الفرح من الميادين إلى المنصات

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٨/نوفمبر/٢٠٢٠ ٠٩:١٢ ص
الفرح من الميادين إلى المنصات

مسقط - الشبيبة

بقلم : علي المطاعني 

على الرغم من الظروف الصحية التي تخيم على بلادنا كغيرها من دول العالم ، وهي الظروف المعروفة والتي مابرحت تحد بشكل كلي من القيام بالأنشطة الإحتفالية والمناسبات ، إلا أن ذلك لم يثن الشعب العُماني من الإحتفاء بالعيد الوطني الخمسين للنهضة المباركة ، والتعبير عن ما يكنه من الفخر والإعتزاز بما تحقق طوال السنوات الماضية من تنمية في البلاد ، والإستعداد لبدء نهضة متجددة ترسم معالم المستقبل لهذا الوطن المعطاء .

فهاهو الشعب العُماني يتسابق ‏في التعبير عن هذه البهجة الوطنية التي تعتمل في صدور المواطنين كل بطريقته الخاصة التي تعكس إمتنانه وحبه لوطنه وقيادته الحكيمة ، الأمر الذي يبعث على الإرتياح والبهجة لهذه الروح الوثابة المتطلعة أبدا للمضي قدما في طريق المجد .

بلاشك أن الظروف الصحية والإجراءات المتبعة حدت بشكل كبير من أنماط الإحتفاء بهذه المناسبة الوطنية المميزة سيما وأن الكل كان ينتظر هذه اليوم الخالد في صائحف التاريخ وهو مرور (نصف قرن) على النهضة وعلى الإنجاز العُماني الأضخم في العصر الحديث .

وعندما نجد بأن الإحتفال الرسمي بهذه المناسبة العزيزة علينا جميعا قد سار في ذلك الدرب و تم الغاءه ، فذلك يعني إحتراما كاملا للإجراءات الصحية المفروضة ، وتأكيدا على حقيقة أن الصحة ستظل دوما أولية قائمة في حياتنا ، وستبقى الصحة في معناه الأعلى هي ذلك التاج الذهبي على رؤوس الأصحاء .

على ذلك فإن أبناء الشعب كأفراد وولايات وجماعات وشركات آلوا على أنفسهم المضي قدما في إحتفالاتهم والتعبير عن إبتهاجهم بهذه المناسبة الأعلى والأغلى ، ولكن بعد وضع تلك المحاذير الصحية في الإعتبار ، فكانت الإحتفالات المتسقة مع الوضع الصحي والمنقولة عبر الفيديوهات و الأشكال التعبيرية المختلفة إلكترونيا تسلط الضؤ على الأبعاد الوطنية للنهضة المباركة وما شهدته من تنمية طول السنوات الماضية ، لقد إختزلت الإحتفالات وترجمت ووثقت وعبرت وأفصحت عن كل مشاعر الحب والتقدير والإعزاز والإمتنان التي يكنها أفراد الشعب الوفي لوطن ولقيادته وهاهو يلهج بالثناء ويتغنى بعظمة الذي تحقق واقعا معاشا وتطلعا مشروعا لغد أرغد وأسعد تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله، الآن هاهي مواقع التواصل الاجتماعي تعج وتزدحم بالمواد الإعلامية التي تحتفي بالمناسبة التاريخية وتتغنى بالوان قزح الفرح النبيل التي غرستها نهضتنا المباركة في نفوس الأجيال المتلاحقة ، فشباب السلطنة كلهم ولدوا في كنف النهضة ورأوا بأم أعينهم الإنجاز يمضي للأمام عاما بعد عام ، والتعليم ومؤسساته تمتد لتغطي كل ولاية وكل قرية وكل محافظة ، وكل مظاهر التمدن والتحضر تغطي كل شبر من أرض الوطن ، ثم هاهي بيارق الفرح تعلو عالية خفاقة في كل بيت ولدى كل أسرة عُمانية ذلك هو العرفان في معناه الأصيل وقد تجسد على أرض الواقع كحقيقة مثلى .

ومن حسن الطالع أن نشهد أعمالا لشركاتنا الوطنية مثل عُمانتل وغيرها تعبر فيه عن كل تلك المعاني عالية السمو، عبر عمل يسر الناظرين يجمع بين الأصالة والمعاصرة في قوالب مشوقة للمتلقين ، ويعكس الكثير من القيم الحضارية وغيرها من الشركات و المؤسسات على اختلافها تعبر امتنانا و حبا لهذا الوطن و قيادته ،عازمة على المضي قدما في طريق البناء .

فصور التعبير بفرحة بالأعياد الوطنية طوال الـ 50 عاما الماضية تطورت بتطور الحياة العصرية وإرتقت عاما تلو الاخر من الميادين و الاستعراضات و العروض و غيرها الى منصات التواصل الاحتماعية ، الا ان كلها مفعمة بالحب و الولاء ، وان اختلف الوسائل و الادوات تظل تعبر عن ما يجيش في النفوس من أفراح تغمرنا جميعا. فهذه المحطات الإحتفاليا بهذه المناسبة هي لحظات لإستجماع القوى إستعدادا لإنطلاقة جديدة لا تلوي على شيء .

نتطلع جميعا ونحن نقف على هذه التلة شاهقة العلو من مسيرة نهضتنا المتجددة نطلع جميعا لغد أرغد وأسعد ، تنعم فيه أجيالنا القادمة بعطاء النهضة اللا محدود ، وتلك الأمنيات الطيبات سنمشي بها ومعها على خطى الأباء والأجداد بذلا وتضحية ونكران ذات من أجل عُمان الوطن العزيز .