مسقط - خالد عرابي
احتفلت سفارة المملكة المتحدة بسلطنة عمان اليوم (السبت) بتتويج صاحبي الجلالة الملك تشارلز الثالث (74 عاماً) ملكاً على بريطانيا وقرينته الملكة، وذلك في حفل نظمته السفارة البريطانية بمسقط بالتوازي مع الحفل الذي نظمته المملكة المتحدة في العاصمة البريطانية لندن بحضور كبار الشخصيات من جميع أنحاء العالم، وذلك في حفلٍ تاريخي وأسطوري.
أقيم الحفل الذي نظمته السفارة بفندق قصر البستان ريتز كارلتون، بحضور سعادة الدكتور السفير خالد بن سعيد الجرادي، رئيس دائرة المراسم بوزارة الخارجية العمانية، والمكرم صالح الزكواني، عضو مجلس الدولة ممثلان عن الحكومة العمانية، بحضور لفيف من كبار الشخصيات العمانية، و لفيف من السفراء ورؤساء وأعضاء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى السلطنة، ومن أبناء الجالية البريطانية في السلطنة، وقد شهد الحفل كلمة ألقاها سعادة جيمس جولدمان القائم بأعمال السفارة البريطانية في مسقط.
وجرت احتفالية التتويج الرسمية في كاتدرائية وستمنستر – لندن، وبعد سلسلة من المراسم التي أقيمت، ارتدى الملك تاج سانت إدوارد الذي صُنع في عام 1661 ويحتوي على 4 تقاطعات واثنين من الأقواس، وهو مصنوع من الذهب الخالص ومزين بـ 444 حجراً كريما بما في ذلك الياقوت وأحجار كريمة أخرى.
ويعد تتويج صاحبيّ الجلالة الملك وقرينته الملكة حدث تراثي كبير بالنسبة للمملكة المتحدة، ويلقى صداه في أنحاء العالم، وحظيت سوف مراسم التتويج بحضور زعماء من أنحاء العالم شهدوا واحتفلوا بمراسم التتويج التاريخية هذه والفعاليات المصاحبة لها.
وشهد يوم الجمعة (5 مايو)، تنظيم عدد من الفعاليات المرتبطة بالتتويج للترحيب بقدوم كبار الشخصيات إلى المملكة المتحدة عشية مراسم التتويج. فيما شهد يوم أمس (السبت 6 مايو)، تُتويج كبير أساقفة كانتربري جلالة الملك تشارلز الثالث وجلالة قرينته الملكة، وذلك في كنيسة ويستمنسر آبي في وسط لندن وكان الحفل من المراسم الاحتفالية الباهرة، كما شهد حضور زائرون من جميع أنحاء العالم إلى العاصمة البريطانية لندن ليشهدوا هذه المناسبة التاريخية .
حضر زعماء العالم مراسم التتويج هذه التي تُجرى لأول مرة منذ تتويج جلالة الملكة الراحلة الملكة إليزابيث الثانية في يونيو 1953م، حيث كرست 70 سنة من حياتها للخدمة المتفانية لتكون العاهل البريطاني الأطول خدمة بتاريخ بريطانيا. وبذلك يكون قد ُتوّج جلالة الملك تشارلز الثالث ليكون ملكا للمملكة المتحدة و14 دولة أخرى هو رئيس لها.
تُجرى مراسم التتويج في كنيسة ويستمنسر آبي منذ سنة 1066. وبذلك يكون الملك تشارلز الثالث هو الملك الأربعين الذي أدي اليمين التقليدي للخدمة بإخلاص.
من بين العناصر الاحتفالية الأخرى في مراسم التتويج هناك الأثواب الاحتفالية، والكرة الذهبية والصولجان الذهبي، وعرش يعود تاريخه إلى قبل 700 سنة - يُعرف باسم كرسي التتويج - الذي يوضع فوق "صخرة المصير" التي كانت تُستخدم في تتويج ملوك اسكتلندا.
وقد أرتدي الملك لدى تتويجه تاج سانت إدوارد المصنوع من الذهب الخالص، والذي كان قد صُنع للملك تشارلز الثاني في 1661 ومُرصّع بأحجار كريمة يبلغ عددها 444 وتشمل الياقوت والجمشت والزفير. هذا التاج وزنه ثقيل، لذا ارتداه العاهل لمدة وجيزة فقط عقب لحظة تتويجه .
