"يا أخي لو تكتب عن..."

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٧/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com/msrahby
alrahby@gmail.com

مثلي، يعوّل بعض الأخوة على ما أكتبه لتعديل أوضاع، أو تنفيذ مطالب خدمية، فيقترحون عليّ الكتابة عن أفكارهم بغية الوصول بها إلى مسؤول يظنون (وبعض الظن إثم) أنه لن يغمض له جفن حتى يبتّ في ذلك، أو يقدم شيئا بذلك الاتجاه على الأقل.
سأخصص مساحة "تشاؤلي" اليوم لعرض مجموعة أفكار طلب طرحها أخوة "لديهم أمل"..
أحدهم اقترح أن يقام جسر مشاة بين جسري الحمرية وروي حيث يكثر المتنقلون بين ضفتي الشارع حيث لا يجدون منفذا قريبا سوى "تخطّي" شارعين باتجاهين ولعدة حارات، فإن توقف قائدو السيارات تحسبا لهم سيختنق الشارع، وإلا عليهم المجازفة ومحاولة الخروج سالمين من حالة دهس تبدو ممكنة جدا.
أحد الأخوة استوقفني وسط الشارع ليقول فكرته، ويبدو أنه "ملسوع" من "سالفة" الدروس الخصوصية، متخيلا أنني إذا كتبت عنها ستتوقف فورا، يرى أن المعلمين لم يعودوا يركزون على الشرح خلال اليوم الدراسي مع توقع أن عائد الدروس الخصوصية، وتسمى "دلعا" بدروس التقوية، يمثل عائدا جيدا لمواجهة ظروف الحياة.
هناك إجحاف لكثير من المعلمين الذين لا يفكرون بهكذا منطق، وأكثر المستفيدين من دروس التقوية هم "تجار الشنطة" القادرون على شرح أية مادة دراسية تريدها، وهم الأجانب، وبخاصة أولئك الذين لا يعملون في وظيفة ثابتة، قدر اعتمادهم على هكذا حركة تأتي لهم في الساعة ما لا يناله مدير مدرسة أو ربما مدير عام التعليم في المحافظة إذا قسمنا راتبه حسب الساعات التي يعمل فيها، أشدد على "الساعات التي يعمل فيها"!
المفارقة أن أولياء الأمور هم من يلجأون إليها، وهم الذين يشتكون، يشجعونها بالذهاب إلى "باعة الدروس" ثم يصرخون محتجين عليها، وهم يدفعون بسخاء، متهمين المعلمين أنهم السبب!!.. في رأيي الشخصي إنها تبدو مهمة إن أحسن استغلالها، فهي تعطي الوقت والاهتمام المطلوب لطالب لا يركز في الفصل، ولا يجد فرصته في الفهم، وفي ذلك أسباب.
أحد الأخوة أرسل صورة سيارة حكومية، ذات دفع رباعي، في يوم إجازة، وقد صعدت جبالا من أجل فسحة عائلية، حيث المكان الذي وصلته ليس هيّنا، يريدني أن أكتب عن الموضوع، متسائلا عن القرارات المانعة لذلك، علقت على الصورة ساخرا: ربما يدربها على تحمل المشاق، فكن يا صديقي حسن النية، فالمهمة التي ذهب إليها.. وطنية!
مديرة مدرسة تعلّق دائما على تذمر المعلمات من القوانين، وبخاصة تلك التي تلامس أيام العمل وساعاته وغيرها من الظروف الحياتية، تريد الكتابة عن الضمير الوظيفي، هذا الذي نتذكره إن شعرنا بأن لنا حقوقا، وننساه عندما يأتي دور الحديث عن الواجبات، كأنما نقيس العطاء تجاه الآخرين بمقدار ما يتوقع نيله من الوظيفة، لكن قلة من يفكرون في العطاء.. بإخلاص، وكما نقول "لوجه الله تعالى".
وأخيرا.. منذ أن رأيت اسمي على مقال في صحيفة عام 1984، وما زلت مؤمنا بقدرة القلم على التغيير، مهما بدت الأسباب الداعية لفقدان الأمل.