’أبعاد ثقافية’.. يستعرض واقع حركة التأليف والنشر

بلادنا الاثنين ٠٥/أبريل/٢٠٢١ ٠٨:٥٣ ص
’أبعاد ثقافية’.. يستعرض واقع حركة التأليف والنشر

مسقط - أمل الجهورية

ناقش البرنامج الثقافي أبعاد ثقافية في حلقته التاسعة موضوع " حركة التأليف والنشر في السلطنة واقعه وآفاقه المستقبلية" منطلقاً من الدور الرائد الذي قدمته عُمان في مجال التأليف العلمي والفكري والأدبي منذ سنوات طويلة ، والتي استطاع فيها العلماء والأدباء إثراء المكتبة العربية بإصدارات ذات قيمة معرفية واسعة ، وامتدت تلك الجهود لتشمل الكثير من الإجراءات في دعم هذا الجانب والحفاظ على حقوق المؤلف ،وكذلك حقوق الملكية الفكرية من خلال تشريعات واضحة نظمت هذا الجانب منها قانون حقوق المؤلف والحقوق المجاورة (65/ 2008م )، كما يأتي انضمام السلطنة لعدد من المنظمات الدولية في مجال حقوق الملكية الفكرية مثل منظمة ( Wipo) في عام 1997 من الجهود الواضحة في دعم هذا المجال ، واستعرض البرنامج الاستفادة الواضحة من كل هذه الجهود في الكم والكيف من النتاج العلمي والفكري من خلال حركة التأليف والنشر ودعم الكتاب ،و الدرو الذي قدمته المؤسسات الثقافية في تعزيز مجال التأليف والنشر ، كما اقترب من التجارب التي عايشت هذا الموضوع .

حركة التأليف والنشر

وأكد الدكتور سيف بن ناصر المعمري أستاذ مشارك كلية التربية بجامعة السلطان قابوس ،خبير إقليمي في المواطنة ، ومهتم بالتأليف والنشر قائلا: لا يمكن فصل حركة التأليف والنشر في السلطنة عن غيرها من المشاهد في الجانب التعليمي والجانب الاقتصادي ؛لأن الجانبين مرتبطين ببعض الأول تعليمي ثقافي يقود لتوفير الجوانب المتعلقة بأساسيات الكتابة والقراءة والتذوق الأدبي ؛ فكلما تقدمنا في هذه الجوانب كلما ساهمنا في إيجاد حراك ثقافي أكبر ، وفي الجانب الآخر الاقتصادي فإن حركة التأليف والنشر عملية اقتصادية بحاجة إلى أموال وخبرات ومن غيرها لا يمكننا تحريك عملية النشر ،وقد لمسنا في السنوات الأخيرة نوع من التحرك في مزيد من إنشاء دور النشر والمكتبات والتي استطاعت أن تقدم دوراً واضحاً في الدفع بعملية النشر

، وأضاف بأن هذا النتاج العلمي والثقافي الذي تعمل عليه دور النشر لا بد من ربطه بالمدارس والجامعات حتي يحقق الفائدة المعرفية منه وكذلك الفوائد الأخرى المرتبطة بتسويق ذلك النتاج .

وأشار المعمري أن المشهد الثقافي المرتبط بحركة التأليف والنشر مفتوح على عدة قراءات هناك نشاط وهناك جاهزية للآلية التي تعطي الزخم في التأليف والنشر ، وإصدار المجلات الثقافية حراك ووجود دور النشر سيساهم في تعزيز هذه الحركة وتحدث أيضاً عن قانون المطبوعات والنشر ودوره في متابعة التسهيلات المرتبطة بجوانب التأليف والنشر وإصدار دور النشر ، وله أيضا محدداته ورغم أن القانون مضى عليه وقت طويل ، والتجديد فيه مطلب ؛إلا أن الآلية والإجراءات المعمول بها حالياً لا تشكل أي تحدي مرتبط بتعديل الكتب ونشرها ، وتبرز الإشكالية في مرحلة التأسيس المرتبط بإنشاء المجلات الثقافية ، أو تأسيس دور النشر

تجربة " دار الوراق " في عملية النشر ..

التحديات

وعن تجربة دار الوراق للنشر أشار الدكتور سيف المعمري عن التحديات التي واجهت البدايات إلا أن الاستمرار أكسبت القائمين على الدار الكثير من الخبرة من حيث كم ونوع الإصدارات التي خرجت عن الدار ، وكذلك دعم المبادرات الثقافية في مدال التأليف والنشر من خلال تبني المبادرات ودعم المواهب حيث استطاعت أن تخرج الدار مايقارب " 600 إصدار" من خلال الإيمان بأهمية الرسالة الثقافية للمؤسسة وتقديم الدعم للكتاب ومن ابرز البرامج التي تم العمل عليها "المؤلفين الصغر"، وإبداعات أدبية للشباب، وكتب التاريخ العماني، هذا إضافة إلى دعم الكثير من المبادرات التعليمية والاجتماعية و الخيرية ، هذا إضافة إلى الاهتمام بتوزيع الكتب ورفد المكتبات الداخلية والخارجية .

