
في سابقة تحدث لأول مرة من جانب أكبر مسؤول في دولة الاحتلال الصهيوني، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، علنا وخلال مقابلة تلفزيونية على الهواء مباشرة إلى حلمه باحتلال أجزاء من مصر والأردن ضمن النبؤة التوراتية المزعومة بشأن إسرائيل الكبرى.
لقاء نتنياهو التلفزيوني أثار جدلا واسعا في الشارع العربي حول ما إذا كان قد أعلن صراحة نيته تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات" لكن من خلال هذه التصريحات فقد أرسل "النتن ياهو" رسالة مقصودة وموجهة لكل من يعنيه الأمر في العالم العربي.
فمجرم الحرب الصهيوني نتنياهو لم يقل بوضوح: سوف أحتل أجزاء من مصر أو الأردن أو العراق والأردن، لكنه لجأ إلى مصطلحات توراتية رمزية، على طريقة "اللبيب بالإشارة يفهمُ"، معتبرا أن هذه المصطلحات تشير صراحة إلى حدود "أرض الميعاد" المزعومة التي تشمل هذه الدول.
في اعتقادي أن اللقاء بكامله صُمم بعناية لنقل هذه الرسالة، عبر ثلاث خطوات متكاملة الأركان وهي كالتالي:
أولا المشهد والخلفية:
حيث تم عقد اللقاء في مكتب نتنياهو، مع إبقاء الكاميرا موجَّهة نحو خريطة تشير إلى المناطق التي يحلم نتنياهو وتيارات اليمين المتطرف ببسط السيادة عليها.
ثانيا "الرمزية في الإهداء:
فقد أهدى المحاور زوجة نتنياهو قلادة تحمل خريطة "أرض الميعاد" بحدودها التوراتية، وقد أبدى نتنياهو إعجابه بالهدية".
ثالثا التصريح المباشر:
فعند سؤال مجرم الحرب عن موقفه من حلم إسرائيل الكبرى، أكد نتنياهو إيمانه بهذه الفكرة".
وفي اعتقادي فأن هذا اللقاء ليس مجرد حوار إعلامي عابر، بل رسالة سياسية محسوبة بعناية، هدفها تذكير العالم العربي بأن مشروع "إسرائيل الكبرى" لا يزال حيا في أذهان قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف، حتى وإن غيّروا أساليبهم وأدواتهم.
كما أنه في تقديري الشخصي، هذا اللقاء مهم للغاية لأنه يكشف طريقة تفكير النتن ياهو واليمين الإسرائيلي في المرحلة المقبلة. ومن خلال تحليل الرسائل التي حملها، أرى أن "حلم إسرائيل الكبرى" هو نفسه مشروع نتنياهو لـ"الشرق الأوسط الجديد"، لكن ليس عبر احتلال عسكري مباشر من النيل إلى الفرات، بل عبر سيطرة ثلاثية الأبعاد: سياسية وعسكرية واقتصادية.
النتن ياهو يسعى لفرض الهيمنة الإقليمية، وتكريس الرؤية الإسرائيلية على دول المنطقة، وسحب الاستثمارات من الدول العربية النفطية، ومزاحمتها في مناطق نفوذها التقليدية. وكل هذه ليست مجرد أحلام توراتية، بل خطة عمل يجري تنفيذها خطوة خطوة.
ومما لا شك فيه فأن التصريحات التحريضية هي السلوك الذي تربي عليه رئيس حكومه الاحتلال الصهيوني وهو ما يجب أن يجابه بالرد وتفنيد تخرصاته التي تعود عليها، فأوهام النتن ياهو العبثية تعكسها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين وكيانه الغاصب المحتل.