مسقط – ش
نظمت جامعة ظفار مؤخرا برنامج ملتقى الإرشاد النفسي الأول برعاية رئيس الجامعة د.حسن بن سعيد كشوب تحت شعار الإرشاد النفسي ضرورة حياتية.
بدأت الاحتفالية بكلمة نادي الإرشاد النفسي ألقتها الفاضلة هيفاء بنت أحمد الكثيرية والتي رحبت بها بالحضور وشكرت الدكتور حسن على رعايته للفعالية، بعدها تطرقت إلى التعريف بالنادي ورؤيته، حيث يسعى لأن يكون منارة شعاع في مجال الإرشاد النفسي في محافظة ظفار، وكذلك لرسالة النادي وهي تأهيل وتطوير واستثمار مخرجات ماجستير "الإرشاد النفسي" في محافظة ظفار للوصول للمعايير المثالية من حيث الكم والكيف.
تحدثت بعدها عن أهم أهداف النادي ومنها الإسهام في التعريف بالجامعة من خلال المشاركة الفعالة بمختلف الأنشطة المتعلقة بالإرشاد النفسي، ومد جسور التعاون بين الجامعة ومدارس المحافظة للمشاركة في تلبية الاحتياجات الإرشادية، والتنسيق مع المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار، وإدارات المدارس والجمعيات والمؤسسات المتخصصة لعلاج المشكلات الطلابية في مدارس المحافظة، والاستفادة من طاقات الطلبة الخريجين والخريجات وصقلها وذلك بالتعاون مع المرشدين النفسيين في المدارس في أداء رسالتهم الإرشادية، وإبراز الصورة الإنسانية للنادي وتدعيم التكامل بين أفراده وتأكيد اللمسة الحانية المجردة من الصراع والمنافسة، من خلال الأنشطة التطوعية للأعضاء في المجال الإرشادي في المحافظة.
بعد ذلك ألقى المحاضر بقسم التربية بكلية الآداب والعلوم التطبيقية بالجامعة د.أحمد بن علي المعشني محاضرة تحت عنوان "التغيرات الحديثة في حياة الفرد والأسرة وعلاقتها بالإرشاد النفسي" حيث بيّن التغيرات التي أحدثت فرقا بين طبيعة الحياة الأسرية والفردية قديما وحاضرا كما بيّن ازدياد الحاجة إلى الإرشاد النفسي وأهميته في مواجهة الإشكاليات التي يعيشها الفرد وأفضل سبل العلاج لها.
ثم ألقى د.أحمد بن سعيد بيت عامر محاضرة بعنوان صحتنا النفسية ما بين اختلاف الفهم وغياب الوعي تطرق فيها إلى أنه لا يزال هناك الكثير من الجهل وسوء الفهم تجاه الصحة النفسية والاضطرابات النفسية، ومن أهم هذه المفاهيم ارتباط الاضطرابات النفسية بالجنون، حيث يعتقد الكثير من الناس بأن كل زوار العيادة النفسية هم من المجانين، وكذلك الاعتقاد بأن الأدوية النفسية لا فائدة منها وأنها تسبب الجنون، وان هذه الأدوية نوع من المخدرات وان تناولها يؤدي إلى الإدمان، والاعتقاد بأن الاضطرابات النفسية لا شفاء منها، كما أن بعض الناس لا يزالون يعزون الإصابة بالاضطرابات النفسية إلى تأثير القوى الخفية مثل السحر والجن والحسد، وهذه الاعتقادات تؤدي إلى التردد عند زيارة الطبيب النفسي والخجل من ذلك بل ربما الامتناع عن الإقدام عليه وتجنب التعامل معه رغم الحاجة الشديدة إلى ذلك، ومحاولة إخفاء الإصابة بالاضطراب النفسي، وذلك حتى لا يتأثر وضعهم الاجتماعي، وفي أكثر الأحوال أصبح من السهل مراجعة دجال أو مشعوذ من دون تردد، بينما يتم التأخر في مراجعة العيادة النفسية حتى يستفحل الاضطراب وتصبح عملية العلاج أطول.
وأشار د.أحمد بن سعيد بيت عامر إلى أهمية الإرشاد النفسي وأنه يساعد في معالجة الاضطراب، فاضطراب القلق والاكتئاب والوساوس والمخاوف والهستيريا واضطرابات النوم واضطرابات الأطفال وغيرها من الاضطرابات النفسية القابلة للشفاء، وهناك نسبة قليلة من الاضطرابات النفسية التي لا تشفى ولكن يتم التحكم بها عن طريق الأدوية.
تحدث بعد ذلك عن تعرّيف منظمة الصحة العالمية (WHO) للصحة النفسية وكذلك أهم محددات الصحة النفسية، مشيرا إلى حقيقية أن الصحة النفسية جزء لا يتجزّأ من الصحة؛ وبالفعل، لا تكتمل الصحة بدون الصحة النفسية وان الإرشاد النفسي من اكبر العوامل المساعدة على الاستقرار النفسي. وأن الإحصائيات الصادرة من منظمة الصحة العالمية تشير إلى تزايد هائل في انتشار الاضطرابات النفسية في العالم نتيجة لعوامل كثيرة ومتداخلة، نفسية، وبيولوجية، واجتماعية، وتتسبب في تدهور ومعاناة يمتد تأثيرها من المريض إلى الأسرة والمجتمع، وفي الختام تطرق الدكتور أحمد إلى أهم أعباء الاضطرابات النفسية.
وبنهاية الحفل قام الدكتور حسن بتكريم القائمين على الملتقى وقدم لهم الشكر الجزيل على جهودهم المبذولة وسعيهم في خدمة المجتمع.