مسقط - الشبيبة
قالت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في حسابها الرسمي عبر موقع "تويتر" بأنه تلاحظ في الآونة الأخيرة حدوث ازدهار للعوالق النباتية بما يعرف بالمد الأخضر في أجزاء من ولايتي الدقم ومصيرة مع نفوق بعض الأسماك.
ونبهت الوزارة من ذلك مرتادي البحر بعدم صيد الأسماك المتأثرة بهذه الظاهرة وعدم استهلاكها وكذلك بعدم السباحة في هذه الأماكن.
وتشهد سواحل السلطنة خلال فترات من العام خصوصا في فصل الشتاء إلى تغير لون مياه البحر في المحافظات الساحلية كمسقط وشمال وجنوب الباطنة ومسندم وجنوب الشرقية، وهو ما يعرف علميا بظاهرة ازدهار الطحالب البحرية وعموما بالمد الأحمر.
وتتبايـن درجـات لـون الميـاه في حالة حدوث الظاهرة مـا بيـن الأحمـر والبنـي، والبرتقالـي، والأصفـر الفاتـح، والأخضـر، ويعتمـد اللـون الناتـج علـى نـوع العوالـق النباتيـة (الطحالب البحرية) المزدهـرة ،إذ أن لـكل نـوع صبغـة لونيـة خاصـة بـه.
ويقوم الباحثون بمركز العلوم البحرية والسمكية بالوزارة بمراقبة وتتبع الظاهرة عن طريق جمع عينات ماء البحر بشكل دوري وتحليلها مختبريا لتحديد الأنواع المزدهرة، كما يستعين الباحثون بالمركز بصور الأقمار الصناعية لبيان تمركز ومدى اتساع الرقعة الجغرافية لظاهرة المدّ الأحمر.
وتشير نتائج التحاليل المخبرية بأن النوع المسبب غالبا للظاهرة في الآونة الأخيرة هو ما يعرف علميا بـ "نوكتيلوكا سنتيلانس (Noctiluca scintillans) وينتمي للعوالق النباتية غير السامة، ولكن عند تكاثره بكميات كبيرة يقوم باستهلاك الأكسجين الذائب وقد يتسبب بنفوق كائنات بحرية اختناقا؛ نتيجة النقص الحاد في مستوى الأكسجين المذاب في الماء، وعند موت هذه العوالق النباتية قد تصدر عنها روائح كريهة نتيجة لتحللها.
إن السبب في ازدهار العوالق النباتية والنشاط الحيوي لها هو غالبا نتيجة للتغيرات المناخية والظواهر المصاحبة له، مثل تغير في درجات الحرارة للمياه البحرية وحركة التيارات البحرية، وكذلك نشاط الرياح الموسمية، كما إن هناك عوامل غير طبيعية عادة تنتج عن ازدياد الأنشطة البشرية على طول السواحل البحرية كإنشاء المدن السياحية والمصانع ومحطات تحلية المياه والمزارع السمكية، والتي بدورها تساهم في زيادة نسبة المغذيات البحرية (فسفور، نيتروجين، سيلكون،..إلخ) التي تتغذى عليها هذه العوالق النباتية.
وبالرغم من أن ظاهرة الازدهار الطحلبي تعتبر من الظواهر الطبيعية والتي أصبحت شائعة على نحو متزايد حول العالم، إلا أن لها آثارًا سلبية على البيئة والصحة والاقتصاد والسياحة. ومنها نفوق الأسماك والكائنات البحرية حيث أن ازدهار العوالق النباتية بشكل كبير يؤدي إلى انسداد فتحات خياشيم الأسماك وبالتالي اختناقها ونفوقها، كما يسبب ازدهار العوالق النباتية نضوب الأكسجين المذاب في الماء مما يؤدي إلى موت الكائنات البحرية.
ومن آثارها التسمم، قد تسبب حالات الازدهار التسمم البشري من خلال تناول الكائنات البحرية، خاصة المحاريات حيث تتغذى هذه المحاريات على العوالق النباتية وقد تكون بعض هذه العوالق المزدهرة من الأنواع السامة، فيتم تخزين هذه السموم في أنسجة هذه الكائنات من دون أن تتضرر حيث إنها لا تتأثر بتراكم السموم، إلا إنه عند تناول الإنسان للمحار الملوث بالسموم فإنه يؤثر مباشرة على صحته، ومع الأسف الشديد فإن هذه السموم تبقى حتى بعد طبخها لدرجة الغليان. ولهــذه الســموم تأثيــر كبيــر علــى صحــة الإنســان، تتفــاوت الأعــراض فــي حدتهــا بنــاءًا علــى كميـة الغـذاء البحـري المسـتهلك والملـوث بهـذه السـموم البيولوجيـة وعلـى نـوع وكميـة السـم المتواجـد، فهـي قـد تسـبب التهابات جلديـة نتيجـة لملامسـة الجلـد للمـاء الملـوث بالسـم. كمـا يمكن أن تسـبب اضطرابات معوية أو قد تؤثر على الجهاز العصبي أو الجهاز التنفسي ، وقـد تصـل بعـض الحـالات إلـى الوفـاة.
بالإضافة إلى ما تقدم تؤثر الظاهرة على محطات تحلية المياه حيث أن ن ازدهـار العوالـق النباتيـة بشـكل كبيـر قـد يؤثـر أحيانـا علـى حركـة تدفـق الميـاه فـي محطـات التحلية نتيجـة لانسداد الأغشـية داخـل منطقـة السـحب بالإضافة إلـى تزايـد المـواد العضويـة المتحللـة ممـا قـد يـؤدى إلـى توقـف بعـض محطـات التحليـة عـن العمـل.
وعادة ما تسبب الظاهرة الروائح غير المستحبة التي تؤذي قاطني المناطق الساحلية المتضررة والتي تكون نتيجة لتحلل هذه العوالق وموت الكائنات البحرية.
ودائما ما تنوه الوزارة الصيادين ومرتادي البحر في السلطنة إلى عدم الصيد في مناطق حدوث الظاهرة وعدم جمع وتناول الأسماك النافقة والمحاريات ، إضافة إلى تجنب السباحة في هذه الأماكن التي تحدث فيها الظاهرة خصوصا الأشخاص الذين يعانون من الحساسية.