الحمراء - طالب بن علي الخياري
ربما يختلط الأمر على الواحد منا حين يشاهد صورا لموقع «جباة المدلة» ولا يتوقع وجوده في جبل شمس، لكن الزائر للمكان سيكتشف بنفسه وجود هذا المزار السياحي الرائع والفريد فـ»جباة المدلة» هي عبارة عن برك مائية تحمل في طياتها لمسة جمالية وسياحية تزخر بها ولاية الحمراء والتي هي غنية عن التعريف لما تتميز به من وجود بعض المواقع السياحية المعروفة على مستوى السلطنة وخارجها كجبل شمس ومسفاة العبريين وكهف الهوتة والجبل الشرقي وحاراتها القديمة، وغيرها من المواقع السياحية الطبيعية منها والتراثية.
ويتصف الموقع بأنه عبارة عن بركة عميقة تشكلت بسبب شلال الوادي الذي ينساب من أعلى جبل شمس ونتيجة لعوامل النحت الناتجة من السيول الغزيرة تكونت هذه البرك التي تتوزع على طول الوادي، وما يميز هذه البرك هو مياهها الباردة جدا حتى في وقت الصيف نتيجة ارتفاعها وميلان الشمس عنها، فالمكان أشبه بالكهف الكبير، كما يتميز هذا المكان أيضا بالنظافة بسبب قلة الزائرين فمن الصعوبة الوصول إليه من غير دليل والسبب عدم وجود معالم واضحة للطريق وعلامات تدل عليه إلا إذا توفر دليل يقودك إليه أو خريطة.
والقاصد زيارة «جباة المدلة» عليه أن يمتلك مخططاً مرسوماً يراعي طبيعة وجيولوجية جبل شمس، والبداية تتمثل في مرور الزائر للموقع وضرورة وصوله إلى وادي غول الذي يقع في الاتجاه الشمالي الغربي من الولاية وهو يبعد حوالي عشرة كيلو مترات عن مدخل الولاية، بعدها يواصل طريقه يمينا منحدرا إلى الطريق الترابي المؤدي إلى أحد أودية الولاية الكبيرة ألا وهو وادي النخر ويواصل مساره حتى يصل بلدة الحاجر التي تقع في جنبات وضفاف الوادي وهي من أجمل القرى في الولاية وتتميز بوجود النقوش الصخرية التاريخية التي تعود إلى آلاف السنين، وتوجد بها باسقات النخيل ومياه متدفقة من الوادي وبخاصة في فترة نزول الأمطار وسيلان الوادي وشعابه.
والمرور في الطريق يحتاج إلى شيء من الصبر والتحمل نظرا للمنحدرات والمرتفعات في الطريق، وعلى الزائر أن يكون يقظا يأخذ احتياطاته ومقومات السلامة العامة بعدها يتجه إلى بلدة النخر التي تبعد عن بلدة الحاجر مسافة 5 كيلومترات، وهي معروفة بأن الوادي فيها يستمر بالجريان طوال العام ولا ينضب، كما أن بيوتها الأثرية بحد ذاتها شاهدة على قدمها وتعود إلى آلاف السنين وتتميز تلك المباني وتشد الزائر لها لتشييدها بالحجارة والجص العماني وهي أيضا تضفي منظرا رائعا على المكان، حيث تتسطر المزارع والنخيل على جانبي الوادي وضفافه.
بعد ذلك يسلك الزائر طريقا ترابيا مشيا على الأقدام وقد يحسُّ أثناء المشي بالصعوبة وبخاصة أن الطريق وعر في بعض المواقع ويحتاج الزائر وقتا للوصول إلى الموقع يقدر بنصف ساعة أو 50 دقيقة حسب قدرة الشخص ومدى تحمله وتعوده على المشي، كما أن الممشى يوجد به بعض الممرات الجبلية والحجارة الملساء لذا يتعين أخذ الحيطة والحذر والتعاون مع الفريق حتى يتم التمكن من الوصول إلى بر الأمان، وبعد هذه الرحلة الممتعة تجد نفسك قد وصلت إلى الموقع.
ويحتاج الموقع إلى بعض من الخدمات التي تتمثل في وضع علامات ولوحات إرشادية توضح المسار المؤدي إليه، وكذلك ضرورة توفير مرشدين سياحين للوقوف مع الزائر وإيصاله إلى المكان.