صور- مروة البراشدية
يعاني الطلاب العمانيون من تحديات كبيرة في التوظيف. لعل أبرزها افتقادهم للخبرة المهنية، ما يؤثر سلباً في فرص الحصول على الوظيفة، لان أغلب الوظائف تحتاج إلى خبرة لأكثر من ثلاث سنوات.
خبرة أم حفرة
يفرح بعض الباحثين عن العمل حين تقع أعينهم على إعلان لوظيفة مرتبطة بتخصصهم، وسرعان ما يتبدل الإحساس حينما يقرأون شروط الوظيفة. تقول زينب بنت علي الهنائية - خريجة بكالوريوس تخصص ترجمة- :»شروط العمل تجعل الباحث عن وظيفة في حيرة، حيث تتطلب الوظيفة خبرة خمس سنوات، وأحيانا تصل إلى ست وسبع سنوات». وتسأل من أين يأتي الخريج بهذه الخبرة وهو خريج حديث!
«وتشاركها الرأي هاجر بنت جمعة البلوشية -خريجة علاقات عامة- فتقول:»المشكلة التي يواجهها الخريجون هي الحصول على الوظيفة التي يكتسب منها الخبرة، فمعظم الوظائف الآن تتطلب خبرة ثلاث سنوات فأكثر، بينما الخريج غير قادر على الحصول عليها».
في حين تؤكد أحلام بنت سعبد الحاتمية -خريجة علاقات عامة-:»كوننا خريجين جدد تنعدم فرصة حصولنا على وظيفة مناسبة لتخصصنا الدراسي ودرجتنا العلمية، فالكثير من المؤسسات تنتهج سياسة تعيين ذوي الخبرة المهنية». وتضيف:»هذه المعادلة الصعبة والسياسة التي انتهجتها هذه المؤسسات غير منطقية فكيف عسانا نحصل على الخبرة وليس هناك من يوظفنا بدون خبرة، آملين أن يتم تذليل هذه العقبة وإعطائنا فرص لإثبات بأن الخبرة مهمة ولكن نمتلك أشياء قد تغني عنها وسنكتسبها مع الوقت».
التدريب حل أم مشكلة أخرى
يرى الكثيرون أن التدريب في الشركات يدعم الباحث عن العمل في سهولة الحصول على الوظيفة، ويقول يعقوب بن إبراهيم الفارسي - رئيس مركز التدريب والتوجيه الوظيفي بكلية العلوم التطبيقية بصور- بأن حديثي التخرج يمكنهم التدرب في المؤسسات أو الشركات فيعطى بعد ذلك شهادة خبرة؛ نظراً لجهوده المبذولة، حيث تركز الشركات دائما على الموظفين الشغوفين بالعمل والقادرين على تطوير أنفسهم. ويضيف:»كليات العلوم التطبيقية تعمل على تدريب وتأهيل الطلاب وتساعدهم في التنافس على سوق العمل أما التوظيف فهو مقترن بالشركات».
أما الهنائية فكان موقفها سلبياً اتجاه ذلك، نظراً لتجاربها المتكررة، حيث تقول:»حين يذهب الباحث عن العمل للتدريب يجد أن الجميع ينظرون له كمتدرب فقط، ولفترة مؤقتة، ويبقى بعد التدريب بدون وظيفة، مع أنه يملك القدرات اللازمة لشغل الوظيفة، ولكن أصحاب العمل يفضلون الوافدين ذوي خبرة ست سنوات». من الجانب الآخر نرى أن للحاتمية قنبلة تفاؤل للمستقبل مصرحة: «كوني خريجة جديدة لم أحظَ بفرصة التوظيف، لذا سعيت لإيجاد فرصة توظيف بدون هوادة، فلجأت إلى التدريب في المؤسسات التي تقدم فرصاً تدريبية على أمل أن أحصل على الخبرة المنشودة من قبل أصحاب العمل. ولا ضير أن نبدأ بوظيفة أدنى من درجتنا العلمية للحصول على خبرة تكون بمثابة بطاقة العبور للوظيفة التي نطمح لها. كما أن التوظيف الذاتي هو أحد الحلول لنقهر ما اصطلح الناس على تسميته بالبطالة».
الخبرة جهل إداري
تختلف نظرة الناس إلى الخبرة، فيرى الأغلب أنها مطلوبة وأساسية لشغل الوظيفة، في حين أن هناك من يعارض ذلك، وفي الجانب الآخر نرى من يحاول إيجاد الحلول. حيث تقول الحاتمية:»عند اطلاعنا على التوظيف في الدول الغربية نجد أن الخريجين الجدد يحظون بنصيب الأسد من الوظائف بحكم طاقاتهم وعزيمتهم وأفكارهم الجديدة والمنفتحة والتي تساعد في دفع دفة المؤسسات إلى الأمام. هذه المؤسسات لم تتذرع بعامل الخبرة بل أتاحت الفرصة لهم لكسب هذه الخبرة والاستفادة من مهاراتهم. أما سعود بن علي السيابي- رئيس قسم الموارد البشرية ببلدية مسقط- يقول:»تعتمد الخبرة على صانع القرار في المؤسسات، ويصنف من وجهة نظري بالجهل الإداري كون أن حديثي التخرج قادرين على ممارسة المهام الوظيفية مع مرور الوقت. ويضيف:»قلة من الوظائف وحسب القطاع تحتاج إلى خبرة، وغالباً ما تكون الوظائف تخصصية. يشاركه الرأي الفارسي فيقول:»الخبرة لها ضوابط قيادية، وليست كل الوظائف تتطلب خبرة، فإعلانات وظائف الخدمة المدنية تناسب حديثي التخرج، وأغلب الوظائف التي تتطلب الخبرة هي الوظائف الإدارية في الشركات كمديري الأقسام وغيرهم. كما أن مهارات العمل تختلف عن مهارات التعلم ولكل وظيفة لها متطلبات ولا ننسى أن الخريج قد يتقدم لوظيفة غير مرتبطة بتخصصه، لذا يلجأ أصحاب الشركات للمطالبة بالخبرة».
لا شيء يساوي الخبرة
يثابر عدد من الخريجين في البحث عن عمل، والاستمرار في البحث، في حين أن هناك من يسعى لإيجاد الحلول لتخطي عقبة الخبرة حيث تقول الهنائية:»الآن أكمل دراستي الجامعية في تخصص آخر، وعسى أن يضمن لي وظيفة مستقبلا». أما هاجر البلوشية فتقول:»لن تتوفر لنا الوسائل أو الحلول لمعالجة هذه العقبة، حيث لا شيء يساوي الخبرة، لكن بعض المؤسسات تتقبل خبرتنا التي تعكسها شهادات المشاركة في الأنشطة الطلابية والحلقات التعليمية والتطبيقية، وشهادات فوزنا في المسابقات ذات العلاقة بتخصصنا».