صناعة القواب هي إيمان بدأناه في وقت مبكر لإيمان بأن الصناعة هي المخرج لدول العالم الثالث
يصل حجم مجموعة جلف كرافت إلى حوالي 500 مليون دولار وهي شركة مساهمة محدودة وتضم المجموعة 1600 موظف
دبي - خالد عرابي
اختتمت مؤخرا فعاليات معرض دبي العالمي للقوارب، وشهدت هذه النسخة للمعرض مشاركة دولية كبيرة ومتنوعة حيث استعرض خلال أفخم وأرقى وأغلى أنواع القارب واليخوت والتي وصلت أسعار البعض منها إلى عشرات الملايين من الدولارات.. كانت واحدة من المشاركات المتميزة مشاركة مجموعة جلف كرفت، حيث أنها واحدة من كبرى الشركات العاملة في هذا القطاع بل وهي مصنفة في المرتبة السابعة عالميا في هذه الصناعة.. "الشبيبة" انفردت بهذا الحوار الحصري مع رائد وعملاق صناعة اليخوت والقوارب الفاخرة في المنطقة محمد الشعالي رئيس مجلس إدارة مجموعة جلف كرافت، التي تتخذ من دولة الإمارات العربية مقرا ومصنعا لها ولكن لها عدة فروع دولية أبرزها في المالديف.
في البداية أكد الشعالي على أن معرض دبي للقوارب واليخوت يعتبر أهم معرض بالنسبة لمجموعة جلف كرافت لأنه يمكن من خلاله أن تعرض المجموعة من خلاله أكبر عدد من اليخوت، وفي هذا العام عرضت 15 قاربا ويخت وكانت بذلك أكبر المجموعات والشركات العاضة في المعرض بل وفي كل دوراته، وأشار إلى أن مجموعة جلف كرافت تمتلك خبرة تصل إلى 42 عاما في هذه الصناعة وهي عمر المجموعة.
وأضاف قائلا: يعتبر دور جلف كرافت مع المعرض دور متبادل حيث ساهمت المجموعة في تعزيز المعرض بوجود المجموعة الدائم بأكبر المعروضات، كما ساهم المعرض في تعزيز دور المجموعة الداخلي والخارجي، مشيرا إلى أنه من الصعب عرض مثل هذا العدد من القوارب واليخوت في أي معرض آخر في العالم وذلك بسبب الكلفة، ولكن بسبب أن مقر الشركة في دبي فيعتبر هو المنصة الرئيسية للمجموعة، كما أنه بسبب أن موزعي المجموعة في جميع انحاء العالم وهى لديها 45 موزع، ولذا تقوم جلف كرافت بدعوة زبائنها وضيوفها وموزعيها للمشاركة في هذا المعرض، ومن ثم يعد فرصة كبيرة للالتقاء بهم والنقاش معهم والاستماع منهم عن رضاهم أو حتى عدم رضاهم عن المجموعة.
وأكد على أن المعرض ليس للبيع والشراء فقط، وإنما فرصة كبيرة لتبادل الرؤى والأفكار، وقال نحن سعداء باستمرار المعرض خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية التي مرت بها المنطقة بدءا من ظروف (كوفيد-19) إلى الحروب، ومع هذا فالمعرض استمر واستمر ينمو ويكبر.
وعن الفئات المشاركة من من جلف كرافت في المعرض قال الشعالي: نحن شاركنا بأربعة أنواع بدءا من ماجيستي 111 وهو أكبر اليخوت، أما النوع الثاني فهو نوماك وهو من اليخوت متوسطة الحجم إلى الكبيرة، كما شاركنا بقوارب أوركس وهي من الفئة الرياضية، وشاركنا بيخت سيلفر كت وهو نوع جديد أنتجته الشركة قبل سنوات ولاقى قبولا ورواجا كبيرا، رغم تميزه واختلافة عن بعض القوارب الأخرى.
وقال بأن صناعة القواب هي إيمان بدأناها منذ الشباب وفي وقت مبكر لإيمان بأن الصناعة هي المخرج الوحيد لدول العالم الثالث، وهي ليست فقط لأنها تجلب العملة الصعبة فقط، وهذا مهم ولكنها أيضا تجلب المعرفة، ونحن لم نكن نلم بهذه المعرفة التي نملكها اليوم لولا أن خضنا غمار هذه الصناعة. كما أن الصناعة تعلمك النظام والرقي في اختيار المواد وتعلمك الجودة، لأنك لابد أن تلتزم بمقاييس و مواصفات عالمية، وحتى وإن مررنا بتحديات إلى أننا استطعنا أن نصمد واليوم لدينا منتج عالمي.
