خالد عرابي يكتب: " نحو استراتيجية وطنية لكرة القدم العمانية"

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٥/يونيو/٢٠٢٥ ١٩:٤١ م
خالد عرابي يكتب: " نحو استراتيجية وطنية لكرة القدم العمانية"
كان المشهد الجميل والحضاري اليوم والذي لفت أنظار المهتمين بالرياضة وخاصة كرة القدم العمانية هو إجراء انتخابات الاتحاد العماني لكرة القدم والتي جرت في أجواء يسودها الهدوء والسكينة والألفة والمحبة - كما هي عادة الأحداث في سلطنة عمان الحبيبة – وأفرزت هذه الانتخابات التي جرت إلكترونيا لأول مرة في خطوة تهدف إلى مزيد من الشفافية وسرعة فرز النتائج عن مجلس جديد برئاسة السيد سليمان البوسعيدي، الذي نبارك له هذا الفوز المستحق، فهو رجل المرحلة، وهو رجل قدير وليس بغريب عن الرياضة ولا كرة القدم العمانية، حيث تولى من قبل منصب نائب الرئيس للاتحاد في مجالس سابقة، وهو مطلع ومتابع للكثير من التفاصيل، ويمكنه أن يعطي الكثير لما يخدم المنظومة الكروية العمانية.
المشهد الثاني، والذي ليس بالبعيد عنا جميعا وهو ما حدث خلال الفترة الماضية، حيث عدم رضى البعض عن النتائج التي حققها المنتخب الوطني العماني، ومن ثم القاء المسؤولية الكاملة على عاتق بل ورأس مدرب المنتخب الوطني الكابتن رشيد جابر، بل وبلغ الأمر حده، حيث مطالبة البعض بضرورة التخلص من المدرب الوطني رشيد جابر واستبداله بمدرب جديد وهو ما لم يلق القبول، حيث غلب صوت الحكمة والعقل، رغم كل ما حدث من شد وجذب ما بين مؤيد ومعارض لوجود رشيد جابر خلال الفترة الماضية.
وما بين هذين المشهدين (مشهد اليوم، ومشهد الأمس القريب) يبقى السؤال الذي يفرض نفسه، والذي أرى أنه وقته الحقيقي الآن؟ بل ولابد وأن نسأله وأن نتبعه بعدة تساؤلات: هل اتحاد كرة القدم وحده، ورئيس الاتحاد هو المسؤول عن منظومة كرة القدم العمانية وبالتالي النتائج التي يحققها؟ وهل مدرب المنتخب هو وحده المسؤول عما يحققه المنتخب الوطني من نتائج.. سواء كانت اخفاقات أو حتى نجاحات؟
إنني أرى أنه لا الاتحاد ولا رئيس الاتحاد ولا مدرب المنتخب وحده المسؤول عما يحققه المنتخب الوطني من نتائج إيجابا أو سلبا، وإنما يجب أن ننظر إلى أن أي نتائج يحققها منتخب وطني من المنتخبات سواء كرة القدم أو غيره من الرياضات الأخرى تكون نتائج منظومة شاملة ومتكاملة.
ومن ثم فحينما نخص ونتحدث هنا عن كرة القدم العمانية، فإننا يجب أن نقولها بكل صدق وأمانة أن ما حققه وما يحققه المنتخب الوطني لكرة القدم - وعليها نقس في أي بلد من البلدان- هو نتيجة جهود جماعية تتكامل فيها أدوار مجموعة كبيرة من الأطراف: بدءا من توجه الدولة للاهتمام بهذه الرياضة، إلى دور الوزارة المسؤولة وليكن عندنا وزارة الثقافة والرياضة والشباب، إلى الاتحاد المسؤول وهو اتحاد كرة القدم مثلا، إلى الأندية ذات الصلة، لأن قوتها أو ضعفها هو الذي يفرز لاعبى المنتخب الوطني، ومن ثم يأتي الدور على مدرب المنتخب، ومساعدية، والطاقم الإداري، واللاعبين، وبالطبع هناك محاور وعناصر أخرى فاعله لا يمكن أن نجملها في هذه المقالة.
وبالتالي فما أردت أن أؤكد عليه أن الأمر ليس مسؤولية فردية ولا حتى مسؤولية جهة بذاتها وإنما مسؤولية ومنظومة جماعية، يجب أن تتعاون فيها جهود جميع الأطراف ذات الصلة، ولذا فإننى أرى أننا إذا ما أردنا وبحق أن يكون لدينا منتخب عماني قوى ينافس ويحقق الأهداف والبطولات المرجوة فإنه هذا هو الوقت المناسب مع تولى اتحاد جديد لكرة القدم ليكون هدفنا الأهم والأسمى الآن وضع "استراتيجية وطنية لكرة القدم العمانية" تتضافر فيها جهود الجهات التي أشرت إليها سابقا بدءا من الوزارة إلى الاتحاد إلى المدرب فالأندية، وكذلك التباحث والنظر في أمور كثيرة منها مستوى اللعبة، وسبل الدعم، وأجور اللاعبين، والبيئة الكروية المتاحة وغيرها الكثير من العناصر والمحاور ذات الصلة.
وعلى جميع الأطراف الاستفادة من الاهتمام الكبير والجهود التي تبذلها وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وعلى رأسها معالي الوزير الشاب صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب وما يبذله سموه شخصيا من جهود جبارة في سبيل النهوض بالرياضة العمانية عموما وليس كرة القدم فحسب، وليس أدل على ذلك من مشاهداتنا  المتكررة لمتابعات سموه الشخصية لتدريبات المنتخب وبنفسه.
وصدقوني عندها ستكون هذه هي البداية الحقيقية لتضافر جهود الجميع للنهوض باللعبة وبالمنتخب والوصول للنتائج المأمولة.. وعلى هذا فقس في غيرها من الألعاب المختلفة.