سمائل - صالح فايز الرواحي
ما زال أهالي قرية البير التابعة لولاية سمائل يعانون من الكسارات التي يزداد توسعها عاما بعد عام، وتواصل زحفها إلى المراعي التي تعتبر أشجارها ونباتاتها غذاء للمواشي ومصدر رزق لمربي الماشية في قرية البير والمناطق القريبة التابعة لها والتي من أهمها سخنان ووادي مية.
وأصبحت الكسارات شبحا يهدد سكان القرية ويهدد الماشية التي لم يعد لها غذاء بسبب جرف الكسارات للأشجار والنباتات التي تتغذى عليها الحيوانات إضافة إلى الغبار الذي يتطاير من تكسير الجبال والأمراض التي تصيب الأطفال وكبار السن بصورة عامة من جراء تلك الأتربة المتطايرة من عملية التفجير.
ويؤكد الأهالي أن بعض الكسارات لم تكتف بالمكان المحدد لها بل تواصل الزحف إلى وادي مية الذي يعتبر المكان الآمن لرعي المواشي لما يتوفر فيه من أعشاب ومياه وفيرة تحتاج إليها الحيوانات. وقد أطلق سكان وادي مية صرختهم مطالبين بإيقاف امتداد الكسارات إليهم عبر الجهات المعنية بالولاية دون جدوى، بحسب قولهم، محاولين عبر "الشبيبة" إيصال رسالتهم للمسؤولين في وزارة البيئة والشؤون الماخية.
وقف التمدد
حمود بن سيف بن حمود الجلنداني طالب في بداية حديثه الجهات المعنية بوقف إعطاء تصاريح الامتداد للكسارات والاكتفاء بما تقوم به من تخريب للبيئة.
وقال: لا نريد كسارات جديدة في منطقتنا في قرية الجيلة والقرى التابعة لها وبالتحديد قرية البير والمناطق القريبة منها. لقد تأذينا من هذه الكسارات وما تخلفه من غبار وانفجارات أثناء تكسير الجبال. وها هم اليوم يزحفون نحو المراعي التي تعتبر مصدر غذاء للحيوانات التي هي أيضاً مصدر رزقنا، ووادي مية يعتبر من الأماكن التي تعد ملاذا لمربي الماشية من حيث بعده عن الشارع.
وأضاف الجلنداني: عانينا وما زلنا نعاني من وجود الكسارات وخاطبنا الجهات المختصة منذ أكثر من (10) سنوات ولم يتم حل مشكلتنا بل لم نحصل على ردود واضحة من الجهات المعنية وكل مرة نتفاجأ بإعطاء تصاريح جديدة أقرب من الكسارة السابقة.
جرف المراعي
سليمان بن سيف الجلنداني قال: إن الحيوانات تعتبر مصدر رزقنا نحن في هذه القرية لكوننا نسكن في وادي ميو الذي اشتهر من قديم الزمن بكثرة المراعي والمياه به.
وأضاف: أصبحت المراعي في الوادي اليوم شبه مدمرة بفعل تكسير الجبال وانفجارات القنابل المدوية ما يحدث اهتزازات في الارض ينتج عنها حصول تشقق في بعض المنازل القريبة من مكان الانفجارات كما أصبح الوادي شبه معدوم من المراعي لما تقوم به الجرافات من جرف النباتات لتمهيد طريق الشاحنات لتحميل الأحجار من الجبال، كما تعرض سكان القرية للعديد من الامراض التي من أهمها مرض الربو.
وأضاف سليمان الجلنداني: نريد الإجابة من وزارة البيئة والشؤون المناخية.. ما سر إعطاء التصاريح البيئية للكسارات وزحفها إلى الوادي الذي يعتبر المكان الخصب لرعي الماشية التي هي مصدر رزقنا منذ الازل، مشيراً الى أن الكسارات تتواجد في وادي مية وعلى مقربة منه هناك قلعة ومكان أثري تابع لوزارة التراث والثقافة، كما أن منازلنا لا تبعد عنها إلا مسافة قليلة لا تزيد عن 1 كم وبعضها لا يقل عن 300 م، متسائلا: كيف نحافظ على تراثنا والكسارات تجتاح الوادي وتعمل على تكسير الجبال التي بها تراثنا وتراث أجدادنا؟
ودعا إلى وقف خطر إعطاء تصاريح الامتداد للكسارات والتوسع في الوادي الذي يعيش فيه الأهالي ويعد مصدر رعي حيواناتهم.
غبار وانفجارات
أما سليمان بن خلفان الجلنداني فقال: وجود الكسارات في مناطق سخنان ووادي مية بقرية البير تعتبر مصدر خطر بيئي وصحي على الأهالي القاطنين في هذه القرية.
وأضاف: نطالب بإزالة الكسارات من المواقع القريبة من الوادي حيث توجد أكثر من ثلاث كسارات تعمل في ذلك الموقع وهي في ازدياد سنوياً.
وأكد بالقول: تشبعنا من الغبار الذي يدخل منازلنا ليلا ونهارا كأنه سحب تغطي سماء القرية، ونطالب الحكومة بالتدخل السريع لحل هذه المشكلة بوقف زحف الشركات أو منعها من تخريب البيئة.