خاص - الشبيبة
قال الأستاذ محمد بن علي البلوشي، مدير تحرير جريدة الشبيبة لبرنامج "مع الشبيبة" في ذكرى مرور 10 سنوات لرحيل مؤسس مجموعة مسقط للإعلام الشيخ عيسى بن محمد الزدجالي، إن الشيخ كان له بصمة فارقة في الإعلام العماني، وقامة في المنظومة الإعلامية العمانية وأثره ونتاجه كان واضحًا عبر تأسيس مجموعة مسقط للإعلام، والبداية الصعبة جدا التي انطلق منها الشيخ عيسى رحمه الله في تأسيس رؤية ومؤسسة إعلامية تقوم بدورها التنموي في بدايات صعبة جدا في السلطنة عند مطلع السبعينات عن طريق تأسيس صحيفة تايمز أوف عمان وبعدها بعدة سنوات جريدة الشبيبة بنسختها العربية.
وأضاف البلوشي: عند وصف الأستاذ عيسى الزدجالي رحمه الله فهو أستاذ ومُلم بالمهنة ومتشرب منها وكان صاحب قلم جريء جدا، وأخذ على عاتقه مهنة الصحافة لعكس واجهة البلد التي بدأت ملامح التنمية والنهضة المباركة تظهر في ذلك الوقت، ليكون للشيخ عيسى الزدجالي قيادة مشروع عظيم جدا عبر تأسيسه لمؤسسة إعلامية تحت مسمى مجموعة مسقط للإعلام.
وعن سيرة الأستاذ عيسى الزدجالي ووصفها الأستاذ محمد البلوشي بأنها صعبة كونه ينتمي لأسرة ميسورة الحال مما واجهته العديد من التحديات والصعاب في جميع مراحل حياته، وكل ذلك انعكس على المقالات التي يكتبها في عمود "وجهة نظر"، فأصبحت مقالاته تتميز بالجرأة والصدق والموضوعية وكانت تلامس مختلف أوجه الحياة من قطاع رجال الأعمال وقضايا الشباب وغيرها من القضايا المتنوعة دون استثناء.
وعن مواقف البلوشي مع الراحل الشيخ عيسى الزدجالي قال: بإنه بعد التحاقه بالعمل في جريدة الشبيبة بتاريخ 18/9/1999 وتم قبولي للعمل بشكل رسمي بعد شهر من اجتيازي الاختبار، وبعد فترة التقيت بالأستاذ عيسى رحمه الله، وفي أحد المواقف التي حصلت لي معه في خضم العمل الصحفي كنا نقوم بعمل ميداني للتغطية وكتابة الأخبار، وفجاة عند الساعة الرابعة عصرًا اتصل بي منسق الأستاذ عيسى رحمه الله وأخبرني بأن الشيخ يريد مقابلتي.
واستطرد قائلًا: ذهبت للشيخ عيسى بدون عمامة الرأس التي تركتها في المكتب، فتفاجأ وقال لي هل هكذا ستقابل المسؤولين وتنفذ تغطيتك الصحفية! فقلت له لا لكن لم ألبس عمامتي التي هي في المكتب، فطلب مني العودة للمكتب ولبس العمامة ومن ثم الحضور له، ومن هذا الموقف تتضح شخصية الشيخ عيسى واهتمامه بأدق التفاصيل، بالإضافة لرغبته في توصيل رسالة للالتزام بالنظام واتباعه وعدم الاندفاع، وغيرها من النصائح والإرشادات التي كان يوجهها لنا لبناء شخصياتنا وتمكيننا في العمل الصحفي.
وأضاف بأن الأستاذ عيسى رحمه الله كان يؤكد على جودة العمل الصحفي ومن أهم النقاط التي يركز عليها هو الدقة في المعلومة والتأكد منها من كل جانب وهذا كان إيجابي ليكون الخبر موثوق وتجنب الإحراجات التي تحصل جراء الأخطاء في المعلومات مع الجهات الأخرى.
كما كان الأستاذ عيسى رحمه الله أستاذًا وأبًا وموجهً، وكان يعاملنا كأبنائه وفريق لديه ويعشق أن يكون فريقه متميز وقوي، وكان يعرفنا على الشخصيات المرموقة للتواصل معهم فيما يخص الجوانب الصحفية، ويهمه أن يكون فريقه مبدع ليفتخر بنا، وكان يطرح مثال ويقول ينبغي للصحفي أن شم المعلومة والبحث عنها والتأكد منها.