بعد الحوادث المرورية.. السعيدي: أمراض القلب المسبب الثاني للوفاة في السلطنة

بلادنا الاثنين ١٨/يناير/٢٠١٦ ٠١:٠٥ ص
بعد الحوادث المرورية..
السعيدي: أمراض القلب المسبب الثاني للوفاة في السلطنة

مسقط - ش

أكد وزير الصحة معالي د.أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي أن من أهم الأسباب الرئيسية للنتائج غير الإيجابية لأمراض القلب وصول المريض للمؤسسات الصحية في وقت متأخر جدا لتلقي العلاج.
إلى جانب ذلك أكد معاليه أنه عند شعور المريض بالاعراض فإنه يتأخر بالاتصال بالمؤسسات الصحية، واعتبر ذلك عاملا مهما جدا.
جاء ذلك خلال رعاية معاليه افتتاح مؤتمر "الحالات الحرجة لأمراض القلب" الذي افتتح رسمياً مساء أمس الأول الجمعة بفندق قصر البستان، بحضور معالي د. حجر بن علي المستشار الصحي لأمير دولة قطر ورئيس جمعية القلب الخليجية سابقاً، ونخبة من الخبراء والاستشاريين على مستوى العالم.
وقال معاليه إنه من المؤسف جدا أن أمراض القلب في دول مجلس التعاون الخليجي وفي السلطنة من الأمراض الاولى المسببة للوفيات بعد حوداث الطرق. وأرجع ذلك لعدة أسباب أبرزها أمراض السكري والضغط والسمنة المفرطة والخمول في النشاط البدني وارتفاع الدهنيات في الدم، علاوة على أنماط الحياة غير الصحية.
وأشار معاليه إلى أنه يوجد في السلطنة وحدة للعناية بأمراض القلب في كل المستشفيات بمختلف محافظات السلطنة، كما يوجد المركز الوطني لأمراض القلب بالمستشفى السلطاني ومركز القلب في مستشفى السلطان قابوس بصلالة، وهي مزودة بكافة الامكانيات التشخصية والجراحية والعلاجية لامراض القلب.
وطالب معاليه جميع أفراد المجتمع بالاهتمام بصحتهم جيدا والسعي للعناية الصحية من خلال ممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين وعن العذاء غير الصحي ومراجعة المؤسسات الصحية بشكل دوري وعدم التأخر في ذلك.

فعاليات المؤتمر

تنظم المؤتمر الجمعية العمانية لطب القلب، بالتعاون مع الجمعية الأوروبية لحالات القلب الحرجة، ويستمر لمدة ثلاثة أيام.
وفي بداية المؤتمر تم تقديم عرض مرئي عن السلطنة كجزء من مسؤولية مثل هذه التجمعات عن الترويج للسلطنة سياحيا.
بعد ذلك ألقى رئيس الجمعية العمانية لطب القلب د. عبدالله بن محمد الريامي كلمة رحب فيها براعي المناسبة معالي الدكتور وزير الصحة وبالحضور وجميع المشاركين، ثم تحدث عن أبرز أهداف المؤتمر، والغرض من تنظيمه في هذا الوقت، وعن الأهداف العلمية التي تسعى الجمعية لها حاليا، وعن سعيها الدائم لتدريب الأطباء، وتزويدهم بآخر ما توصل إليه العالم في مجال أمراض القلب.
وشدد على أهمية مشاركة الأطباء والتدريب الدائم لهم بما يحقق أكبر قدر من الرعاية الصحية. كما تسعى الجمعية لرعاية الدراسات والبحوث العلمية لمواكبة تطورات طب القلب بجميع فروعه على المستوى العالمي، والتعاون مع الجامعات والمؤسسات العلمية المحلية والخارجية في مجال البحث العلمي وعقد الندوات واللقاءات العلمية التي من شأنها رفع مستوى مهنة طب القلب في السلطنة وتكوين شعب متخصصة لكل تخصص فرعي من تخصصات طب القلب في إطار الاهداف العامة التي تحددها الجمعية ووفقا للإجراءات التي تقرها وإصدار المجلات العلمية والنشرات التثقيفية ودراسة المشكلات والقضايا الاجتماعية والبيئية ذات العلاقة بأمراض القلب والبحث عن حلول لها والاطلاع على القوانين واللوائح الصحية المعمول بها في السلطنة وإبداء المقترحات الكفيلة بتطويرها.

سمعة عالمية

وألقى رئيس المؤتمر د.هيكتور بيونو كلمة أوضح فيها اعتزازه الكبير بتنظيم المؤتمر في السلطنة، ما جاء للسمعة العالمية التي تتمتع بها، حيث تمثل واحة أمن وأمان إلى جانب الجمال الذي تتمتع به عالميا، ثم تحدث عن الجهود التي قامت بها اللجنة المنظمة لتنظيم المؤتمر.
بعدها تم تقديم عرض مرئي حول الإنجازات التي نظمتها الجمعية العمانية لطب القلب في مجال رفع مستوى الأطباء وتدريبهم في مجال القلب، وتطوير المستوى العلمي للأطباء من خلال المؤتمرات العلمية والدورات التدريبية التي تنفذ بصفة مستمرة.
كما قدم د.كاظم بن جعفر بن سليمان، استشاري أول أمراض القلب ونائب رئيس الجمعية العمانية لطب القلب مدير دائرة الرعاية الطبية التخصصية بوزارة الصحة، ورقة عمل حول كيفية الرعاية الأولى لمرضى احتشاء عضلة القلب الحاد.

