’أبعاد ثقافية’ يناقش واقع التحديات الثقافية للمرأة العربية

بلادنا الأحد ٢٨/فبراير/٢٠٢١ ٠٩:١٦ ص
’أبعاد ثقافية’ يناقش واقع التحديات الثقافية للمرأة العربية

مسقط - أمل الجهورية

تزامنًا مع أعمال المؤتمر الثامن للمرأة العربية ، ناقش البرنامج الثقافي «أبعاد ثقافية» الذي يبث عبر "إذاعة الشبيبة" موضوع «المرأة العربية والتحديات الثقافية» مستحضراً جملة من المحاور ذات الصلة بالتحديات التي تواجه المرأة العربية في الجانب الاجتماعي ، والفني والأدبي ، والمجال الاقتصادي والتمكين السياسي في محاولة للاقتراب من التجارب العربية التي ناقشها المؤتمر من خلال 25 بحثاً علميًا قدمته المشاركات والباحثات من الدول العربية ومن بينها السلطنة ، وأكدت الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية لأبعاد ثقافية، بأن سلطنة عمان سجلت حضوراً لافتاً في أعمال المؤتمر من خلال جلسته الافتتاحية بمشاركة معالي وزيرة التنمية الاجتماعية ، وعدد من القيادات النسائية ، كما كان للسلطنة مشاركة مثرية من خلال أوراق العمل التي قدمتها الباحثات العمانيات وعكست قوة الطرح وثراء التجربة ؛ وهذا ليس شيء مستغرب في التجربة مع السلطنة التي تعد نموذج يحتذى به في تمكين المرأة ، وتعزيز مكانتها ، وكانت لها مساهمات واضحة وجهود كبيرة في دعم أهداف وبرامج منظمة المرأة العربية .

تحديات ثقافية

وحول انعقاد المؤتمر الثامن لمنظمة المرأة العربية أشارت كيوان، بأن هذا المؤتمر يأتي تنظيم هذا الحدث وسط تحديات يعايشها العالم بسبب جائحة كورنا ، أن الواقع الذي فرضته أزمة كورونا يزيد من حجم التحديات على المرأة العربية، الأمر الذي يضع المنظمة أمام تحديات أكبر في مسئولياتها تجاه قضايا المرأة العربية والتنمية.

وأوضحت أن طموح هذه المنظمة والمساهمة في ربط السياسات الوطنية، في الدول العربية، بالكثير من المقاربات المعرفية والقراءات الحقلية لتساندها في تحقيق المساواة بين الجنسين، وهو ما بات تحقيقه ملحا أكثر من أي وقت مضى لا سيما في ظروف المحنه الاقتصادية العالمية . وأكدت أن المنظمة حرصت منذ تأسيسها، على تناول قضايا المرأة والتنمية في العالم العربي على كافة الأصعدة المجتمعية (الاقتصادية منها والاجتماعية والثقافية والقانونية، إلخ) وذلك من خلال مؤتمراتها ، وهي تواصل أعمالها من خلال هذا الحضور والتنظيم الكبير لمؤتمرها الثامن . وأشارت أن المؤتمر يشهد حضور واسع عبر المنصات الافتراضية من قبل المختصين والمهتمين وكذلك من الشخصيات النسائية في الوطن العربي ؛ مما يعكس القدرة على مواجهة مثل هذه التحديات ، وعن المحاور التي جسدت التحديات الثقافية للمرأة فقد أوضحت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية بأن مناقشات وأوراق عمل المؤتمر ركزت على خمسة محاور أساسية تناولت المجالات الفنية والأدبية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، واستعرضت الواقع والتجارب والتحديات تحت عناوين تمثلت في: المرأة العربية بين التراث والحداثة.. بين المواجهة والمصالحة، والمرأة العربية في خضم الإنتاج الأدبي والفني وآليات التنشئة الاجتماعية، ودور المرأة الاقتصادي في التنمية المستدامة والقضاء على الفقر والتهميش، والمرأة العربية بين المواطنة، السياسات الحكومية والنضالات المدنية، ونشر ثقافة النوع الاجتماعي، ومساهمة المرأة في تعزيز صمود المجتمع والأرض.

حضور ومشاركة متميزة للسلطنة في أعمال المنظمة

وعن حضور ومشاركة السلطنة في أعمال المؤتمر قالت المديرة العامة للمنظمة ، وجدنا اهتمام واضح بالمرأة العمانية من خلال تعاون سلطنة عمان مع المنظمة، وهذا التعاون ليس بجديد فقد كان السلطان قابوس -طيب الله ثراه - له التفاته للمرأة العمانية وكذلك لمنظمة المرأة العربية ، ونحن نتطلع لإنجازات ستقوم بها سلطنة عمان في شأن المرأة في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه - وعبرت عن سعادتها بالمفاجأة السارة التي قدمتها السلطنة من خلال مشاركتها في اعمال هذا المؤتمر بما قدمته من مشاركات من جهود بحثية عكسته الباحثات العمانيات .

