سالم الحبسي
السبت..
انتهى فصل المدرب الجديد.. وانتهت مقاطع ألف ليلة وليلة بعد التوقيع الرسمي مع فيربيك الهولندي الذي كان تصريحه قويا.. وهو مسؤول عنه "كأس آسيا التأهل والمنافسة.. كأس الخليج تكرار نسخة لوروا".. أحسبه مدربا شجاعا إذ يعلن مِن اليوم الأول من توقيع اتفاقية البناء والترميم لمنتخب متهالك يحتاج إلى إعادة إنعاش.. وبعد عمليات قيصرية فشل كل المدربين الذين سبقوه "لوجوين لمدة خمس سنوات وكارلو لمدة سنة كاملة وأثر الرحيل"..!!
هل تصريح فيربيك خارج عن المألوف.. أم ثقة زائدة تنبع من معرفة المدرب بالمنتخب الوطني الذي لعب أمامه وهو مدرب لمنتخبي كوريا ج وأستراليا ويعرف حق المعرفة عندنا كان ذي بأس.. وهل الذي يعلن عن مرحلة جديدة فيها الكثير من التفاؤل وهو ما نحتاجه ربما في المرحلة القادمة بعد أن أغرقونا في الأحلام والوعود الوردية..!!
الأحد..
قيل في فيربيك ما لم يقل في الخمر.. قيل إنه "عاطل" عن العمل.. وقيل إنه "ينام على فراش المرض".. وقيل إنه "لا يتحدث اللغة الإنجليزية".. وقيل إنه يتكئ على عصاه.. وقيل إنه لن يوقع مع الاتحاد لتعثر المفاوضات.. وقيل إنه ظهر فجأة فلم يكن من ضمن المرشحين.. نزل من السماء فجأة.. وقيل بأنه لم ينجح فكتبت شهادة فشله مبكرا..!!
ولكنه كان فصيح الكلام.. بل لجم الأفواه بأول تصريح له.. بأنه قادم للمهمة المستحيلة.. وكان يتكلم بالإنجليزي فلم يكن ذلك إلا ردا بليغا للمدرب الذي استقبل بالنقد منذ وصوله للمطار..!!
الإثنين..
ماذا بعد.. وماذا نريد.. سؤال موجه للجميع.. هل نحتاج إلى مدرب بمقاس الجميع.. فضفاض وطويل وقصير ويجيد كل اللغات وصغير السن وغير صارم يطبطب على أكتافنا.. أم نحتاج إلى مدرب طموح ويملك روح التحدي..
أعتقد بل أجزم بأننا نحتاج إلى مدرب ينتشلنا من أفكارنا القديمة.. ويقدم لنا عملا مختلفا.. مدربا يعرف بأن كرة القدم ليس فيها المستحيل ليقدم منتخبا كما كان سامبا الخليج وأفضل.. مدرب يقدم لنا منتخبا جديدا بهوية مختلفة.. فهل لنا أن نصمت وندعه يعمل..؟!
الثلاثاء..
نادي السلام..القادم من أقصى الباطنة.. لم أره من قبل ولم أشاهده حقيقية.. ولكن في أول ظهور له بالكأس جعلني أعشق كلمة "السلام" بكل ما تحمل من معاني جميلة.. وجعلني أعيد الأيام الجميلة للكرة الجميلة..ليس لأنه فاز على الشباب متصدرا دوري المحترفين فحسب.. بل لأنه كان يلعب كرة القدم كما "يلعبوا بالبيض والحجز"..!!
فريق السلام.. بعيدا عن أنه قدم رسالة احترام.. ولكنه كشف لنا بأن هناك في الكواليس فرق يمكن أن تقدم سيمفونية كروية بعيدا عن المزايدات في العقود.. وبعيدا عن الأضواء.. وبعيدا عن الكبار.. فريقا كان يلعب بانسجام جميل وتناغم رائع.. وأسلوب السهل الممتنع.. ما زالت أقول بأنني في حلم بأن أشاهد فريقا في دورينا بهذا الإيقاع العالي جداً.. يكفيكم بأنكم جعلتمونا نحترم السلام..!!
الأربعاء..
كان يحلم وهو في جبال أفغانستان بأن يرتدي فانيلة ميسي نجمه أو معشوقه الكروي.. فكان يرتدي كيسا بلاستيكيا مخططا يرتديه ليشعر نفسه بأنه حقق حلم حياته..!!
حلم الطفولة الجميل ببرأة الأطفال..هي رسالة جميلة بأنه يجب علينا أن نحلم بأن نكون نجوما.. فليس ببعيد..ويمكن للحلم أن يتحقق إذا كان الليل ينجلي..!!
الطفل الأفغاني ذو الابتسامة العريضة تحقق حلمه وصافح ميسي في لقاء الكبار بين نجوم برشلونة والأهلي السعودي بالدوحة التي احتضنت اللقاء.. وقبلها حققت حلم الطفل الصغير..!!
رسالة تأكيد بأن الحلم يمكن أن يتحول إلى حقيقية.. وباقي على حلم مونديال قطر "6 سنوات" إن كان لنا للعمر بقية.
الخميس..
يشتد الصراع والمنافسة على انتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم.. أربعة يتنافسون على كرسي الرئاسة.. خلفا للكابتن أحمد عيد الذي فضل وحده أن يترجل.. الأربعة الذين يتنافسون على رئاسة أصعب اتحاد كروي في المنطقة بدأوا يقدمون رؤاهم الانتخابية التي تحمل تطلعاتهم.. في ملعب من الصعب أن تقنع فيه أحد حتى لو قدمت لبن العصفور.. وأعتقد بأن المنافسة الفعلية لم تبدأ حتى الآن..لأسخن انتخابات كروية في الخليج..!!