أوراق عمل

بعد ذلك تم فتح باب النقاش حول أوراق العمل في اليوم الأول لجلسات المؤتمر. وقد احتوت أوراق العمل لليوم الأول للمؤتمر على تسع أوراق، الجلسة الأولى التي نفذت برئاسة د.عبدالله الريامي ود.حبيب طريف ود.وائل المحميد تم فيها مناقشة أحدث طرق علاج القسطرة القلبية للاحتشاء الحاد لعضلة القلب للخبير البلجيكي للدكتور باسكال وطرح بعض نقاط الخلاف في علاج وكيفية حلها في علاج العضلة المبكر بالقسطرة التداخلية.
بعد ذلك ناقش الخبير الفرنسي د.باتريك جولدشتاين كيفية معالجة احتشاء عضلة القلب الحادة بمذيبات التجلط. ومن المعروف أن مذيبات التجلط أهم آثارها الجانبية حدوث النزيف. وناقش كيفية الاستفادة منها دون التعرض إلى النزيف والموازنة بينها والتقليل من فرص حدوث النزيف.
الورقة الثالثة طرح فيها الخبير الألماني د. هولجر كيفية التدخل لمعالجة المشاكل التي تنشأ أثناء علاج احتشاء عضلة القلب الحادة بخاصة ارتجاع الصمام والثقب بين البطينين.
الورقة الرابعة ناقش فيها الخبير الفرنسي د. باتريك جولدشتاين مرة أخرى كيفية الجمع بين مذيبات التجلط والقسطرة القلبية وعلاج مريض احتشاء عضلة القلب الحاد بداية بإعطائه مذيبات التجلط ثم بعد ذلك عمل قسطرة وتركيب دعامة.
بعد ذلك تم فتح باب النقاش مع المحاضرين والمشاركين حول أساليب العلاج التي تمس مرضى احتشاء عضلة القلب الحادة.
الجلسة الثانية للمؤتمر برئاسة د. محمد المخيني ود. عبيد الجاسم ود. عادل الريامي، تم فيها مناقشة الورقة الأولى للخبير د. بيونو رئيس المؤتمر رئيس الجمعية الأوروبية لحالات القلب الحرجة وتحدث فيها عن الإرشادات الأوروبية الجديدة في علاج حالات احتشاء عضلة القلب.
بعد ذلك تحدث د. زايمر رئيس اللجنة العلمية عن مذيبات التجلط في حالات جلطة القلب وآخر ما وصل إليه العالم في مجال علاج مرضى احتشاء عضلة القلب الحادة.
وعاد د.بيونو للتحدث ثانية عن علاج مرضى احتشاء عضلة القلب الحاد في المرضى المصابين بالفشل الكلوي.، بالاضافة لمحاضرة عن مرضى احتشاء عضلة القلب الحاد في حالات اختلاف عضلة القلب.

الأول في المنطقة

يذكر أن تنظيم مؤتمر الحالات الحرجة يأتي بناء على قرار الجمعية العمانية لطب القلب منذ عدة سنوات بتنظيم العديد من المؤتمرات بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات العالمية المهتمة بطب القلب من الجمعيات الأوروبية وشمال أميركا.
وكان مؤتمر ضغط الدم المرتفع بالتعاون مع الجمعية الأوروبية لضغط الدم المرتفع الذي تم تنظيمه العام الماضي بحضور 600 من الكوادر الطبية على مستوى العالم من أهم هذه المؤتمرات، ثم جاء هذا المؤتمر لهذا العام الذي يبحث في الحالات الحرجة للقلب ويعد الأول على مستوى الشرق الأوسط وهو أكبر تجمع علمي تنظمه الجمعية الأوروبية لحالات القلب الحرجة خارج أوروبا.
وقد تم الاتفاق مع جمعية القلب الإماراتية على تنظيم هذا المؤتمر بالتناوب مع الجمعية العمانية لطب القلب. وسيتم تنظيم المؤتمر في السلطنة عام 2018 لأن من المعروف أن أمراض القلب تعتبر الأمراض رقم واحد على مستوى العالم والسلطنة ليست استثناء.
وباستثناء الحوادث المرورية فإن أمراض القلب تحتل المركز الأول في العوامل المسببة للوفاة على مستوى السلطنة. لذلك جاءت فكرة تنظيم هذا المؤتمر لتحقيق العديد من الأهداف التي تتمثل في مساعدة الأطباء العاملين في حقل أمراض القلب للتشخيص السريع والتعامل بسرعة من حالات القلب الحرجة التي تستدعي تدخلا سريعا وعاجلا.
وغطى البرنامج العلمي للمؤتمر معظم حالات القلب الحرجة التي يواجهها الأطباء يوميا. ويعتبر المؤتمر فرصة طيبة للأطباء لمناقشة أحدث طرق التشخيص والعلاج لحالات القلب الحرجة وبخاصة احتشاء عضلة القلب أو جلطة القلب أو الهبوط الحاد لعضلة القلب.
وقد شهد المؤتمر إقبالا كبيرا نظرا لأهميته حيث كان من المخطط دعوة 400 مشارك، ونتيجة للإقبال الكبير، فقد تم زيادة العدد إلى 550 من الكوادر الطبية المشاركة فيه.