وأوضحت كيوان بأن حضور السلطنة البارز في أعمال افتتاح المؤتمر والكلمة التي قدمتها معالي ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية كانت كلمة قيمة ولفتت انتباهنا من خلال ما أكدت عليه من اهتمام وثوابت في التعامل مع المرأة في سلطنة عمان .

توجهات هامة لتعزيز أدوار المرأة العربية

وعن الجوانب التي ستركز عليه توصيات المؤتمر أشارت كيوان سيتم تعميق التركيز والمعرفة على مضمون الخطاب الديني، وسنسعى لإيجاد برنامج له جدية في هذا المجال، كما سيكون هنتك توجه لإعادة النظر في المناهج التعليمية وما تقدمه من صورة نمطية للمرأة وللمنظمة جهود سابقة في هذا المجال وسنسعى في الفترة المقبلة بتعزيز الجهود في هذا المجال لإعداد برامج في التربية والتعليم والاعلام والفنون من أجل مضاعفة الجهود بالتعاون مع الجميع ، أما عن التوجهات في المجال الاقتصادي فقد وجدنا أن الموضوع أكبر مما نقوم به نحو التمكين الاقتصادي؛ فإنه ومن خلال ماتم مناقشته واستعراضه وجدنا أنه لابد من وضع سياسات ورؤية واضحة في الدول العربية حول موضوع السياسات الاقتصادية .

صورة المرأة العمانية بين الفن والأدب

الدكتورة عزة بنت حمود القصابية عن مشاركتها في المؤتمر من خلال ورقة عمل حملت عنوان: «المرأة العمانية بين الفن والأدب»؛ حيث قالت: أتقدم بالشكر لوزارة التنمية الاجتماعية على الدعم، وكذلك لمنظمة المرأة العربية على الدعوة لمثل هذه المشاركة، وأوضحت أن التطلع لمفهوم الفن والأدب هو مفهوم واسع وشامل وحاولت أن تكون مشاركتي بورقة العمل من خلال الواقع وانتقاء تلك المشاركة الفاعلة للمرأة العمانية في مجال الأدب والفن لنعرف العلم العربي وربما العالم الخارجي بتلك الصورة للمرأة التي تجلت في جوانب مرتبطة بالأدب والفن، والبحث عن المرأة في مجال الفنون يجب أن يبدأ بالعام ثم ينتقل للخاص؛ لذا حاولت تقديم صورة بانورامية عن تلك الصورة التي تظهر بها المرأة في المشهد الثقافي في العمل الفني والأدبي ثم انتقلت إلى بعض النماذج التي ركزت عليها في موضوع الدراسة المقدمة.

وعن المحاور التي ركزت عليها الدراسة فأوضحت القصابية بأنها قدمت محورين الأول تمثل في دراسة صورة المرأة العمانية في أدب الرواية من خلال اختيار (أصابع مريم) نموذجا للكاتبة الدكتورة عزيزة الطائي، حيث رصدت «التابوهات» التي تحاصر المرأة المرتبطة بالعادات والتقاليد المتوارثة المترسخة في الذات الجمعية للمجتمع العماني.

أما المحور الثاني فتناول دراسة صورة المرأة العمانية في التلفزيون والسينما العمانية من خلال تحليل صورة المرأة في الأعمال الدرامية المرئية (صورة المرأة النمطية). وذلك بتحليل هذه الصورة في ثلاثة أفلام (البوم، زيانة، سير) . وجاء اختيارنا لهذه الأفلام لاحتوائها على نموذج للمرأة العمانية.

خلاصة ونتائج

وأشارت القصابية أن الدراسة المقدمة سعت للبحث في «صورة المرأة العمانية» في المنجز الإبداعي المقروء والمرئي، والتعرف على الصورة الذهنية المترسخة في الذاكرة الجمعية، وتوصلت إلى مجموعة من النتائج، كالآتي، رغم تحرر المجتمع العماني وانفتاحه على العديد من الثقافات، إلا أن نظرة المجتمع للمرأة العمانية لا تزال مقيدة بمجموعة من المحظورات الاجتماعية التي ليس لها علاقة بالدين أو القيم الإنسانية، وأضافت بأن هناك نماذج نسائية تخلصت من القالب النمطي الذي غالبا ما نجده في النتاجات الأدبية، حيث برزت شخصية المرأة العمانية المعاصرة، القادرة على اتخاذ القرار في حياتها الاجتماعية والعملية.

كما خصت الدراسة التي قدمتها القصابية إلى أنه يتضح من خلال الأعمال الدرامية التلفزيونية الاجتماعية التي تناقش قضايا المجتمع، إنه لا يوجد حضور محوري للفنانة العمانية بصورة منفردة في المسلسلات العمانية حتى الآن، وفي الغالب تلعب المرأة أدوارا ثانوية تسعى إلى توضيح أبعاد شخصية الرجل (البطل الدرامي)، وأنه وبالمقارنة بين الإبداعين المقروء والمرئي، فإننا نجد الرواية الأدبية تتفوق في الطرح، وترصد نماذج نسائية معاصرة تلامس الواقع المعاصر، أما الدراما العمانية فإن صورة المرأة العمانية لا تزال بعيدة كل البُعد عن الواقع.