بقلم : محمد بن علي البلوشي
تتطلب مشاهدة أي نهائي فيه منتخب كروي للقدم أعصابا هادئة ومنضبطة حتى لاتصاب بأرتفاع الضغط أو الإصابة بالسكتة القلبية بسبب الهزيمة أو اللعب المهزوز..وشخصيا لست مهووسا بكرة القدم لكنني مع ذلك أحيانا أقرر مشاهدة المنتخب حينما يتعلق بنهائي كروي فترتفع الأعصاب والصراخ وكل مايحدث عند هدف لك أو عليك.
في نهائي خليجي البصرة حدثت عدة أفلام مضحكة وبكائية وكلها تتطلب التفكير والتساؤل عما كان سيحدث.
أولا مبروك للعراق الفوز وكذلك خرج منتخبنا فائزا لأدائه البطولي لكن الفرق أن المنتخب العراقي حمل الكأس وهذه انتهينا منها.والنتيجة أن المنتخبين أمتعا الجماهير في الخليج بنهائي رائع جدا..ومن الرائع أن يتكرر.
الفيلم التالي ماحدث قبل مباراة منتخبنا حيث توافد مئات الالوف من الجماهير العراقية بساعات طويلة قبل توقيت المباراة لحجز مقاعد لها على المدرجات لمشاهدة المباراة النهائية والامل بفوز يعيد لهم الفرح والسرور مع كل مايتعرض له هذا البلد الشقيق من انشقاقات وانقسامات وقتل وتفجير وهذا معلوم للجميع..لكن المأساة أن الجماهير العراقية استولت على مقاعد الطرف الثاني في النهائي وهي 5000 مقعد مخصصة لجماهير المنتخب العماني..هذه الواقعة لاتلام عليها الجماهير العراقية الغفيرة بل تقع ضمن مسؤولية السلطات العراقية ودورها في إدارة الحشود والجماهير المندفعة..ترى لماذا لايحدث ذلك في دول الخليج التي استضافت النهائيات كنهائي البصرة..للأسف اخفقت السلطات العراقية في ذلك وخرج الجميع بنتيجة أن النظام والقوانين وحقوق الطرف الثاني في المباراة قد تم رميه وركله بعيدا عن قانون الملعب مما تسبب في افتراش بعض الجماهير الموجودة الزوايا والمساحات الجانبية في صورة سيئة جدا جدا.
اما العقل والمنطق في ماقبل المباراة هو قرار الجهات المختصة في البلاد وهو قرار اكبر من أن يديره الإتحاد بإعادة الجماهير العمانية والاكتفاء بالمنتخب ليلعب كل ذلك حرصا على سلامتهم وهو قرار اعتبره حكيما وعاقلا جدا وبخاصة أن الدولة المضيفة لم تستطع السيطرة على الحشود فكيف لها أن تضمن سلامة جماهيرنا..فماذا كان ليحدث لمنتخبنا لو أننا هزمنا المنتخب العراقي الشقيق..كل السيناريوهات مطروحة كاقتحام الملعب وربما الاشتباك مع لاعبينا وربما حتى أبعد من الاشتباك والعنف الجسدي.كل الغضب الذي أبداه الزملاء الإعلاميون مقدر وصحيح وكمية النقد على الاتحاد مبررة وبخاصة أن المنتخب لم يحصل على الكأس..فالهجوم الذي تعرض له اتحاد القدم لأنه يمثل الواجهة الكروية في البطولة ويستطيع اتخاذ الخطوات القانونية المعمول بها في لائحة الإتحاد الخليجي..لكن دعونا نقول أن اتحاد القدم ليس مؤسسة كروية مستقلة تعمل بمعزل عن الجهات المختصة وبخاصة فيما يتعلق بسلامة الجماهير العمانية في بلد مثل العراق بكل مافيه من أحداث.
اما المحزن في هذا الأسبوع هي الحملات الإعلامية بين الجمهور العماني مع قناة الكأس ورئيس الاتحاد الخليجي ..أرى أن رئيس الاتحاد الخليجي خرج عن الحياد-ولاننسى أن منتخبا لم يحصل على اللقب- وهنا تبحث الجماهير عن أي مبرر للتنفيس عن غضبها..كان من المهم أن يتحلى رئيس الاتحاد الخليجي بالحكمة والدبلوماسية في مثل هذه البطولة التي لها شعبيتها وحساسيتها الخاصة بين شهوب المنطقة إلا أنه فقد السيطرة فلم يتمالك عاطفته..لكنه كمسؤول عن الاتحاد الخليجي ينبغي أن يجمد عاطفته في أقرب ثلاجة حتى تنتهي المباراة ويقول مبروك للجميع.
أما الحملة على قناة الكأس فهي قاسية جدا ولاتستحق كل هذا الهجوم..الأسباب التي دفع بها مسؤولو القناة مقنعة بالنسبة لي على الأقل واتذكر أن هذه القناة نقلت استديوهاتها في خليجي مسقط قبل سنوات.وكانت تميل بقوة لفوز المنتخب العماني بالبطولة وهذا ماحدث في العراق.ومن حق المحللين وحتى من يدير البرنامج أن يقول رأيه ويتمنى من يفوز وهذا ليس له دلالة كره طرف على طرف اخر..الحال يقول أن كل ماحدث سينتهي بعد أن يتلاشى مفعول اجواء البطولة وسيعود الجميع كما كان قبل البطولة...سيعود الجميع احباء من مسقط إلى الدوحة إلى بغداد.