بقلم:محمد بن علي البلوشي
عدا عن السياحة الداخلية في كل ولاية امريكية حيث تختلف كل ولاية عن الاخرى بمقوماتها ومناخها وسحرها فإن الامريكيين كذلك مثل غيرهم من شعوب الأرض يتجهون خارج الحدود..والحدود الأقرب والأرخص لهم هي المكسيك الملاصقة حدوديا..يذهب المكسيكيون للولايات المتحدة للعمل بطريقة شرعية وقانونية أو عبر التسلل فالفرق الاقتصادي واسع بين البلدين ونظرة تظهرها الافلام عبر الحدود الامريكية المكسيكية فإن الإزدحام على اشده للداخلين للمكسيك والخارجين منها وهؤلاء معظمهم امريكيون أو مكسيكيون يزورن عائلاتهم في الإجازات..معظم هؤلاء من الولايات القريبة من الحدود المكسيكية مثل كالفورينا واريزونا ونيومكسيكو وتكساس..من الطبيعي جدا أن يسافر ون إلى هذا البلد في الإجازات السنوية أو في العطلات القصيرة..هل يوجد شيء مميز في المكسيك ..نعم تختلف الثقافة والمعمار والطبيعة والمنتجعات والبيئة والاسواق وحياة الناس ونمط الحياة عن الحياة المدنية الكاسحة في الولايات المتحدة.وبالرغم من ذلك فالناس امزجة تختار مايحلو لها.هذه الحركة بين الحدود تنطبق كذلك على طرفي الحدود الامريكية الكندية..أفواج من الجانبين يتبادلون الزيارات والسياحة وقضاء العطلات القصيرة في كلا الجهتين فلاغرابة في ذلك..يهوى الناس التغيير والتجديد وليس في ذلك نقص كما يدعيه البعض لدينا مع موجة نواح تتجدد دوريا حينما تبث مشاهد من أكتضاض الحدود العمانية الإماراتية بطوابير السيارات القادمة من السلطنة او من المحافظات القريبة أو شبه البعيدة ..هذه صورة اخرى حيث يتجه أهل مسقط في العطلات القصيرة كالاسبوعية إلى المحافظات الاخرى وحجز استراحات لهم أو الذهاب إلى استراحاتهم ومزارعهم فيما يأتي أبناء المحافظات وعائلاتهم كذلك إلى مسقط للتغيير وزيارة المرافق الثقافية والأسواق وقضاء أوقاتا ممتعة ثم يعودون إلى قراهم ..قرب الإمارات منا من العوامل المساعدة لاتجاه الناس إليها والاستمتاع بالترفيه الذي يصبغ ويميز مدينة كدبي فهي مدينة عالمية تتسع للجميع وصممت كذلك لتكون مدينة عالمية وليست مصممة وفق ذوق معين فيفد إليها الجميع من أنحاء العالم بمافيهم العمانيين وأبناء دول الخليج الاخرى.
رغبة الناس في التغيير تقودهم إلى الاتجاه هناك وفق قدراتهم المالية وقدرتهم على الإنفاق..كذلك يذهب العمانيين إلى قطر والى الكويت والى السعودية في رحلات عائلية لقضاء الاجازات بالرغم من البعد الجغرافي..زيارة هذه الدول حسب قدراتهم ويأتي أبناء تلك الدول كذلك إلى الامارات وإلى عمان..من يدعي أننا نحتاج إلى بنية سياحة مصصمة كمدن أخرى يفتقر إلى الموضوعية..مدينة مسقط على سبيل المثال مصممة بطبيعتها الجغرافية والسكانية للحفاظ على طبيعتها وتراثها المعماري ومع ذلك فهي تحتاج إلى مزيد من العناية والتطوير بشرط ألا تتحول إلى مدينة كريستالية فتفقد هويتها تحتاج للمسات اضافية ودور فاعل للقطاع الخاص يمكن أن ينشط المدينة وفق قواعدد محددة لاتلغي هوية المدينة كما ذكرت..لكن البعض يغمض عينيه أمام بعض الزخم الهائل لما حدث في السياحة الداخلية خلال الإجازة كحشود الناس في الجبل الاخضر ومدينة نزوى وهناك امد الدقم الصور تظهر حجم العائلات التي جاءات واطفالها للاستفادة من تلك الفعاليات بجانبيها الترفيهي والعلمي في محاولة لتحريك هذه المنطقة سياحيا وترفيهيا .. في صحار أثنى الكثيرون كذلك على التغييرات التي حدثت في هذه الولاية العريقة والجميلة..فهناك الكثير ممايمكن عمله مستقبلا في هذه الاماكن يمكن أن يصنع فرقا..في تنوع أقاليم عمان الشاسعة لايمكن مقارنتها مع نمط سياحي واحد فقط ترفيهي وتسويقي ..ومع هل نحن نبحث عن مدنا ثلجية ومجمعات تسوق ومقاه عالمية أو ماذا..العابرون بين الحدود يسعون للتغيير وهو حق كل فرد أن يختار خياراته حسب إمكانياته أما أن تطالبه بالجلوس في البلد بأسم الوطن أحق بذلك أو الذهاب هناك لأنه لاتوجد خيارات أخرى فتلك احكام يمكن وصفها بالخاوية والهراء الذي لاطائل له.
في موسم الشتاء يفد إلينا كثير من الجنسيات للاستمتاع بالمناخ البارد والطبيعة والجغرافيا..تشتعل حجوزات الفنادق ومعظمها نزلائها من السياح الأوروبين والخليجيين والعمانيين كذلك..ويشكل الأشقاء الإماراتيون العابرون بالرحلات البرية الحدودية الأغلبية بحثا عن التغيير والاستمتاع بالتنوع الطبيعي في البلاد كزيارة القرى الجبلية او المرافق الأخرى ..هذه حركة طبيعية تحدث بين البلدان المتقاربة حدوديا وجغرافيا.يوجد في عمان مايبحث عنه الاشقاء في الامارات ويوجد في مدن الإمارات مايستهوي العمانيين وكلها أذواق.
نحتاج فقط ضمن استراتيجية السياحة إلى بنية اساسية وهو كما طرح في الخطة المستقبلية سينفذ واتمنى ذلك أن تستفيد الخطة من مقومات كل محافظة وبخاصة المحافظات السهلية أو القرى الجبلية التي تكتنز سحرا طبيعيا وخلابا يبهر السياح والزوار.لكن إنكار كل شيء جميل لأجل ظهور الصوت والصورة لابد من تحمله في زمن العصر المفتوح والأصوات التي ولى زمن تقييدها ربما..التغاضي عن الوقائع الجميلة لعبة يمارسها الانتهازيون والمتحذلقون والبكاؤن.