كتاب "تطوير المناهج الدراسية في ظل جائحة كورونا "

وتحدث الدكتور سيف المعمري " عن تجربة إصدار الكتب المحررة ، حيث أشار إلى كتاب " تطوير المناهج الدراسية في ظل جائحة كورونا" الذي صدر مؤخراً عن جامعة السلطان قابوس الذي يعد : استشراف من قلب الجائحة ،والأول من نوعه في الشرق الأوسط وهو من تأليف مجموعة من الأكاديميين بكلية التربية في الجامعة، والذي حرره خلال فترة جائحة كورونا كوفيد 19 التي أحدثت اضطرابًا غير مسبوق في الاقتصادات وأنظمة الحياة المختلفة وعرقلت أنظمة التعليم في معظم دول العالم، مما جعل دول العالم تواجه تحديات صحية وتعليمية من أجل ضمان تعليم الطلبة بأي شكل كان في ظل توقعات باستمرار الجائحة، وبدا واضحًا أنه لا سبيل إلا الاستعانة بالأدوات التكنولوجية لربط الطلبة بمناهجهم وهم في منازلهم، والتحول إلى التعليم عن بعد أيًّا كانت طبيعة ذلك التعليم.

وعن محتوى الكتاب فأشار بأنه تضمن مقدمة وعشرة فصول وخاتمة مع قائمة المراجع، وعدد صفحاته 272صفحة، والكتاب متاح إلكترونيًا مجانًا.واشتمل الكتاب على عدة مجالات في الجوانب الإنسانية (اللغة العربية والتربية الإسلامية، والدراسات الاجتماعية)، والجوانب العلمية التطبيقية (العلوم والرياضيات)، والمهارات الفردية (التربية الفنية، والتربية الرياضية، والتربية الموسيقية)، والجوانب التكنولوجية (تكنولوجيا المعلومات والاتصالات).

كما استعرض المعمري الكثير من الظواهر المرتبطة بالتأليف والنشر وارتباط الفرد والمؤسسات التعليمية والثقافية بالكتاب من خلال التجارب العالمية التي عايشها مشيراً إلى أهمية ربط الأجيال بالكتاب ودعوتهم إلى اقتناء الكتاب وتعزيز حب القراءة مؤكداً أن الثقافة هي شيء اجتماعي يتطلب الاقتراب من الناس والتفاعل الثقافي معهم الوعي الثقافي" هو تحرك جماعي تشعر من خلالها الأجيال أن الكتاب ليس وسيلة تعلم بل هو أداة لبناء إنسان .

دور النادي الثقافي في دعم حركة التأليف والنشر...

وعن دور النادي الثقافي في دعم الجوانب المرتبطة بحركة التأليف والنشر في السلطنة أوضحت أزهار الحارثية مديرة النادي الثقافي أن النادي يضع ضمن أهدافه الأساسية دعم حركة التأليف والنشر غيماناً بأهمية هذا الجانب ودوره في تعزيز الحركة الثقافية وتتنوع الجهود المقدمة في هذا الموضوع على مختلف المستويات التي يقدمها الأفراد والمؤسسات وتساهم في تعزيز الثقافة ، وأشارت بأنهو بعد انتشار دور النشر وانتشار المكتبات ،ووجود المكتبات الإلكترونية وتوفر الدعم الذي تقدمه المؤسسات الثقافية مثل وزارة الثقافة والرياضة والشباب ، والنادي الثقافي ، والجمعية العمانية للكتاب والأدباء للمؤلفين من أجل العناية بأفكارهم ومواهبهم وإبداعاتهم ساهم في وجود مساحة لتوجيه تلك الإبداعات الثقافية للطريق الذي يخرجها للنشر وتحقيق الاستفادة الثقافية منها ، وأوضحت أن النادي الثقافي ومن خلال البرنامج الوطني لدعم الكتاب الذي قدم دوراً واضحاُ في مجال الارتقاء بصناعة الكتاب ودعم حركة النشر والتوزيع للكتاب العماني في كافة صنوف المعرفة ومجالاتها الواسعة التي قام بطباعتها في الأدب والتاريخ، والدراسات العلمية لأكثر من 150 إصداراً ،هذا إضافة إلى الكتب المترجمة ، وهذا البرنامج مستمر في وجوده على خارطة برامج النادي وسيعاود نشاطه المرتبط بتوفر الدعم للطباعة وكذلك الاهتمام بالتسويق الجيد للكتاب

وأكدت الحارثية على الرغم من وجود بعض التحديات التي ترافق حركة التأليف والنشر وهي تحديات تفرضها الظروف والمتغيرات إلا أن النادي الثقافي مستمر في دعم الحراك الثقافي خلال المرحلة الحالية والمستقبلية من خلال طباعة الندوات العلمية ومن أبرزها ندوة "من أعلامنا " التي هي ندوة أساسية تقام كل عام .

وعن خطط النادي وتوجهاته قالت بأن النادي يوجه جهوده للشباب من خلال دمج الشباب في برامج النادي وتعزيز الهوية لديهم في عالم متغير هذا إضافة إى طرح مسابقة البحث العلمي والتوجه إلى طباعة إسهامات الشباب في كتاب .