سلطنة عُمان تستضيف مؤتمرًا إقليميًا حول ترصُّد العدوى التنفسية الحادة

بلادنا الاثنين ١٣/مارس/٢٠٢٣ ١٢:٤١ م
سلطنة عُمان تستضيف مؤتمرًا  إقليميًا حول ترصُّد العدوى التنفسية الحادة

الشبيبة - العمانية 

 بدأت بمسقط اليوم أعمال الاجتماع السادس لشبكة ترصّد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط والمؤتمر العلمي الثالث للعدوى التنفسية الحادة، اللذين تستضيفهما سلطنة عُمان ممثلة في وزارة الصحة لمدة ثلاثة أيام، ويُقامان بتنظيم من منظمة الصحة العالمية وبالتعاون مع شبكة ترصد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط.

يُشارك في الاجتماع خبراء وباحثون من أكثر من 20 دولة يستعرضون فيه أبرز المشروعات والبحوث والممارسات في مجال العدوى التنفسية الحادة في إقليم شرق المتوسط.

وقال سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية راعي المناسبة في كلمة وزارة الصحة إنّه على مدى السنوات الثلاث الماضية أطلقت جائحة كوفيد 19 نطاقًا هائلًا من الأبحاث والدراسات والمنشورات العلمية، مما سمح لنا بأن نكون في وضع أفضل مما كنا عليه قبل الوباء.

وأضاف سعادته أنه ما يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، لا سيما في منطقتنا ونأمل أن يتم تبادل العديد من قصص النجاح والممارسات الجيدة والخبرات في هذا المؤتمر.

وذكر سعادته أنّ سلطنة عُمان خرجت بعددٍ من النتائج الإيجابية خلال جائحة كورونا، منها ترقية مراقبة التهابات الجهاز التنفسي الحادة إلى قاعدة الويب للإخطار في الوقت المناسب والعمل كنظام إنذار مبكر، وإدخال المراقبة الجزيئية لدعم تتبع الفيروسات الناشئة.

وأكّد سعادته أنّ سلطنة عُمان تسعى إلى تعزيز المراقبة، والتحرك نحو التكامل، والاستثمار في الفاعلية والتطعيم والبحث واعتماد نهج صحي واحد هو الطريق إلى الأمام في المنافسة.

من جانبه قال الدكتور أحمد بن سالم المنظري مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط في كلمة له إنّ السنوات الأخيرة شهدت زيادة في معدل حدوث فاشيات الأمراض وارتفاع خطرها على نحو ملحوظ؛ ففي عام 2022، أُبلِغ عن أكثر من 55 فاشية في مقابل 31 فاشية في عام 2021 و14 فاشية في عام 2020.

وأشار إلى أنّ من تلك الفاشيات يُعزى إلى عدوى تنفسية؛ حيث أدت هذه الفاشيات، بحسب التقارير، إلى أكثر من 7 ملايين إصابة وما يقارب 1400 وفاة مرتبطة بها.

وذكر أنّ العدوى التنفسية الحادة، على وجه الخصوص، من الأسباب الرئيسة للاعتلال والوفاة في الإقليم، وتؤثر تأثيرًا كبيرًا على الصحة والتنمية الاقتصادية فيه.

وبيّن أنّ هذا المؤتمر يسعى إلى تعزيز الوقاية من الأمراض التنفسية والتأهُّب لها واكتشافها والتصدي لها، فإننا نحثُّ جميع البلدان على التركيز على الأولويات، وأنّه من بين الأولويات تعزيز النظم والهياكل المتكاملة لترصُّد أمراض الجهاز التنفسي في إطار برنامج عمل أو لدعم الترصد المتكامل للأمراض على المستوى المجتمعي، وبناء القدرات على اكتشاف الأمراض التنفسية والوقاية منها ومكافحتها، ومنها الإنفلونزا الموسمية والفيروس المخْلَوي التنفسي ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وغير ذلك من الأمراض التنفسية التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.

وألقت آن موين ممثلة اللجنة المنظمة لشبكة ترصد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط كلمة قالت فيها إن إنشاء شبكة ترصد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط يأتي تتويجًا للجهود الجماعية الكبيرة التي بدأت في عام 2006 حيث قادت وحدة إدارة مخاطر العدوى بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط المبادرة الرامية إلى حشد التدخلات الممكنة لتعزيز وتحسين جودة الترصد وإدارة البيانات والسياسات في مجال العدوى التنفسية الحادة في الإقليم، وخاصة الإنفلونزا.

وأضافت أنه من الواضح أنّ شبكة ترصد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط ومؤتمراتها العملية أدت دورًا أساسيًا في الجمع بين الأطراف المعنية في الإقليم لمناقشة التحديات وتسليط الضوء عليها وإتاحة الفرصة لنا جميعًا كي نفكر بإمعان في كيفية المضي قُدمًا بشأن التوصيات الرامية إلى تحسين التدخلات الحالية.

ورأت أنّ هناك فرصة كبيرة سانحة لاستخلاص الدروس من جائحة كوفيد 19 والحاجة إلى إجراء الأبحاث والدراسات وتوسيع نطاقها للاستفادة من المعلومات المستمدة من تجربة الجائحة في فهم أفضل الممارسات في هذا الصدد، والوقوف على الأمور التي ينبغي القيام بها بشكل مختلف في المستقبل، وفرصة لاتخاذ خطوات نحو إدماج مسببات الأمراض التنفسية.

تضمن برنامج الافتتاح في يومه الأول عروضًا مرئية عن المراقبة الجينومية لسلالات وباء سارس المنتشرة في فرنسا خلال 6 موجات من الجائحة، وتقدير معدلات الاستشفاء المرتبطة بالإنفلونزا باستخدام بيانات الترصد الدقيقة، وتقدير التكلفة الطبية المباشرة لإنشاء مستشفيات الإنفلونزا في سلطنة عُمان.

ويتطرّق الاجتماع والمؤتمر إلى عدة موضوعات، منها: تعزيز الاستعداد والكشف والاستجابة لأمراض الجهاز التنفسي من دولة إلى منطقة إلى العالم (الدروس المستفادة من جائحة كورونا)، وجائحة كورونا وكيفية القضاء على الوباء والاستعداد للجائحة القادمة، والتهابات الجهاز التنفسي في إقليم شرق المتوسط بعد جائحة كورونا التحديات والفرص لتحسين السيطرة والوقاية.

ويهدف الاجتماع والمؤتمر العلمي إلى استعراض التقدم المحرز، والتحديات التي تواجه تعزيز قدرات الترصُد والاستجابة، ونظم الإنفلونزا الموسمية والجائحة، وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة وجوائح في إقليم شرق المتوسط، مع مراعاة الدروس المستخلصة من كوفيد 19.

ويسعى الاجتماع والمؤتمر إلى تبادل البيانات وأفضل الممارسات التي استجدت في الإقليم بشأن إمكانية استخدام بيانات ترصد حالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة / الاعتلالات الشبيهة بالإنفلونزا (أو البيانات المستخدمة بالفعل) لتقييم الوخامة، وكذلك الكشف عن الفاشيات أثناء موسم الإنفلونزا الطبيعي وأثناء جائحة الإنفلونزا وغير ذلك من أوبئة.

كما يسعى هذا الحدث إلى توثيق وعرض الإنجازات العلمية ونتائج بحوث العمليات الجديدة الواردة من البلدان، من أجل الوقاية من الفيروسات التنفسية الموسمية والجديدة وغيرها من الفيروسات التنفسية المستجدة، والكشف عنها، والاستجابة لها، ولا سيما فيروس كوفيد 19.