وإلى جانب الطقوس القديمة، اشتملت مراسم التتويج أيضا لمسات معاصرة وشخصية تعكس دور الملك اليوم، والتطلع إلى المستقبل. ومسح كبير الأساقفة جستن ويلبي على جبهة الملك تشارلز الزيت المقدس الذي جرى إعداده في القدس وفق مواصفات حددها جلالة الملك، باستخدام مكونات نباتية فقط.
كلّف الملك الموسيقيين بتأليف 12 قطعة موسيقية خاصة لهذه المناسبة، بما فيها نشيد للمؤلف الموسيقي البريطاني أندرو لويد ويبر. و أديت الترانيم باللغات الإنجليزية و الويلزية، واشتملت على ترانيم إنجيلية وموسيقى أرثوذكسية إغريقية في ذكرى والد الملك، الأمير فيليب، الذي وُلد في كورفو في اليونان.
وفي صباح أمس (السبت)، انتقل صاحبا الجلالة من قصر باكنغهام في موكب الملك إلى كنيسة ويستمنسر آبي في عربة اليوبيل الماسي التي صُنعت للملكة إليزابيث الثانية في 2012 احتفالا بمرور 60 سنة منذ اعتلائها العرش.
بعد مراسم التتويج، يعود صاحبا الجلالة إلى قصر باكنغهام في العربة الذهبية. آخر مرة شوهدت فيها هذه العربة كانت بمناسبة اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية في شهر يونيو 2022. وقد صُنعت هذه العربة الذهبية في سنة 1760 وكان أول من استخدمها الملك جورج الثالث بمناسبة ذهابه لافتتاح البرلمان في 1762. استُخدمت هذه العربة في جميع مراسم التتويج منذ تتويج الملك ويليام الرابع في 1831. وسوف يجرها ثمانية أحصنة ويندسور رمادية. ونظرا لثقل وزن العربة، سوف تسير بسرعة المشي العادي.
وشمل موكب التتويج القوات المسلحة من جميع دول الكومنولث والمقاطعات البريطانية في الخارج، وجميع فروع القوات المسلحة في المملكة المتحدة، إلى جانب الحارس الشخصي للملك وجدّا في المراكب الملكية. واستند يوم التتويج إلى التقاليد، وعكس كذلك المملكة المتحدة المعاصرة ومتعددة الثقافات. قد استغل الملك تشارلز الثالث هذه المناسبة للترويج للمسائل العزيزة عليه: الشباب، والمجتمع، والتنوع، والاستدامة.
وشملت هذه المرحلة المفصلية التاريخية عطلة نهاية أسبوع مُطوّلة أقيمت فيها فعاليات احتشد فيها المواطنين من أنحاء المملكة المتحدة معا،كما شهد احتفالات أقيمت في 280 بعثة دبلوماسية بريطانية في أنحاء العالم، حيث تدعم هذه البعثات الـ 280 للمملكة المتحدة الدور الدولي لجلالة الملك، وتروّج لقيم دول الكومنويلث التي يرأسها جلالة الملك.
هذا ومن المتوقع أن يشهد يوم غد (الأحد 7 مايو) الحفل الموسيقي بمناسبة التتويج في قلعة ويندسوربحشد ألمع الموسيقيين والفنانين المعاصرين من أنحاء العالم للاحتفال بالتتويج، وسوف يحضر هذا الحفل الموسيقي 10,000 من المواطنين الذين حصلوا على تذاكرهم بالقرعة، إلى جانب موظفين ومتطوعين من المؤسسات الخيرية التي يرعاها الملك وقرينته الملكة. وأثناء هذا الحفل الموسيقي سوف تُضاء مواقع مميزة في أنحاء المملكة المتحدة، بينما ستقام مئات الاحتفالات في الشوارع والمنتزهات والحدائق.
إشادة بالخدمات العامة التي قدمها جلالة الملك طوال حياته، تحث فعالية "المساعدة الكبيرة" في يوم الاثنين 8 مايو المواطنين على محاولة التطوع والمشاركة في أعمال لمساعدة مجتمعاتهم المحلية.
وعقب انتهاء مراسم الاحتفال الرسمي في لندن شهد احتفال السفارة البريطانية في مسقط تقديم الفرقة العسكرية لعدد من المقطوعات الموسيقية العسكرية.