تحديات تواجه الصناعة
وعن التحديات التي تواجه هذه الصناعة قال: كانت كثيرة ومنها حتى المواد الأولية كانت غير موجودة وكذلك الخبرات عند العاملين وحتى مسامير الاستانلستيل، وكذلك كانت تحديات الخبرة والهندسة وغيرها، و لكننا اضطررنا لنصنع كل شيء خاص بهذه اليخوت في الشركة، وكذلك اضطررنا لإنشاء معهد للتدريب وكله مصنع في الشركة، لأننا اضطررنا لإنشاء خمس مصانع في الإمارات حتى نتمكن من تلبية جميع احتياجاتنا وهذا ولله الحمد ساعدنا في أشياء كثيرة منها: التحكم في النوعية والكلفة والجود وحتى التسليم وقدمنا الجودة ولكن بسعر منافس وإلى الآن نتمنى أن نكون قد قدمنا تجربة يستفيد منها جيل الشباب القادم، فالصناعة تحدى ولكنها أيضا أمل هذه الأمة للمستقبل.
ولفت النظر إلى أن هذه الصناعة معظمها "صناعة يدوية"، وقال: في دولة الإمارات لدينا حتى الآن حوالي 60 إلى 70 مصنع ويصل حجم مجموعة جلف كرافت إلى حوالي 500 مليون دولار وهي شركة مساهمة محدودة ونتطلع إلى أن تكون مدرجة في أسواق المال وتضم المجموعة 1400 موظف في دولة الإمارات، و200 في جزر المالديف لأن لدينا مصنع بها، ومن هذا العدد لدينا منهم 50 مهندسا، وكنا نصدر للمالديف ولكن وجدنا كلفة ونحن نورد حوالي 80% من حاجة المالديف.وهذا منذ 20 عاما.
وعن الدخول في أسواق في المنطقة، قال لدينا عقود في هذه الدول ولكن ندرس دخول أسواق أخرى في المنطقة. وأكد تحول الشركة إلى مجموعة جلف كرافت مؤخرا جاء لأان الشركة توسعت كثيرا وأصبح لها عدة مصانع في عدة دول وأصبحت تنتج أنواع عديدة من القوارب واليخوت ولذا رأينا أن تكون مجموعة يكون أفضشل لتقديم الخدمات لزبائننا في السوق العالمي خاصة وأن السمعة لها دور في ذلك.
أغلى قارب
وعن أغلى قارب صنعته مجموعة جلف كرافت قال الشعالي: كان سعره 35 مليون دولار وهو من نوع ماجستي 175، والقارب 111 والذي تم بيعه خلال هذه النسخة من المعرض سعره 15 مليون دولار، وقد تم تقديم العديد من عروض الشراء خلال المعرض، وأشار إلى أنه يمكن تملك يخت من مليون إلى عشرات الملايين، ولكن يعتمد على حسب الاحتياجات والمواصفات وغيرها. كما أشار الشعالي إلى أن المجموعة تستفيد من التكنولوجيا وتوظفها بكل السبل داخ القوارب حتى تخدم الناس.وكذلك العمل على الحفاظ على البيئة و الاستدامة.
وقال هناك قوارب نستخدم فيها الطاقة الشمسية وكذلك غيرها، ولكن هذا قرار وليس مجرد، وأضاف: جربت الطاقة البديلة ومنها الشمسية، ولكن وجدن شخصيا الطاقة الشمسية في القوارب ولكن لم أجد فيها الكفاءة المطلوبة. وكذلك لابد من وجود بنية أساسية. وقال أنا شخصيا جربت الطاقة الشمسية في بعض اليخوت و لكن لم أجد فيها كفاءةٍ وتكلفة صيانتها مقابل ما نحصل عليه قليلة جدا ،وكذلك تفقد كفاءتها بشرى.
حققت مجموعة "جلف كرافت" نجاحاً استثنائياً في مشاركتها بمعرض دبي العالمي للقوارب مع توزيعها ما يزيد على 1100 مادة ترويجية مصورة للمهتمين بشراء منتجاتها على مدار الأيام الخمسة للمعرض. ويشكل هذا الإنجاز واحداً من أنجح المشاركات التي حققتها الشركة في تاريخها الحديث.
وأقيم معرض دبي العالمي للقوارب في دبي هاربر خلال الفترة من 28 فبراير إلى 3 مارس، وأتاح لمجموعة "جلف كرافت" مجدداً منصة استثنائية لعرض قدراتها العالية في مجال الابتكار وصناعة القوراب واليخوت. ومع امتلاء سجل طلبات الشركة بالكامل الآن لعام 2024، يتلقى حوض بناء السفن الآن الطلبات للنصف الثاني من عام 2025.
وجرى خلال الأيام الأولى من المعرض بيع خمسة يخوت و20 قارباً ترفيهياً من علامات “جلف كرافت”. وتؤكد عمليات البيع هذه، إلى جانب العديد من الصفقات الأخرى قيد التحضير، على جاذبية قوارب “جلف كرافت” الفاخرة والطلب العالمي المستمر عليها.
دأبت جلف كرافت على المشاركة في معرض دبي العالمي للقوارب منذ انطلاقه قبل 30 عاماً، وحرصت في مشاركاتها تلك على استعراض تصاميمها المتطورة وإطلاق طرازات جديدة. ويشكل النجاح الكبير الذي حققته المجموعة هذا العام دليلاً ملموساً على التزامها الدائم بالتميز وسمعتها المرموقة في القطاع البحري في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وخارجها.