ولم يخجل هو!
ثم لماذا التشاؤم أصلا؟!.. كل شيء تمام التمام.. وتوارت فعالية نزوى عاصمة الثقافة الإسلامية وراء الستار، وقد رأيت بأم عيني تلك العلامات الفارقة في تاريخ المدينة، بين ما قبل الاستضافة وما بعدها، ولذلك استحق أعضاء اللجنة التكريم «المادي» المستحق، وسأمنع نفسي كما علقت على ذلك المواطن الذي جعل من نفسه مسؤولا مخلصا «ياخي لا تحسد حد».
ولذلك فإن انقضاء الفعالية محفز على منع النفس من التشاؤم، والكتابة عن «خسائر» ثقافية على درجة عالية من المستوى. سأحافظ على هدوء البال، والسكينة الجميلة، ولن أعلق على البيان «السياحي» ومداخلات أصحاب السعادة -أسعدهم الله- أعضاء المجلس، وكنت أظن أنهم جميعهم يعرفون أن وزير السياحة وزير سياحة، ليست بيده مقادير الأمور، أستغفر الله من قولي، فلا يملك حق الحديث عن منتجع معالي فلان، أو شركة رئيس مجلس إدارتها معالي فلان.. ذلك تداخل اختصاصات، ومصالح.. والأسلم.. أن نحافظ على تفاؤلنا.
لماذا نكسر هذه الثقة في داخلنا تجاه قيادات إدارية ملهمة، ويومها ليس كيومنا مكون من 24 ساعة فقط، وليست مثلنا نحن الذين نشعر بالإرهاق عندما نتابع مسؤولية واحدة صغيرة، هم على درجة من النبوغ، يمكنهم إدارة وزارة وعشر مؤسسات أخرى تتنوع بين المجالس والشركات والمطارات والموانئ وووو؟!
سأتفاءل رغم كل ذلك.. سأقنع نفسي أنني لا أفهم، وأولئك الذين ينتقدون.. لا يفهمون.. ويبقى الوضع على ما هو عليه.. كل شيء تمام!

اعتذار:

حدث «التباس» فني في عملية إرسال مقال الخميس الفائت حيث احتفظ الحاسوب بكلمة «محاولة»، فاختار مقالا سبق نشره، وكان بعنون «محاولة استعادة طفل» بينما المقال المقصود «محاولة تنفس».. لذلك أعتذر لصحيفتنا «الشبيبة».. وللقارئ أكثر.