مسقط - ش
تمتلك إندونيسيا ثروة حيوانية كبيرة وخاصة من الجاموس تقدر بأكثر من 14 مليون رأس ، وهذه الثروة لا تستخدم فقط كمصدر للحوم أو في صناعة الألبان ومنتجاتها إلى جانب تصديرها، ولكن أيضاً تأثرت الثقافة الشعبية في إندونيسيا بهذا الحيوان لدرجة إنهم يتفاءلون به وينظمون سباقاً شهيراً سنوياً لقطعان الجاموس ، وهم لا يستخدمون قرونها فقط في أعمال النحت ولكنهم أيضاً يعتبرونها وسيلة لتخفيف الألم وتحسين الدورة الدموية .
وحسب تقرير نشرته اليوم صحيفة " دايلي ميل " البريطانية ، فإن المئات من ممارسي الطب البديل والوصفات الشعبية والذين ينتشرون في شوارع جاكرتا وكبرى المدن الإندونيسية يستخدمون قرون الجاموس كأداة طبية ضمن العلاج بـ " الحجامة " منذ عشرات السنين ، كما يستخدمون معها قطع الخيزران وأكواب الزجاج الساخنة بهدف شفط الدهون وتخليص الجسم من السموم وتحفيز تدفق الطاقة .
وتترك القرون دوائر حمراء داكنة عند إزالتها يقول المعالجون إنها دليل على بقايا السموم التي تم امتصاصها من الجسم ، وحسب كلامهم فإن هذه الطريقة تحفز تدفق الطاقة داخل الجسم وتحسن الدورة الدموية، كما إنها وسيلة فعالة للتخفيف من الألم بغض النظر عن مصدره ، علماً بأن العلاج بالحجامة أمر شائع في جميع أنحاء آسيا ولكن الأشياء المستخدمة تختلف من منطقة إلى أخرى ، كما إن هذه الطريقة انتشرت أيضاً في الثقافة الغربية مع العديد من مشاهير الفن في أمريكا أوروبا ومنهم المطرب الشهير جاستن بيبر ونجمتي هوليوود جنيفر أنيستون وجوينيث بالترو ، وخلال دورة الألعاب الأوليمبية 2016 في ريو دي جانيرو ظهر عدد من الرياضيين ومنهم السباح الشهير مايكل فيلبس وعلي ظهورهم دوائر حمراء تشير لاستخدامهم هذه الطريقة في العلاج واكتساب الطاقة .
ورغم أن العلاج بقرون الحيوانات المجوفة منتشر جداً في إندونيسيا، لكن الأطباء هناك يحذرون بشدة من هذه الطريقة غير المعترف بها طبياً ، كما إنها تساهم في تفاقم المشاكل الطبية ولا تعالجها بشكل كامل وإنما فقط تخفف من الألم، بل وقال الطبيب الأمريكي جيمس هامبلين إن المريض يشعر بتحسن نتيجة لـ " العلاج بالوهم " ولكنه الأدلة العلمية تؤكد استمرار معاناته ، ولكنها تحفز بالفعل في المجالات التي تعتمد على التأثير النفسي مثل الرياضة ."
كما حذرت جمعية الحجامة البريطانية على موقعها على شبكة الإنترنت من استخدام قرون الحيوانات وأكدت أنها قد تزيد من ارتفاع خطر انتشار العدوى والتلوث .