مسلسل معاوية التاريخي يثير الجدل .. والأزهر الشريف في مصر يحرم مشاهدته

مزاج السبت ٠١/مارس/٢٠٢٥ ١٢:٢٩ م
مسلسل معاوية التاريخي يثير الجدل .. والأزهر الشريف في مصر يحرم مشاهدته
مسلسل معاوية

القاهرة - وكالات

أثار المسلسل التاريخي "معاوية"، الذي أعلنت عنه مجموعة قنوات "إم بي سي" (MBC) السعودية ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي مع اقتراب عرضه في موسم رمضان 2025.

وكشف الإعلان التشويقي للعمل الذي عرض عبر فضائية "إم بي سي مصر 2" ومنصة "شاهد"، عن مشاهد حروب وصراعات ملحمية باستخدام تقنيات غرافيك متطورة وأزياء تعكس بدقة الحقبة التاريخية التي يتناولها المسلسل، وفق موقع RT.



ويتناول المسلسل قصة الصحابي معاوية بن أبي سفيان، الذي تحول من أحد كتاب الوحي إلى مؤسس الخلافة الأموية، وأول ملك في الإسلام.

ويروي العمل الأحداث التي تلت مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ، وتولي علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -  الخلافة، وصولا إلى قيام الدولة الأموية.

ويضم المسلسل نخبة من نجوم الدراما العربية، بينهم الممثلون السوريون لجين إسماعيل في دور معاوية بن أبي سفيان، وأيمن زيدان في دور عثمان بن عفان، وسامر المصري في دور عمر بن الخطاب، ووائل شرف بشخصية عمرو بن العاص، والممثل والأردني إياد نصار في دور علي بن أبي طالب، والممثلة التونسية سهير بن عمارة بشخصية هند بنت عتبة والدة معاوية.

بالإضافة إلى صبا مبارك، جميلة الشيحي، عائشة بن أحمد، ويزن خليل، أسماء جلال، سوسن بدر، ميسون أبو أسعد وياسين بن قمرة، وغيرهم. وهو من من تأليف خالد صلاح، وإخراج أحمد مدحت.

وعلى الرغم من الترقب الكبير للعمل، أثار الإعلان موجة من الجدل بين مؤيدين يرون فيه إضافة مهمة للأعمال التاريخية العربية، ومعارضين يعتبرون تناول شخصية مثيرة للجدل مثل معاوية بن أبي سفيان أمرا حساسا، خاصة في ظل الخلافات التاريخية والمذهبية حول هذه الحقبة.

كما أثار توقيت الإعلان المفاجئ، دون تسويق مسبق، تساؤلات حول سبب التأخير في الكشف عن العمل.

وواجه المسلسل العديد من التحديات منذ الإعلان عنه في 2023، بما في ذلك قرار هيئة الإعلام العراقية منع عرضه في العراق، وتعديلات متكررة على السيناريو، واستبدال المخرج طارق العريان بأحمد مدحت.

وتصاعد الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتقد البعض تجسيد شخصيات تاريخية إسلامية مثل الصحابة والخلفاء الراشدين، بينما دافع آخرون عن أهمية تناول التاريخ بشكل درامي.

ويعد "معاوية" واحدا من أبرز الأعمال الدرامية المنتظرة في الموسم الرمضاني الحالي، حيث يجمع بين الإنتاج الضخم، والطاقم الفني والتمثيلي المميز، والقصة التاريخية التي ما تزال تثير الجدل حتى اليوم. ومن المتوقع أن يستمر الجدل حوله حتى بعد عرضه.

وفي المقابل، علق الدكتور عبد العزيز النجار، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف في مصر، على موقف الأزهر من تحريم مسلسل «معاوية»، الذي من المتوقع عرضه خلال رمضان الجاري على قنوات إم بي سي السعودية، بما فيها إم بي سي مصر.

وقال خلال تصريحات تلفزيونية بقناة  «صدى البلد» المصرية مساء الجمعة، إن «هناك ثوابت في الدين لا يمكن أن تتغير مهما تغير الزمن، وكما قال مُعلمنا الشيخ محمد متولي الشعراوي: (نحن لا نريد عصرنة الدين، بل نريد تديين العصر)»، مؤكدا أن الدين يظل هو الأصل الثابت رغم تغير العصور.

وأوضح أن «تجسيد العشرة المبشرين بالجنة أو الأنبياء أو أمهات المؤمنين أو بنات النبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت الكرام؛ أمر لا يمكن أن يقبله أي مسلم، مهما بلغت درجة إيمانه، حتى وإن لم يكن هناك إساءة مباشرة؛ لأن ذلك يثير الفتنة والفرقة بين الأمة، بصرف النظر عن الرأي الشرعي والديني».

وشدد أن «عقيدة المسلمين ترفض أن يروا ممثلا يؤدي أدوار سُكر، ثم يأتي بعد ذلك ليجسد دور أحد المبشرين بالجنة».

وأكد أن «مسألة تحريم الأزهر أو دار الإفتاء أو غيرها من المؤسسات الشرعية لا تزعج أحدًا، ومن الناحية الشرعية، على الأمة أن تلتزم برأي الأزهر الشريف والمجمعات الإسلامية على مستوى العالم، فجميعها تحرم تجسيد الأنبياء والصحابة».

وأشار إلى أن التمثيل نفسه ليس له أصل في الشريعة الإسلامية، قائلا:« لا يوجد دليل شرعي للتمثيل من الأساس، من الذي قال إن هناك تمثيلا ونصنع دراما، ونستعين بممثلة تمثل جسدها عاريا؟ من الذي أباح التمثيل؟ فرضوا علينا أمور، وأصبح الفن منبرا ومحرابا، وبدأوا يستعيرون أسماء من الشريعة الإسلامية، وكان هذا شيئا مفروضا على الأمة، أين الدليل أن يكون عندنا تمثيل وأفلام ومسلسلات لا يوجد أدلة على كل ذلك من الأساس».

واختتم مؤكدا أن «دار الإفتاء المصرية أكدت أكثر من مر ة على حرمة تجسيد جميع الصحابة لشرف صحبتهم للنبي عليه السلام؛ لكن أصبح عاديا أن نقول لا تجسدوا ويجسدون، ونقول لا تعرضوا وتعرضوا، لم يعد يلتزمون بالرأي الأصل».

وكان من المفترض أن يتم عرض تلك الدراما التاريخية، قبل نحو عامين، ولكن جرى تأجيله بسبب اعتراضات من مراجع شيعية في العديد من دول العالم.