باريس- د ب أ
في آخر مرة استضافت فيها فرنسا فعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم، توج المنتخب الفرنسي بلقب البطولة (يورو 1984) وفاز نجم الفريق ميشيل بلاتيني بلقب أفضل لاعب في البطـولة كـــما ســـجل أحـــد هدفي الفـــوز 2 / صفر على المنتخب الأسباني في المباراة النهائية.
ولكن بلاتيني صانع الألعاب الأسطوري سيغيب خلال الأسابيع المقبلة عن بطولة يورو 2016 التي تستضيفها بلاده بسبب عقوبة الإيقاف المفروضة عليه والتي تحرمه من المشاركة في أي أنشطة تتعلق باللعبة.
وقبل 32 عاما ، كان بلاتيني في أوج مسيرته الكروية كلاعب حيث سطع في صفوف يوفنتوس الإيطالي وفاز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أوروبا ثلاث مرات متتالية بين عامي 1983 و1985 .
والآن، بلغ بلاتيني الستين من عمره لكنه اضطر للاستقالة من رئاسة الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) كما أصبح في أسوأ ظروف ممكنة وسط ادعاءات بتورطه في فضيحة فساد أدت لإيقافه عن ممارسة أي أنشطة تتعلق باللعبة ليكون هذا الإيقاف سببا في غيابه عن يورو 2016 .
وكان زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 16 إلى 24 منتخبا بداية من النسخة المرتقبة بفرنسا هذا العام من أبرز الخطط الكبيرة التي طرحها بلاتيني وعمل على تنفيذها خلال رئاسته لليويفا.
ولكنه الآن لا يستطيع حتى الجلوس في مقصورة كبار الشخصيات أو تسليم كأس البطولة للفريق الفائز نظرا لأنه لم يعد المسؤول الأول في اليويفا.
والحقيقة أن هوية من سيسلم كأس البطولة للفريق الفائز باللقب لم تعرف بعد خاصة وأن اليويفا لن ينتخب خليفة بلاتيني قبل سبتمبر المقبل.
وخلال فعاليات يورو 2016 ، سيكون أبرز مسؤولي اليويفا هو الأسباني آنخل ماريا فيار نائب رئيس اليويفا.
وفي أواخر 2015 ، كان بلاتيني في أوج هيمنته على اليويفا وكان المرشح الأبرز لخلافة السويسري جوزيف بلاتر في رئاسة الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بعدما اضطر بلاتر للإعلان عن رحيله من المنصب في أعقاب الفضيحة التي تفجرت في مايو الفائت ولطخت سمعة الفيفا وعدد من أبرز مسؤوليه السابقين علما بأن بعضهم كان لا يزال مسؤولا بالفيفا آنذاك.
ورغم هذا، لم يستغرق تسونامي الفضائح وقتا ليطول النجم الفرنسي السابق بلاتيني. وبضغط من سلطات التحقيق الأمريكية، دشنت سلطات العدل السويسرية تحقيقات أخرى وبدأت في استجواب بلاتيني بشأن مليوني فرنك سويسري (نحو مليوني دولار) حصل عليهما من بلاتر في 2011 دون توضيح الخدمات التي قدمها بلاتيني في مقابل هذه الأموال.
وقال كل من بلاتيني وبلاتر إن هذا المال نظير خدمات استشارية قدمها بلاتيني للفيفا في الفترة من 1998 إلى 2002 ولكنهما لم يوضحا السبب وراء تأخر سداد هذا المبلغ لمدة تسع سنوات وهو ما يثير الشك خاصة وأن السداد جاء في توقيت كان فيه بلاتر يبحث عن الأصوات لإعادة انتخابه رئيسا للفيفا فيما كان بلاتيني رئيسا لليويفا.
ورأت لجنة القيم بالفيفا أن بلاتيني لم يقدم إجابات وتفسيرات مقنعة لتفرض عليه عقوبة الإيقاف ثماني سنوات قبل أن تقلص لجنة الالتماسات العقوبة إلى ست سنوات ثم قلصتها المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي إلى أربع سنوات.
والحقيقة أن مدة فترة العقوبة ليست المشكلة الأكبر التي واجهها بلاتيني وإنما كانت المشكلة الحقيقية أن هذه العقوبة أقصته خارج الصراع على رئاسة الفيفا والتي فاز بها السويسري جياني إنفانتينو الأمين العام السابق لليويفا والذي ترشح كبديل لبلاتيني مع تفجر هذه الفضيحة التي طالبت بلاتيني.
كما لا يستطيع بلاتيني الترشح في الانتخابات القادمة للفيفا والتي ستجرى في 2019 . ويبدو أن هذه العقوبة تضع خط النهاية لمسيرة بلاتيني بين قادة اللعبة والتي بدأت في 1998 لدى اختياره شريكا في رئاسة اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 1998 بفرنسا. وتحت جناح أستاذه بلاتر، اعتلى بلاتيني عرش اليويفا في 2007 ونجح خلال سنوات رئاسته للاتحاد في تنويع وزيادة مصادر دخل اليويفا مع نمو عائدات دوري أبطال أوروبا.
كما نفذ بلاتيني مشروعات طموحة منها زيادة عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية إلى 24 منتخبا إضافة لتوزيع مباريات يورو 2020 على 13 دولة بخلاف مسابقة دوري الأمم الذي من المقرر انطلاقه في 2018