مسقط - سعيد الهاشمي وعزان الحوسني
اشتكى عدد من متدربي تعليم السياقة من ارتفاع أسعار تعليم سياقة السيارات في السلطنة بشكل مبالغ فيه، لاسيما عند تقديم اختبار التعليم "التراي". وتساءلوا عن الجهة التي يمكن الرجوع لها في حالة ارتفاع السعر دون مبررات.
في المقابل، برر عدد من معلمي السياقة هذا الارتفاع بارتفاع تكاليف المعيشة والزيادة في سعر السيارة وكلفة صيانتها.
من جهتها، قالت الهيئة العامة لحماية المستهلك رداً على تساؤل "الشبيبة" إن تعليم السياقة ليس مجالا منظما ولذلك فإن الهيئة لا تتدخل فيه إطلاقا، فتعليم قيادة السيارات بحاجة إلى تنظيم في البداية بين عدة جهات حكومية وبعدها بإمكان الهيئة أن تتدخل.
كذلك، أكدت شرطة عمان السلطانية أن لا علاقة لها بالأسعار التي تعد علاقة تعاقدية بين معلم السياقة والمتدرب.
متدربون
المتدرب هلال بن علي الهاشمي يقول إن هناك ارتفاعا مبالغا فيه بالنسبة لتعليم السياقة منذ ثلاث سنوات، حيث وصل الارتفاع في كثير من الأحيان إلى النصف، وعند البعض أكثر من النصف دون وجود مبررات لهذا الارتفاع، والسؤال المطروح هو: أين الجهة المنظمة لهذا القطاع؟ وأين الجهة الرقابية له؟، فقد وصل العقد إلى قرابة 500 ريال ناهيك عن المبلغ الخيالي المدفوع عند النجاح والرسوب.
وقال المتدرب يحيى الحسني، أحد سكان محافظة مسقط إن الأسعار مرتفعة جدا، وقد كان في السابق يتم التعامل عن طريق عقد بين المعلم والمتعلم فلا يتجاوز مجمل سعر التعليم 200-300 ريال عماني، أما الآن فأغلب المدربين يشترطون أخذ حصتهم بالساعة بواقع "8 ريالات عمانية" كأدنى أجر، ولو تم الاتفاق بعقد بينهما فقد يصل إلى 700ريال عماني، وعند الرسوب أو النجاح في "التراي" يتم دفع ما لا يقل عن 50 ريالا عمانيا.
ويقول المتدرب ماجد الهاشمي من ولاية الرستاق: نلاحظ ارتفاعا مبالغا فيه في الأسعار وبخاصة عند النساء، وتساءل: هل من منظم للعملية؟ فقد وصل الآن سعر "التراي" إلى 50 ريالا عمانيا عند النجاح وعند الرسوب 35 ريالا عمانيا بعد أن كان لا يتجاوز 25 ريالا عمانيا.
وقال أحمد الرشيدي، أحد المتدربين في محافظة شمال الباطنة: الأجور اختلفت كثيرا عما كانت عليه في السنوات الماضية، حيث كان يسجل العقد لمدة ستة أشهر من 80 ريالا عمانيا إلى 100 ريال عماني، أما الآن فعقد ثلاثة أشهر يصل إلى 350 ريالا عمانيا.
وأضاف أن سعر التعليم بالساعة كان من 3 إلى 5 ريالات عمانية، أما الآن فقد أصبح 10 ريالات عمانية، وعند النجاح أو الرسوب سابقا كان بـ 20 ريالا عمانيا، أما الآن فأصبح لا يقل عن 50 ريالا عمانيا.
وبين أن المتدربين يعانون من دفع المبالغ، حيث إن بعضهم قد يتأخر في النجاح، ما يعني دفع مبالغ طائلة من أجل الحصول على رخصة القيادة.
وذكر شوين البريكي، أحد المتدربين: سابقا كان سعر تعليم القيادة معقولا بحيث لا يتعدى 100 ريال عماني، أما الآن فيصل المبلغ الكلي لنفقة التعليم إلى ما يزيد عن 300 ريال عماني. وذكر أن التعليم للساعة وصل إلى 10 ريالات عمانية، وعند التقدم باختبار التعليم "التراي" يدفع المتدرب ما يزيد عن 50 ريالا عمانيا، وهذا مبلغ مبالغ فيه، على حد تعبيره.
واقترح البريكي إقامة شركة تعنى بتنظيم مجال تعليم السياقة، لما يعانيه هذا القطاع من عشوائية وعدم تنظيم ولضمان عدم وجود استغلال لهذه المهنة.
المدربون
المدربون وأصحاب سيارات تعليم السياقة لهم رأيهم ودفاعهم عن الاسعار الحالية، فمدربة السياقة سعاد بنت عامر الوهيبية تقول: أسعار التعليم 7 ريالات عمانية للساعة الواحدة، وهذا يعتبر مبلغا معقولا مقارنة بباقي الولايات، كما أنني آخذ 40 ريالا عمانيا عند الرسوب في الاختبار و60 ريالا عمانيا عند النجاح.
وأضافت أنها تعيل عائلة مكونة من ستة أشخاص في البيت وزوجها مسن وتدفع إيجارا للبيت بقيمة 300 ريال عماني، مشيرة إلى أن المدرب يواجه الكثير من الاهانات من التلاميذ ومن مرتادي الشوارع، وطالبت البنوك العمانية بإعطائهم قروضا، وقالت إنها ستزيد السعر من 7 إلى 10 ريالات عمانية مع بداية العام الجديد، وفي حالة الرسوب 50 ريالا عمانيا، وفي حالة النجاح 100 ريال عماني.
وذكرت أن مهنة تعليم السياقة تأخذ الكثير من وقتها ومن وقت عائلتها وبيتها ولا تحصل على إجازة، إلى جانب الاتصالات المستمرة مع المتدربين.
وأضافت "نحن نتحمل عناء الصيف والشتاء من أجل أجور زهيدة تعيننا على إكمال حياتنا اليومية"، مبينة أنها تباشر العمل من ساعات الصباح الأولى إلى وقت غروب الشمس.
وذكرت الوهيبية أن مكان التعليم يكون في مجرى واد "وحين يكون جاريا نتكفل بجميع الخسائر من شراء البراميل، وكذلك تمهيد الأرض من جديد للتدريب عليها".
وقال المدرب علي البلوشي إن الوضع الآن اختلف كثيرا عن سابق عهده، فكل شيء ارتفع سعره من السيارات المستخدمة وصيانتها.
وأكد أنه تتم مراعاة معظم المتدربين عند الدفع، لافتاً إلى أن رتفاع معيشة الفرد دفع المدربين إلى رفع السعر إلى 7 ريالات عمانية وكذلك الحال برفع سعر أداء الاختبار "التراي".